تمكن كريستيانو رونالدو من صد سهام المنتقدين له، عبر مواصلة تحطيم الأرقام القياسية، وهي هوايته التي اعتاد ممارستها منذ قدومه إلى ريال مدريد، ليحفر اسمه في تاريخ الساحرة المستديرة في أغلى صفقة آنذاك، وتحديدا يونيو من عام 2009.
وسلطت وسائل الإعلام حول العالم الضوء على مستوى «الدون» قبيل بدء الموسم، في ظل تقدمه بالعمر، بعد أن وصل إلى 31 سنة، وبدأت باثارة التساؤلات، وتم تحليل مستقبل اللاعب، وإن كان سيظهر كما في سابق عهده، أم أن الأبواب ستفتح أمامه لمغادرة النادي «الملكي»؟.
وبالاضافة إلى أن رونالدو من أهم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لكن يبدو أن ما رفع درجات التكهنات حوله، هو تكوين جسمه البدني والعضلي، وأسلوب لعبه، الذي يعتمد على القوة والسرعة بالمقام الأول، إذ قدم رونالدو نموذجا فريدا يجمع المهارة والقوة في آن واحد.
ولأن لـ«العمر أحكام»، فمن الطبيعي انخفاض عطاء رونالدو البدني، وهبوط ادائه، أو على الأقل عدم إكماله لعب 90 دقيقة من عمر اللقاء، وهذا ما شاهدناه في معظم اللاعبين حول العالم.
المفاجأة، أن رونالدو حافظ على فاعليته داخل الملعب بطريقة ذكية، ولمدربه زيدان دور في ذلك، وذلك من خلال استثمار مهارته داخل منطقة جزاء، وليس خارجها، حيث يلاحظ أن معظم أهدافه اصبحت داخل منطقة الـ«18»، وهو ما يتطلب جريا أقل، ومجهودا أقل.
ولم يعد رونالدو يسجل أهدافا من خلال المرور عبر دفاع الخصم وتجاوز اللاعبين، بالمراوغة والسرعة، ولكنه تكيف مع الاوضاع الجديدة، ليسهم في اضافة فنية كبيرة للفريق، عبر انهاء الهجمات، واحيانا أنصاف الفرص، واثمرعن ما نراه الآن، وبات «ماكينة» أهداف عالية الجودة.
وقد تغيب الجمالية عن أهداف النجم البرتغالي، لكن ما يهم الجماهير أن يحسم المباريات بأهدافه، والتي تكون غالبا بلمسة واحدة، أو رأسية من ركلة ركنية.
وفي الخطة، أي على الورق، يلعب كريم بنزيما كمهاجم، لكنه على أرض الملعب، يقوم بدور مهم في تحرير رونالدو، عبر فتح المساحات أمامه للتقدم والتسجيل، وبالتالي فإن النجم الفرنسي يلعب دور الجندي المجهول في هذا الصدد.
وتمكن رونالدو هداف الليغا «30 هدفا» وهداف دوري الابطال «16 هدفا» في هذا الموسم، من تسجيل 6 أهداف من خارج منطقة الجزاء في هذا الموسم، بينهما ركلتين ثابتتين.
رونالدو أثبت أنه قيمة فنية لا تنضب، ولم يكابر أو يبالغ في الاستمرار على نهجه القديم باللعب، بل ارتضى الدور الجديد لخدمة الفريق، وسخر إمكانياته للمدرب، والذي عاد بالفائدة على الطرفين.
قم بكتابة اول تعليق