بري: الكويت شريك حقيقي في تحرير لبنان

لا يشبه الرئيس نبيه بري إلا الرئيس نبيه بري نفسه. فرئيس البرلمان اللبناني منذ 20 عاماً بلا انقطاع تحول «نجماً» دائم الحضور في «دنيا» السياسة اللبنانية. «يتجوهر» في الأزمات و«يطبخ» التسويات، ويستمر «رقماً صعباً» في «السراء والضراء».

في الجلسة مع هذا السياسي المخضرم غالباً ما تختلط السياسة بـ «الطرائف»، فالرئيس بري الذي استضافنا على «طاولة حوار» في مقره في عين التينة، يشكل علامة فارقة في الحياة السياسية اللبنانية، واحدة من أوجهها الجميلة جمعه بين الحنكة وخفة الظل.

يحرص الرئيس بري «الثابت رغم التحولات» على إظهار «عاطفته الخاصة» تجاه الكويت، القيادة والشعب، ويظهر قدراً كبيراً من الانتماء الى «العروبة» المصابة بالافول، يقر بالأخطار التي تدهم لبنان، ويدرك انه «الاطفائي» الذي يشكل حاجة للجميع.
في لقاء جمعية الصحافيين الكويتيين اشاد الرئيس بري بالكويت اميراً وحكومة وشعباً «ووقوفها الدائم الى جانب لبنان في المحن والازمات»، مشيراً الى ان «الكويت شريكة حقيقية بتحرير لبنان، فالكويت لم تنتظر حتى ينتهي التحرير لتقدم المؤازرة والمساعدة، ولم تصبر حتى تقع المصائب والحروب الاسرائيلية على لبنان كي تأتي للتعويض».

واعرب بري عن افتخاره واعتزازه بعلاقته التاريخية مع دولة الكويت، مستذكراً الدعم الكويتي خلال الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، منوهاً بمساهمة الكويت في تنفيذ مشروع الليطاني الذي وصفه بـ «اهم المشاريع في الشرق الاوسط». واضاف «مشروع الليطاني كان حلم لبنان الدائم، وقد بدأ العمل به منذ اقل من شهر»، مشيرا الى ان الذي أمر بتمويل المشروع الذي يروي مناطق الجنوب والبقاع الغربي على علو 800 متر سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد»، ومشيداً في هذا الصدد بالمشاريع الممولة من الكويت والتي يديرها الصندوق الكويتي للتنمية في مختلف المناطق اللبنانية.

وحول تاثير الوضع السوري على لبنان، اكد بري تأثر لبنان بالازمة السورية «لذلك اخترنا كحكومة ودولة ان نكون بمنأى عما يحصل هناك». وأضاف في هذا السياق «لبنان ليس جزيرة وليس لديه حدود كثيرة، لديه ثلاثة اتجاهات»، موضحا ان «اسرائيل عدو لا نتعامل معه، وسورية في وضعها الراهن مقفلة، لذلك الوضع في سورية من الناحية الجغرافية له تأثير على الوضع الاقتصادي والجغرافي، لأن كل مزروعاتنا وانتاجنا وكل ما نصدره يذهب الى اخواننا العرب عبر سورية».

ورأى انه «اذا لم يكن هناك حل مبني على حوار يتوافقون خلاله على نظامهم وعلى الاصلاحات والديموقراطية وكل شيء يريدونه، هناك احتمال من اثنين اما حرب مذهبية او طائفية، واما تجزئة اي «سايكس ـ بيكو سوري»، مشيرا الى ان لبنان سيتأثر في كلتا الحالتين.

وحول الحاجة الى اجراءات لتحصين الداخل اللبناني، قال بري «نحن أخذنا سياسة النأي بالنفس عندما وجدنا على الأرض أننا غير قادرين على وقف التهريب، وأقدمنا على أمر عادة لا نقدم عليه واستعنا بقسم من الجيش الموجود في الجنوب للانتشار في الشمال، حتى نمنع أي اعتداء من لبنان على سورية والعكس بالعكس»، لافتا الى اجماع القيادات اللبنانية حول هذا الامر.

ورداً على سؤال، قال بري ان «زيارة دول الخليج شرف لنا وأنا دائما لا أنقطع، لكن من أكثر الأمور التي تجعلني مقصرا في هذا المجال هي الأحداث في لبنان، أي أن السبب لبناني وليس خليجيا ولا عاطفيا، وتقديري وحبي لأهلنا في الخليج». وقال «الوضع اللبناني هو الذي يعيقني عن زيارة ليس فقط دول الخليج، إنما المؤتمرات الدولية والتي من الضروري أن أحضرها، ولكني لا أستطيع ان أشارك. هذا العام قمت برحلة وحيدة الى قبرص من أجل الملف النفطي».

سئل: توصف بأنك الإطفائي الأول للأزمات في لبنان، وكلنا نتابعك ونعرف قدرتك في ضبط الأوضاع، ولا سيما في تحرك أهالي المخطوفين في سورية ومنع قطع الطرقات؟ وأجاب «هذا «موديل» لبناني، ومن «الموديلات» اللبنانية التي لا تطاق، وصلنا الى مرحلة إذا اختلف الرجل مع زوجته من الممكن أن ينزل ويقطع الطريق أمام البيت الزوجي. وهذا يدل دائما على ضعف هيبة الدولة. موضوع خطف لبنانيين يخص جميع اللبنانيين، وبالفعل كان هذا الشعور عند جميع اللبنانيين من دون استثناء. ولكن في النهاية إذا قطعنا طريق المطار أو غيرها هل نكون قد أعدنا المخطوفين؟ لذلك، لجأنا الى سبيل للتفاهم والتقيت عائلات المخطوفين منذ أسبوع وتحدثنا مليا معهم. وتلقيت اليوم (اول من امس) اتصالا من رئيس الجمهورية أبلغني فيه بأنه سيغادر الى تركيا في سبيل هذا الأمر، وان شاء الله سيحصل خيرا. وبغض النظر عن أهمية هذا الموضوع، كلما «دق الكوز بالجرة» يحصل قطع طرقات، وهذه ليس ثقافة دولة إنما ثقافة طوائف ومذاهب وقبائل واللادولة. أنا لا أقول أن هذه الأخيرة أو غيرها ليست على حق، إنما أقول أن هذه الطريقة ليست الطريق التي توصل».

وسئل: لماذا لا تفرض السلطة سلطتها بالقانون؟ فقال «أصبحت الأمور (حارة كل مين إيدو إلو) كما يقول غوار الطوشي. ليس مقبولا أن يأخذ كل صاحب حق حقه بيده. برأيي إننا نعطي انطباعا بأن اللبناني يتصور كأن الدولة لا توصله الى الحق الذي يريده إذا لم يقم بهذا التصرف. إذا أوقف أحدهم أو أطلق أحدهم الآخر أو خطف شخص أو أراد أحد التعبير عن رأيه الجميع ينزلون الى الطرق. على كل، أنا ضد هذا الأمر ونحن نعمل على تقوية الدولة لكي تقوم هي بكل واجباتها بما يشعر المواطن بأن لا ضرورة ليحمل على الدولة أبدا».

وقال «لماذا في لبنان؟ لأن هذه الفسيفساء اللبنانية ليس عندها حل وسط، هي كلها محاسن إذا تناولتها من زاوية، وكلها مساوىء إذا تناولتها في واقعها الحالي. المحاسن فيها وجود 18 طائفة، وهذا مجال غنى ومختبر رائع للانسانية جمعاء، ولا أقول هذا لأنني لبناني، فضمن هذا البلد الصغير توجد هذه الطوائف بتعايش وتفاهم، تستطيع القول موسيقى رائعة وغنى كبير.

أين المصيبة؟ في استعمال هذه الطوائف. أنا قلت قديما في الثمانينات، أن استخدام الطائفية في سبيل الوطن وطنية ولكن استخدام الوطن في سبيل الطائفة فهذه طائفية، نحن الآن نستخدم الوطن ليس في سبيل الطائفة إنما في سبيل المذهب، الابتلاء الأساسي في السابق أخذ طابعا بين المسلمين والمسيحيين، الآن أصبح بين السني والشيعي والأرثوذكسي والكاثوليكي. وهذا ابتلاء يستدعي المعالجة».

وتابع «كنت أطالب بإلغاء الطائفية في لبنان منذ زمن بعيد، الآن أصبحت أطالب بإلغاء الطائفية في العالم العربي، فهذا الأمر يطال العالم العربي. ومن دون إدخالي في تفاصيل كل دولة من الدول العربية، أنتم أخبر مني، إبحثوا في كل بلد على حدة، ومن خلال ما سمي الربيع العربي، كيف أن هذه النتوءات تحصل في كل بلد دون استثناء، وكل بلد من هذه البلدان أصبح مبتليا بهذه العدوى اللبنانية، وبالتالي أصبحنا بحاجة الى إلغاء الطائفية السياسية في العالم العربي. حتى تستعيد العروبة مكانتها، أين العروبة، هل نتحسس سويا أين هي العروبة؟».

سئل: أنتم من أشد المتحمسين للتنقيب عن الغاز، وقد شعرنا في الفترة الأخيرة فتورا في متابعة هذا الموضوع. أين أصبح هذا الملف؟

أجاب «لم يحصل فتور، هذا الموضوع تاريخي وأتابعه، وكانت لدي معلومات لم تكن مسندة الى تقارير ودراسات. انه في البر اللبناني وفي بعض المناطق هناك آبار نفط. تكلمت في هذا الموضوع، ولم يكن لدي معلومات عن نفط وغاز في البحر، وبعد فترة قدمت مؤسسات وشركات تقارير ووصلني تقرير بهذا الموضوع، يومها لم أصدق ما كنت أقرأ كأنني أقرأ عن الكويت وقطر والسعودية، أو أي بلد نفطي. وعندما نظرت في هذا الملف، ونحن في لبنان «كالمعلق بحبال الهواء»، علينا الآن نحو 58 مليار دولار دين، وكان هناك حوار عند فخامة الرئيس، قمت بتوزيع الدراسة، وقلت أن هذا الموضوع يجب أن نبدأ به قبل كل شيء.

وبعناء كبير، لم يكن بإمكاننا إصدار القانون خلال سنوات، إلا أنني تمكنت من إصداره خلال شهرين وبعد ذلك سارت الأمور وجاءت شركات عدة وتبين وجود النفط والغاز في مناطق أخرى، وليس حصرا قبالة الجنوب إنما مقابل بيروت وعلى الحدود بيننا وبين سورية وقبرص، وبكميات وافرة جدا. وزارنا ممثلو شركات محترمة وأصبح هذا الأمر ثابتا».

وأضاف «الآن، انتهت الامتحانات للجنة المشرفة على قطاع النفط، والأسماء أصبحت في مجلس الوزراء، وأنا وعدت بتعيين اللجنة قبل نهاية الشهر الجاري، الأمر الذي يفتح المجال للتنقيب. طرأ عندنا أمر، وتبين لنا أن الحكومة السابقة أنجزت اتفاقا بيننا وبين قبرص حول هذا الموضوع، وأخذت نقطة في البحر اسمها (A) ونحن نعتبر أن حدودنا تبدأ بنقطة تسمى (23)، والفارق بين النقطتين يضيع على لبنان 850 كلم في البحر، وهذا أمر خطير. هذا القانون موجود في المجلس النيابي. ذهبت الى قبرص وقلت لرئيسها والمسؤولين انه ليس في الامكان التصديق على هذا الاتفاق، الا إذا عدتم معنا الى النقطة (23) هم ليس لديهم مانع، ولكنهم في هذه الأثناء أنجزوا اتفاقهم مع إسرائيل من النقطة (A)».

وسئل: هل سبب تمسككم بالنقطة (23) هو أمر سيادي أم بسبب وجود الغاز؟ فأجاب «حسب ما لدينا من خرائط وإحداثيات في وزارة الدفاع فان حدودنا هي (23)».

وسئل: ما رأيكم في تأثير الوضع السوري على لبنان؟ فأجاب «لبنان ليس جزيرة وليس لديه حدود كثيرة، لديه ثلاثة اتجاهات للحدود. عندنا في الجنوب عدو إسرائيلي لايزال يحتل جزءا من أرضنا ولدينا حدود مع سورية وأخرى في اتجاه البحر. إسرائيل عدو لا نتعامل معه وسورية في وضعها الراهن مقفلة، اصبح مطلوبا من جميع اللبنانيين السباحة، لذلك الوضع في سورية من الناحية الجغرافية له تأثير على الوضع الاقتصادي والجغرافي لأن كل مزروعاتنا وإنتاجنا وكل ما نصدره يذهب الى إخواننا العرب عبر سورية».

واضاف «الآن كل فواكه الجنوب لا سوق لها، رغم أنها مطلوبة في كل الدول العربية. من الناحية الأخطر، أي السياسية هذا البلاء الأكبر، كما قلت نحن لسنا جزيرة وتالياً نتأثر بما يحصل في سورية ولا نستطيع أن نؤثر، لذلك اخترنا كحكومة ودولة أن نكون بمنأى، لماذا؟ لأنني عندما لا أستطيع أن أؤثر عليك بشيء أتأثر بك سلبيا فأفضل الأساليب أن أبقى جانباً، هناك مع الأسف الشديد، الأمور تطورت في سورية وإذ لم يكن هناك حل مبني على حوار يتوافقون خلاله على نظامهم وعلى الإصلاحات والديموقراطية وكل شيء يريدونه، هناك حل من إثنين، إما حرب مذهبية أو طائفية، وإما تجزئة أي سايكس – بيكو آخر».

ولفت الرئيس بري الى ان الكلام الآن سهل، لأن هناك واقعا وفق الخارطة المنظورة، ولكن أنا منذ نحو عامين أعلنت في ذكرى اختطاف الإمام موسى الصدر في بعلبك، وقلت اسمعوني جيدا، سنترحم على سايكس ـ بيكو الذي قسم المنطقة. إذا كان الاتجاه لحرب طائفية لبنان سيتأثر، أو إذا حصل تقسيم أيضا لبنان سيتأثر، لذلك الوضع في سورية خطر جدا بالنسبة الى موضوع لبنان ونأمل أن تزول هذه الغيمة عنا».

وسئل: الا تحتاجون الى إجراءات لتحصين الداخل اللبناني؟ فأجاب «قمنا بالذي نستطيعه، أنا لا أدافع عن الحكومة عندما تخطئ رغم أنني جزء منها، في هذا الموضوع ما استطاعت أن تقوم به الحكومة لا بأس به لأن السياسة هي فن الممكن، مثلا نحن أخذ نا سياسة النأي بالنفس عندما وجدنا على الأرض أننا غير قادرين على وقف التهريب، أقدمنا على أمر عادة لا نقدم عليه واستعنا بقسم من الجيش الموجود في الجنوب للانتشار في الشمال، حتى نمنع أي اعتداء من لبنان على سورية والعكس بالعكس».

وهل القيادات في لبنان متفقة على هذا الأمر؟ فأجاب «اتفقنا على هذا الأمر في هيئة الحوار الوطني وصدر بيان عن هيئة الحوار الأولى برئاسة فخامة الرئيس (إعلان بعبدا) ويمثل كل القيادات على صعيد 8 و 14 آذار».

وعن قرار الإمارات العربية وقطر بترحيل أعداد كبيرة من اللبنانيين وقد تدخلتم في هذا الموضوع؟ أجاب «بالنسبة للأخوة في الإمارات ومنذ نحو عامين جرى طرد لبنانيين أغلبهم ينتمون الى مذهب معين، وأتوا الى لبنان وكان لهم تحرك ولم يكن «موديل» قطع الطرق «دارجا»، كان الاتجاه للاعتصام أمام السفارة المعنية وطبعا كان سيحصل تنديد بالدولة، وهذا أمر لا أقبله شخصيا، لا يزال الناس يقولون نحن أبناء العرب والعروبة ونحن في الجراح والآلام إخوان، وأرسلت للقائهم وطلبت منهم تزويدي بما لديهم من تقارير، وأعطوني لائحة من اسماء تفوق المئة شخص وكلهم أمضوا اعواماً في الإمارات تصل الى ثلاثين عاماً، ولا انتماءات حزبية لهم وبعضهم لا علاقة لهم بشيء، وجدت أن هناك مطالب محقة. حملت هذا الملف بكامل تفاصيله وطلبت موعدا من رئيس دولة الإمارات وحدد لي موعد فورا، واستقبلت من قبله في حضور كل أركان الدولة وكانت جلسة أكثر من مهمة، ومن ثم كانت خلوة بيننا وسلمته الملف. وقلت له إننا حريصون على أمن الإمارات وأمن أي بلد عربي أكثر من حرصنا على أمننا، وهذا المواطن اللبناني الذي عمل في الإمارات وساعد في بنائها في ميدانه، يطلب منه بين ليلة وضحاها المغادرة فورا، لماذا لا يحصل تحقيق ويواجه بالتهم المنسوبة اليه، ولربما يعطي الشخص دوافع تبطل الاتهام. وقال رئيس الدولة أنا لا أقبل هذا الشيء وأعدك بدراسة هذه الحالات وهذا الأمر سيتوقف. وعلمت لاحقا أنه بعد زيارتي كان هناك أشخاص سيرحلون ووصلوا الى المطار للمغادرة، لكن صدر الأمر بإرجاعهم، وسارت الأمور وانتهى التحرك في لبنان وطلبت من الذين أبعدوا الانتظار لكي تدرس قضيتهم كل على حدة، خصوصا أن الشيخ خليفة وعدني بالتعويض على من يثبت أنهم ظلموا، لكن بصراحة قبل شهرين وصلتني أسماء سيتم ترحيل أصحابها، وزارني أهاليهم وأكدوا عدم انتمائهم الى أي حزب، هذا الكلام استجد الحديث عنه وأنا في طور تكوين ملف، إذا استفحل الأمر لمراجعة إخواننا الإماراتيين وسؤالهم عن المصلحة في هذا».

وأكد الرئيس بري ان «أي أخ عربي عندما يأتي الى لبنان يشعر أنه يقيم في بلده وأكثر، وبالمناسبة كان يجب أن أبدأ وأنتهي بالتوجه الى الكويت، عبركم أميرا وشعبا ومجلس أمة، ليس بالشكر العميق من نبيه بري أو من حركة «أمل» أو من فئة أو من طائفة، لا بل من كل لبنان من دون استثناء، بكل الشكر والوفاء بالجميل. أنا تاريخيا متحيز للكويت ومعروف تاريخي بالنسبة الى نظام صدام حسين وما عانيت منه ومحاولة اغتيالي مرات عدة خصوصاً بعد احتلاله للكويت. لكن الآن أتكلم بصفة لبنانية عامة وليس بصفتي الشخصية، الكويت شريكة حقيقية في تحرير لبنان، وليس اللبنانيون وحدهم حرروه، وشريكة أيضا إبان التحرير، لم تنتظر الكويت حتى ينتهي التحرير لتقدم المؤازرة والمساعدة ولم تصبر حتى تقع المصائب والحروب الإسرائيلية على لبنان كي تأتي للتعويض، هناك محطات تسجل، عند الهجوم الإسرائيلي الشهير على بلدة الأنصارية، في صباح تلك الليلة كان معالي وزير الصحة الكويتي في منزلي في المصيلح لافتتاح مستشفى قامت ببنائه الكويت في النبطية مقابل المواقع الإسرائيلية، ورغم أن الإسرائيليين خسروا يومها 16 ضابطا وجنديا، ذهبنا وكانت أصوات المدفعية تدوي والوزير موجود وأيضا وزير الصحة اللبناني يومها سليمان فرنجية، ودشنا المستشفى الذي هو الآن المستشفى الأوحد الذي يدار بصورة مميزة جدا من الدولة اللبنانية، حتى الطابق الذي يدار فيه قسم الحريق تبرع فيه أحد الاخوان الكويتيين».

وأشار الى ان «المشروع الذي هو من أهم المشاريع في الشرق الأوسط والذي كان حلم لبنان الدائم، هو مشروع الليطاني، وقد بدأ العمل به منذ أقل من شهر، هذا المشروع أمر بتمويله الأمير الراحل الشيخ جابر عندما زرته والرئيس الراحل الياس الهراوي وقال أهنئكم على المقاومة والتحرير، فقلت له تحرر الأرض لكن لا تستطيع استخدامها، وخلال خمس دقائق سأل ما كلفة هذا المشروع، قال له أكثر من 500 مليون دولار، صمت قليلا وقال يحصل».

وأعلن ان «هذا المشروع يروي الجنوب كل الجنوب والبقاع الغربي على علو 800 متر. وحتى في معالجة موضوع الكهرباء فقد أبدى الصندوق واخواننا الكويتيون كل الاستعداد للمؤازرة والمساعدة. أما إذا اردت أن أعدد المشاريع الأخرى أعتقد أنكم بحاجة للمبيت ليلة عندي لكي أنتهي من تعدادها. لذلك عبركم هذه التحية لاخواننا في الكويت. عندما نقول أي عربي هو في بلده، لا يمكننا أن نتنكر لهذا الواقع بغض النظر عن علاقتي المميزة والمتميزة مع أخواننا في الكويت أنا أتكلم بإسم كل الناس».

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.