%15 من الكويتيين يلتزمون بالسياحة الحلال.. حرفياً

يختلف مفهوم السياحة عند شريحة معينة من المجتمع الكويتي، وتحديدا المحافظين والملتزمين بقواعد الشريعة الإسلامية، الذين يبحثون دائما عن «السياحة الحلال» في سفراتهم لمختلف الدول، والمقصود هنا بالسياحة الحلال، ليس فقط السفر الى السعودية لأداء فرائض الحج أو العمرة، إنما يقصد به السفر العائلي الى بلدان بها مزارات سياحية اسلامية، وفنادق «حلال» لا تحتوي على مقاه ليلية، او تقدم مطاعمها الخمر ومختلف انواع المشروبات الكحولية، كذلك لا تقدم أكلات بلحم الخنزير، وتوفر حمامات سباحة خاصة للنساء، أو على الأقل تتضمن شواطئ مختلطة للعائلات مع مراعاة السباحة بالزي المحتشم، وأماكن مخصصة للصلاة وأدوات تساعد على تحديد اتجاه القبلة، وغيرها من قواعد الالتزام.
وتمثل هذه الشريحة حوالي %15 من الكويتيين، الذين يختارون الفنادق بكل حذر تلافيا لعدم مواكبتها وتطبيقها للشريعة الإسلامية، الأمر الذي جعل العديد من شركات السياحة والسفر تسعى لتوسيع خدماتها في هذا الجانب، وتوفير عروض اكثر لرحلات السياحة الحلال.

سوق «العمرة»
لا يحكم سفر الكويتيين لأداء العمرة وقت معين، فسفراتهم للسعودية لزيارة مكة والمدينة، مستمرة طوال العام، لا تحددها مواسم معينة كالسفر في فصل الصيف، بل انهم يسافرون 3 الى 4 مرات خلال العام، وبالأخص خلال أيام نهاية الأسبوع «خميس وجمعة وسبت»، سواء كان لأسرة كاملة، أو لفرد واحد، والغالبية العظمى تكون للمسافرين الفرديين، وتتراوح تكلفة الشخص ما بين 150و 200 دينار.

تكلفة الرحلة
عندما يأتي فصل الصيف، يبدأ الكويتيون في اختيار دول معينة، توفر لهم «أركان» السياحة الحلال، وتختلف أسعار الرحلات وفقا لموسم السفر ودرجة حجز الطيران وكذلك ترتيب الفنادق من حيث المستوى، والفترة المراد الإقامة فيها، لكنها بصفة عامة رحلات اسعارها معتدلة.
ويتراوح متوسط تكلفة «السفرة الحلال» الواحدة للفرد الكويتي على الدرجة السياحية، والتي عادة تكون مرة او مرتين في السنة، لفترة تتراوح ما بين اسبوع الى عشرة ايام، ما بين 400 الى 500 دينار للشخص في الغرفة المزدوجة، أما المسافرونعلى درجة رجال الأعمال لنفس الفترة، فتتراوح التكلفة ما ببن 650 الى 850 دينارا للشخص، شاملة تذاكر السفر والمواصلات والاقامة.

… والدول
تتراوح تكلفة السفر الى بعض البلدان التي توفر السياحة الحلال كماليزيا، ما بين 600 الى 700 دينار للشخص، شاملة التذكرة والفندق والمواصلات داخل البلد، وهو ما أوضحه مدير عام شركة سفريات الأسطورة أمير النص.
وقال أيضا من الدول المرغوبة في السياحة الاسلامية، هي تركيا والبوسنة والهرسك، وتبلغ تكلفتها 400 الى 500 دينار للشخص الواحد.
سياسة الشركات
ولفت النص الى ان سياسة شركات السياحة والسفر ستتغير وفقا لهذا التوجه، على الرغم من أنه لا يمثل الشريحة الكبرى من المسافرين، وقال «ان هذا النوع من الرحلات والسفر موجود منذ زمن، لكن زاد التركيز عليه أكثر خلال السنوات الخمس الماضية، الأمر الواجب تشجيعه وزيادة العروض المقدمة للمقبلين عليه، حيث تسعى شركات السياحة والسفر دائما الى ارضاء جميع الاذواق والرغبات».

نسبة بسيطة
من جانبه، لفت مدير عام شركة مجموعة بوخمسين القابضة (قطاع الطيران) الحسيني عبد الحميد، الى ان الشريحة التي تطلب السياحة الاسلامية (الحلال) نسبتها بسيطة مقارنة بالراغبين في السياحة العادية، موضحا ان هذه الشريحة اذا لم تلق طلبها في الفنادق، فتلجأ الى تأجير شقق فندقية، بمواصفات معينة بحيث لا تحتوي على أي من الأمور المخالفة للشريعة الاسلامية.
وأوضح ان السياحة الاسلامية (الحلال) المقصود بها وفقا لثقافتنا العربية، هي العمرة والحج، وغيرها من زيارة الامكان والمقدسات الدينية المختلفة والمنتشرة في دول كثيرة مثل تركيا، مصر، اندونسيا وماليزيا وغيرها.
«الديوانية» والسفر
كما اكد ان ثقافة السياحة (الحلال) نسبتها قليلة مقارنة بالراغبين في السياحة العادية، مشيرا الى ان السائح الكويتي اكثر علما وثقافة من موظف مكتب السياحة، وتلعب «الديوانية» دورا كبيرا في انتشار سمعة البلد.
وقال ايضا ان من ضمن أكثر الدول التي يزورها مسافرو الرحلات «الحلال»، هي سنغافورة وجورجيا.
أوقات معينة
ولا يوجد وقت معين يتحدد للسياحة الحلال، وهو ما أكدته مديرة السياحة في سفريات الغانم، هيام علي، حيث ان هذا النوع يكون على مدار العام بشكل متواصل، خاصة للعائلات المحافظة.
وأشارت الى أن المسافر الكويتي الآن أصبح يرتب لرحلته قبل موعد سفره بأشهر، فمثلا لو ان موعد سفره في شهر يوليو، فيقوم بالحجز قبلها في شهر ابريل، ويكون مخططا لرحلته والاماكن التي سوف يزورها، وفي هذه الحالة يقتصر مجهود مكتب السياحة والسفر على النصيحة والارشاد في اختيار الفنادق، وما اذا كانت بعيدة عن الاماكن التي يرغبون في زيارتها وعن مركز المدينة.

إقبال متزايد
وأوضحت أن في بداية ظهور هذا النوع من السياحة، كانت نسبة الاقبال عليها متزايدة، وصلت الى %40 من اجمالي الرحلات السياحية، خاصة ان مستوى أسعارها ليس مرتفعا مقارنة بأسعار الرحلات العادية.

مناطق أخرى
من المناطق الأخرى التي تجذب الراغبين في السياحة الحلال، تركيا وتحديداً اسطنبول، حيث المساجد المشهورة، ومصر وبالأخص جامع عمرو بن العاص وجامع الأزهر وجامع محمد علي بالقاهرة، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، جامع الناصر محمد بن قلاوون، ومسجد الامام البوصيري.
كذلك فاس في المغرب، القيروان في تونس، النجف الأشرف وكربلاء وسامراء في العراق، مشهد في ايران، جدة، الشارقة وتلمسان في الجزائر.
ويقبل الكويتيون على دولة اندونسيا ايضا، وبالأخص جزيرة «جاوة».
الدول الأوروبية
تعتبر الدول الاوروبية من أكثر الدول تفضيلا للكويتيين، ما يريح المسافر الكويتي ان هناك خيارات فنادق كثيرة بعضها تأخذ الطابع العائلي ولا يوجد فيها نواد ليلية، وهي تخدم الى حد ما الراغبين في «السياحة الحلال». ومن اكثر الدول الاوروبية التي عليها اقبال من بعض المحافظين، النمسا، المانيا، ايطاليا، اسبانيا، وسوسيرا، اما بالنسبة للندن فالسفر اليها طول العام وليس في اوقات او مواسم معينة، ويذكر ان الاقبال اصبح ضعيفا على باريس.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.