ثلاث سيناريوهات متوقعة لاجتماع أوبك المقبل.. أبرزها «التوافق»

تشير متابعة أسعار النفط خلال عام 2016 إلى تحسن ملحوظ في مستويات الأسعار على الرغم من احتياج المنتجين إلى وقت أطول للتوصل إلى اتفاق حول تثبيت الإنتاج.
و خلال الأيام الماضية تأثرت الأسعار بأمور شكلت ضغوطاً عليها ومنها موجه البيع للمضاربين بهدف جني الأرباح، استمرار ارتفاع المخزون النفطي الأمريكي، تأثر هوامش أرباح المصافي، توقعات حول السياسة النفطية السعودية في ضوء تسلم وزير جديد.
فقد ارتفع نفط خام الإشارة برنت من متوسط 30 دولار للبرميل خلال شهر يناير 2016 الكويتي 23 دولار للبرميل، ووصل إلى 43 دولار للبرميل خلال شهر مايو 2016 الكويتي 39 دولار للبرميل.

مؤتمر أوبك
ومع اقتراب المؤتمر الوزاري للأوبك في 2 يونيو 2016 تبدأ التكهنات حول ما يمكن أن يسفر عنه مثل هذا المؤتمر خصوصا مع مشاركة وزير الطاقة والمعادن السعودي المهندس خالد الفالح، ولعل المؤتمر سينعقد وسط أجواء إيجابية في سوق النفط خصوصا مع تعافي نسبي للأسعار، وتحسن ملحوظ في أساسيات السوق النفطية مع تأثر المعروض في عدد من البلدان المنتجة للنفط .

وعليه فإن ثلاث سيناريوهات يمكن توقعها من الاجتماع الوزاري
1- عدم التوافق، وهو أمر مستبعد ولكن تأثيره في كل الأحوال سيكون مؤقت وسط تحسن في أساسيات السوق نسبياً.
2 – التوافق بشكل عام على استمرار العمل بالسياسة الإنتاجية التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الأوبك الوزاري في 4 ديسمبر 2015، وهو بلا شك نتيجة إيجابية للسوق وتضمن رد فعل إيجابي من السوق لأول مشاركة للسعودية بعد إعلانها عن استراتيجية 2030 وأيضا يظهر للسوق انسجاماً ما بين المنتجين داخل الأوبك يعزز بدء تعافي أسعار النفط خلال النصف الثاني من عام 2016
3 – اتفاق أوبك على تثبيت الإنتاج بقبول ايران الانضمام للاتفاق مع بلوغ الإنتاج قريبا من 4 ملايين برميل يوميا، واعتقد كمراقب للسوق أن هذا مستبعد لعدة أمور يعرفها المراقبون، وعموما فإن السوق لا تتوقع حدوث ذلك، ولكن إن حدث هذا السيناريو فإنه يدفع بالأسعار للتعافي ايضاً.

43 دولار السعر المقبل
والتوقعات الحالية للصناعة لتوجهات أسعار النفط هي 45 دولار للبرميل لنفط خام الإشارة برنت خلال السنة المالية 2016/2017 (يعادل الكويتي 40 دولار للبرميل)، و48 دولار للبرميل لنفط خام الإشارة برنت خلال السنة المالية 2017/2018 (يعادل الكويتي 43 دولار للبرميل).
مسار أسعار النفط إلى الآن في عام 2016، وتوقعات الصناعة للعامين المقلبين تحمل إشارات واضحة الي تحسن في اساسيات السوق النفطية، وتمثل دليل على نجاح القرار التي تبنته أوبك خلال اجتماعاتها الوزارية لعلاج الاختلال في أسواق النفط والذي بدأ منذ النصف الثاني من عام 2014 في اللجوء الي ديناميكية السوق لتحديد أسعار النفط وتوقيت استعادة التوازن في السوق النفطية.
كذلك توضح التوقعات بقاء أسعار نفط خام برنت دون الخمسين دولار للبرميل خلال العامين المقبلين وهو ايضاً يصب في ان انتاج النفط الصخري هو الذي يحدد سقف الأسعار خلال الفترة القادمة.

مستجدات تفرض نفسها
وبلا شك هناك مستجدات تفرض نفسها على واقع السوق النفطية مع تأثر الإنتاج في عدد من البلدان المنتجة للنفط ومن بينها هبوط انتاج النفط الي 210 الف برميل يومياً في ليبيا وسط أوضاع سياسه غير مستقرة ، وكذلك الامر بالنسبة للإنتاج في فنزويلا حيث يستمر الانخفاض بسبب مشكلات فنيه تتعلق بتوليد الكهرباء وأخرى تتعلق بالإيفاء بالالتزامات المالية التعاقدية مع شركات التطوير والحفر هناك، كما أن انتاج نيجيريا مرشح للاستمرار بالانخفاض بسبب تأثر انابيب النقل وتعرضها لهجوم، إضافة إلى الإنتاج الكندي والذي انخفض انتاج النفط بسبب الحريق وإن كان الوضع هناك مؤقت وسيعاود الإنتاج للتعافي فور إطفاء الحريق بشكل نهائي وهو متوقع ان يكون في 20 مايو 2016.

مؤشرات أمريكية
وفي الجانب الاميركي فقد يستمر مؤشر انتاج الولايات المتحدة من النفط الخام في استحواذ أهمية كبيرة لأنه يعني انخفاض في الفائض وقد قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في توقعاتها الصادرة خلال شهر مايو 2016، بانخفاض في إجمالي انتاج الولايات المتحدة الأمريكية من 9.18 مليون برميل يومياً في شهر يناير 2016 إلى 8.25 مليون برميل يومياً في شهر ديسمبر من عام 2016.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.