عاش الشارع الرياضي ليلة حزينة عقب «التصويت الصادم» للجمعية العمومية العادية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المنعقدة في المكسيك، والذي وافقت من خلاله برقم كاسح على استمرار تعليق عضوية الكويت، وبقاء قرار الايقاف الصادر بحق كرتها على الصعيد الخارجي.
ووافقت 176 دولة على استمرار الايقاف مقابل 13، وقفت ضده، و16 امتنعت عن التصويت. وكان يتوجب ان يحصل قرار استمرار الايقاف على موافقة 154 من اصل 205 دول، يحق لها التصويت.
وقرن «كونغرس المكسيك» قراره بتفويض لجنة في اسرع وقت ممكن لحل ما اسماه «النزاع القائم بين الافرقاء في الكويت».
وعلى وقع هذه الاحداث، استمر «الصراع الكلامي» بين الوفد الرياضي الموجود في المكسيك والذي يمثل الاندية المحلية وبين الاتحاد الكويتي لكرة القدم وفق تقرير، بثته «وكالة فرانس برس».
وفي حين اتهم النائب عبدالله المعيوف رئيس الوفد، «الفيفا» بـ «عدم اجراء تحقيق معمّق قبل ايقاف الكويت»، مشيرا الى ان هناك «اعتبارات اخرى وراء هذا الايقاف، لأن بعض المنظمات الرياضية مثل الفيفا واللجنة الاولمبية الدولية تضم اشخاصا من الكويت، وقد قام هؤلاء بايقافها، لكونهم يملكون تأثيرا كبيرا داخل هاتين المنظمتين»، قال بيان من الاتحاد الكويتي ان هناك «بعض الافراد يقولون إنهم يمثلون وفد الكويت وعائلة كرة القدم، بينما هم لا يملكون اي سلطة للقيام بذلك، والاتحاد ليس مسؤولاً عنهم، ولا يدعم آراءهم».
«كونغرس المكسيك».. «دمر» الكرة الكويتية
وصُدم الشارع الرياضي عقب «التصويت الصادم» للجمعية العمومية العادية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، المنعقدة في المكسيك، والذي وافقت من خلاله برقم كاسح على استمرار تعليق عضوية الكويت، وبقاء قرار الايقاف الصادر بحق كرتها على الصعيد الخارجي.
ووافقت 176 دولة على استمرار الايقاف مقابل 13 وقفت ضده و16 امتنعت عن التصويت. وكان يتوجب ان يحصل القرار على موافقة 154 من اصل 205 دول يحق لها التصويت في العمومية.
وقرن «كونغرس المكسيك» قراره بتفويض لجنة في اسرع وقت ممكن لحل ما اسمته «النزاع القائم بين الافرقاء في الكويت».
وكان امين عام الفيفا المؤقت، الالماني ماركوس كاتنر، قال في كلمة سبقت التصويت ان «موجبات واسباب التعليق ما زالت كما هي، ومسألة الكويت تراوح مكانها، وبالتالي لم يتم التوصل الى حل كون الاتحاد الدولي لم يتلق اي تحرك او تعهد حكومي» وحث الفرقاء على «ايجاد حل سريع».
صراع كلامي
وعلى وقع هذه الاحداث، استمر «الصراع الكلامي» بين الوفد الرياضي المتواجد في المكسيك، الذي يمثل الاندية المحلية وبين الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بحسب تقرير بثته وكالة الانباء الفرنسية.
وأوردت الوكالة في التحقيق:
طالب ممثلون عن الاندية الكويتية امس الاول، في مكسيكو سيتي، برفع عقوبة الايقاف عن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، التي فرضها الاتحاد الدولي، ووجهوا اصابع الاتهام الى الشيخ احمد الفهد عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا، بانه يستغل الرياضة من اجل مصالحه الشخصية. وكان الاتحاد الدولي قرر ايقاف الاتحاد الكويتي في 16 اكتوبر 2015، بسبب «التدخلات الحكومية في الرياضة».
كما حذت اللجنة الاولمبية الدولية حذو الفيفا، واوقفت اللجنة الاولمبية الكويتية في نهاية اكتوبر.
وقال عبدالله المعيوف، النائب في البرلمان الكويتي، واحد اربعة ممثلين عن الاندية الكويتية، الذين اتوا الى المكسيك لمطالبة الجمعية العمومية للفيفا، برفع الايقاف عن الكويت «الاجراء الذي ادى الى ايقاف الاتحاد الكويتي لم يكن واضحا وليس عادلاً. لم يقم الفيفا بأي تحقيق معمق قبل اتخاذ هذا القرار».
واضاف المعيوف: «مشروع القانون الذي تسبب بالعقوبة لم يدخل حيز التنفيذ اطلاقا، وهذا المشروع متواجد في دول عدة اخرى».
واوضح «هذا يدفعنا الى الاعتقاد بان هناك اعتبارات اخرى وراء هذا الايقاف، لان بعض المنظمات الرياضية، مثل الفيفا واللجنة الاولمبية الدولية، تضم اشخاصا من الكويت، وقد قام هؤلاء بايقاف الكويت، لانهم يملكون تأثيراً كبيراً داخل هاتين المنظمتين».
وكشف المعيوف «يحتل الشيخ احمد موقعا مؤثرا في آسيا والشرق الاوسط. لكن لا يمكن خلق مشاكل مماثلة للرياضة والشباب الكويتي من اجل مصالح شخصية».
من جانبه، قال سعد الحوطي، قائد منتخب الكويت، الذي شارك في كأس العالم في اسبانيا عام 1982، «لسنا هنا لمواجهة الشيخ احمد، لكن من اجل عودة كرة القدم الى الكويت».
واضاف الحوطي: «قبل 24 ساعة من عملية التصويت لدينا امل جيد بان الايقاف سيرفع».
واوضح الاتحاد الكويتي، في بيان وقعه امينه العام سهو السهو: «يرغب الاتحاد الكويتي التوضيح بان اعضاءه فقط، برئاسة رئيس الاتحاد، مسؤولون عن التحدث نيابة عنه في مؤتمر فيفا في مكسيكو».
وتابع: «لاحظ الاتحاد الكويتي ان بعض الافراد من خارج عائلة كرة القدم، تحدثوا وبعثوا برسائل هاتفية قصيرة الى وسائل الاعلام واعضاء فيفا، مدعين بانهم يمثلون وفد الكويت وعائلة كرة القدم. لا يملك هؤلاء الافراد اي سلطة للقيام بذلك، والاتحاد الكويتي ليس مسؤولا عن ذلك، ولا يدعم آراءهم».
عبدالله المعيوف: على الحكومة التحرُّك
طالب النائب عبدالله معيوف رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس الامة رئيس الوفد الشعبي الموجود في المكسيك، حكومة الكويت بضرورة اتخاذ اجراءاتها، لرفع آثار الظلم الواقع على كرتنا في الفترة الحالية، مؤكداً ان الكويت حالياً خسرت قوانينها وهيبتها وشبابها، مشدداً على ضرورة معاقبة كل من تسبّب في استمرار الايقاف بالشكل الحالي، وبنسبة تصويت غير مسبوقة.
وأضاف المعيوف في مداخلة تلفزيونية انه من الواجب إبعاد المجموعة التي تعمل على إجهاض المحاولات لرفع الايقاف، والتي يبقى كل همها افشال الرياضة الكويتية والاساءة الى سمعة البلاد، مفيداً بان الوقت قد حان لـ «تنظيف البيت من الداخل وإبعاد جميع المسيئين».
واشار الى ان قرار تشكيل لجنة لحل النزاع «يبقى مستغرباً، خاصة ان المكتب التنفيذي المفترض ان يشكل اللجنة يبقى ضمن نفوذ كل من الشيخ احمد الفهد والشيخ سلمان بن ابراهيم رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم»، مبيناً ان «الجميع يعلمون ما يدور خلف الكواليس».
ولفت الى ان الموضوع تجاوز الخلافات على بعض البنود، ممتداً الى «تصفية حسابات شخصية، يتحمل اعقابها بكل تأكيد الشباب الكويتيون».
واشار الى الكتب التي أرسلتها الاندية في وقت سابق الى الاتحاد الدولي لكرة القدم، مؤكداً انه قابلها «شكاوى من قبل مسؤولي الاتحاد، اجهضت محاولات الاندية التي تمثّل الجمعية العمومية للاتحاد».
واضاف انه خلال تواجد الوفد الشعبي في المكسيك «لم يسمع أحداً من المحسوبين على الاتحاد الآسيوي والمجلس الاولمبي الآسيوي يتحدث عن أي مساعٍ، او اتصالات تلقاها للتصويت لرفع الإيقاف».
يوسف بوسكندر: القضية أكبر
أعرب امين السر في نادي كاظمة، يوسف بوسكندر، عن اسفة لاستمرار ايقاف النشاط الدولي للكرة الكويتية، والمفاجأة انها كانت باغلبية ساحقة ومخجلة بلغت 176 مقابل 13 صوتا فقط، مما يدل على ان القضية اكبر من الوفد الحكومي والشخصيات التي قابلتها قبل اجراء التصويت.
واشار بوسكندر الى ان هناك «مصالح وتعاون بين الاتحادات الكروية واللجان الاولمبية، واعتقد ان هناك ربما دوراً واضحاً من الاخوين الشيخين احمد وطلال الفهد في استمرار الايقاف». وبين ان الايقاف كان «مدبرا، وعلينا ان نعرف اسماء الدول 13 التي صوتت لمصلحتنا، لكي نعرف من وقف ضدنا».
جواد مقصيد: حل «الأولمبية» واتحاد الكرة
قال نجم الكرة الكويتية السابق جواد مقصيد إن نتيجة التصويت «مخيفة ومخيّبة للآمال، ولها دلالة واضحة على نفوذ الشيخ أحمد الفهد داخل الفيفا، ومن المؤسف ان نجد احد ابناء البلد لا يساند رياضة بلده الى هذه الدرجة!». واضاف مقصيد ان الحل هو «قرار حازم من الحكومة بحل اللجنة الاولمبية الكويتية واتحاد الكرة، ووقف كل أوجه الدعم عليهما فورا، طالما وصلنا الى هذه المرحلة من قبل الاخوين الشيخين احمد وطلال الفهد، ما يسبب إحباطا للرياضيين، بحيث يتعيّن على هؤلاء اللاعبين البحث عن مستقبلهم في الاحتراف خارجيا».
حمود فليطح: لماذا لم يحشد «الفهدان» الأصوات للكويت؟!
أكد د.حمود فليطح نائب المدير العام للهيئة العامة للرياضة أن ما آلت إليه الامور من استمرار لايقاف الكرة الكويتية أمر لم يمر عليه طوال مسيرته الرياضية، مشيراً الى ان «بعض ابناء الكويت يستغلون مناصبهم للشكوى على البلاد».
واشار فليطح الى ان «أغرب الامور يتمثّل في وجود الشيخين احمد وطلال الفهد وما يمتلكان من مناصب خارجية تمكنهما من تحويل دفة التصويت لمصلحة الكويت، الا ان النتيجة جاءت مخيّبة ومفاجئة للجميع، على الرغم من معرفة الجميع بما يملكه هذان الشخصان من امكانيات لحشد الأصوات ورفع الايقاف». وبيّن انه «من الغريب ايضاً ان تكون مساعي الوفد الرسمي للكويت في الفيفا مغايرة ومعاكسة تماماً، لما سعى اليه اعضاء الوفد الشعبي المتواجد في المكسيك خلال الكونغرس»، مؤكداً ان اعضاء الوفد استشعروا وجود تحرّكات معاكسة لما يسعون اليه من حشد للاصوات لرفع الايقاف قبل التصويت.
كما شدد على ان النتيجة لا تعبّر عن تصويت نزيه من قبل اعضاء الجمعية العمومية للفيفا، مشيراً الى ان الهيئة العامة للرياضة ستتدارس في الفترة المقبلة امكانية اتخاذ خطوات واجراءات لإعادة الامور الى نصابها. وتمنّى فليطح ان يتم رفع الايقاف في اقرب وقت، لحفظ حقوق الاجيال الحالية من اللاعبين والرياضيين في تمثيل بلادهم في الفترة المقبلة، خلال المنافسات والمحافل الدولية.
صالح العصفور: إهانة كبيرة للكويت
أكد المدرب الوطني صالح العصفور أن ما شهدته عمومية «الفيفا» أمس يعتبر إهانة كبيرة للكويت وشيء يفوق امكانية التصوّر، مشيراً الى ان نسبة التصويت جاءت مفاجئة للجميع، وذلك بوجود 13 صوتاً فقط مؤيدين لرفع الايقاف، وهو ما يضع العديد من التساؤلات حول امكانية ومكانة الكويت بين الدول، خاصة العربية التي يبلغ عددها 25 عضواً في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وشدّد العصفور على ان الكويت تبقى نموذجا للدولة الديموقراطية في مختلف النواحي، ليس فقط على مستوى القوانين الرياضية التي يسعى البعض الى الطعن فيها، مؤكداً ان التصويت يبدو انه كان موجّها، وقام مسؤولو تلك الاتحادات المؤيدة لاستمرار الايقاف بالتصويت بشكل مستغرب! وبيّن ان أغرب الامور يكمن في عدم امكانية حصد 52 عضوا لتأييد رفع الايقاف، وذلك في ظل غياب اثنين من الاعضاء عن العمومية، حيث كان يفترض ان يتم جمع 54 صوتاً.
القبس
قم بكتابة اول تعليق