صلاح الساير: الدنيا.. ستائر

بمصاحبة الموسيقى أو الألعاب النارية أو التصفيق أو الابتسامات أو الدمعات والدمع يسح من مآقي العيون، يسدل بعد ساعات ستار العام المنصرم وترفع على الفور ستارة عن سنة أو مسرحية جديدة اسمها 2014، فالعروض تتواصل على خشبة هذه الحياة الدنيا وإن غاب بعض الممثلين أو حل محلهم ممثلون جدد.

انها الحياة أو الخطى التي كُتبت علينا ـ حسب قول الشاعر ـ ومن كُتبت عليه خطىً مشاها.
يختار الكاتب أسماء وقدرات ومواهب وعُقد الشخوص ومصائرهم في النص المسرحي المكتوب ويحدد أدوارهم، ليتولى المخرج إبراز هذه القدرات والمصائر والأدوار فوق خشبة المسرح وذلك أمر لا يختلف كثيرا عما يجري فوق خشبة الحياة، فنحن نولد بقدرات وأشكال حملتها إلينا الجينات الوراثية، لنقوم بأدوار مرسومة لنا بدقة تتوافق مع الأطر الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بنا.

تتوالى عروض مسرحيات الحياة كل عام في جميع أصقاع العالم وتتبدل العناوين والأسماء مع مطلع السنة الجديدة.

بعض هذه العروض ينطوي على الجديد والمثير وبعضها ممل رتيب يشبه العروض السابقة لا يتغير فيه سوى اسم المسرحية أو رقم السنة وفي جميع الاحوال نحن الممثلون ونحن المتفرجون في آن واحد، خائبين كنا أو ذوي عزيمة وبأس شديد.

يسدل الستار.. يرفع الستار.. كل عام وانتم بخير ومسرحية قديمة/جديدة.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.