ارتفعت مبيعات المنتجات الفاخرة في الكويت على نحو مثير بين 2012 و2014 وللمثال، زادت مبيعات الحقائب النسائية الفاخرة في تلك الفترة بنسبة %300 ثم عادت لتنمو بنسب أقل لاحقاً، علماً ان المتوسط السنوي لنمو تلك المبيعات بين 2012 و2016 يصل نحو %55، لأن النمو بين السنتين المذكورتين %220، مع الإشارة الى ان الرقم الإجمالي بلغ ذروته في 2014 ثم تراجع قليلاً في 2015 و2016، لكنه يبقى الأعلى خليجياً.
وأكدت مصادر القطاع ان مبيعات الحقائب النسائية الغالية الثمن في الكويت هي الأعلى خليجياً من حيث النسبة والتناسب لأسباب عدة هي:
1 – المبيعات الى عدد السكان الكويتيين تؤكد ذلك.
2 – ليس في الكويت سوق «شوبينغ» سياحي كالذي في دبي، فهناك مبيعات كبيرة بسبب الأجانب أولاً، وفي السعودية مبيعات كبيرة بسبب عدد السكان.
3 – الكويتيات كن سبَّاقات تاريخياً في الإقبال على هذا النوع من الشراء.
4 – في المجتمع الكويتي نسبة «غيرة» مرتفعة تدفع شرائح معينة للشراء اقتداء بأخرى.
5 – زاد أخيراً تأثير «السوشيال ميديا» في الكويت على نحو أكبر من ذلك التأثير خليجياً.
6 – يشير عدد المحال المخصصة لبيع الحقائب الفاخرة في الكويت قياساً الى عدد السكان الى ان البلاد ثانية بعد دبي مع الأخذ في الاعتبار ان مبيعات دبي للأجانب بنسبة كبيرة خلافاً للكويت.
إقبال شديد
وأكدت مصادر القطاع أنه في السنوات القليلة الماضية انتشرت ثقافة المنتجات الفاخرة التي تقبل عليها النساء الخليجيات عموماً والكويتيات خصوصاً بشكل لافت، واستعر هذا الانتشار بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات التي تحصل على مبالغ «طائلة» من محال المنتجات الفاخرة من أجل التسويق من المتابعين عبر الانستغرام والسناب شات تحديداً، كما استعرت ثقافة التنافس بين النساء والفتيات يوماً بعد يوم حتى أصبحن ينفقن على هذه المنتجات مبالغ خيالية تفوق القدرات الشرائية لبعضهن أحياناً.
إلا ان نتيجة للتنافس الحاصل بينهن استطعن ايجاد الكثير من الأساليب التي تمكنهن من اقتناء منتج فاخر، ومن بين أبرز المنتجات التي يتضح الاقبال عليها أكثر هي الحقيبة النسائية الفاخرة.
وتشير العديد من الآراء النسائية التي تحدثنا اليها الى ان الرغبة في اعطاء اشارات الوصول الى مستوى اجتماعي معين وفق البيئة المحيطة هي من أبرز الأسباب التي تدفع بهن الى امتلاك حقائب فاخرة بمبلغ باهظة وبمعدل تكرار 3 مرات في السنة، على الرغم من ان الكثيرات منهن لسن قادرات على ذلك، بينما تؤكد أخريات ان السبب في هذا الادمان أو هوس اقتناء للماركات العالمية عموماً التي تتمتع بجودة وفخامة كبيرتين تجعلان المقتني يشعر بسعادة وراحة نفسية حتى لو وصل سعر الحقيبة الفاخرة الواحدة الى ما بين 3000 و5000 دينار كويتي لدى بعض نساء الطبقة الثرية.
ومن هذا المنطلق يتحدث مدير إحدى الماركات العالمية الذي تتوافر لديه حقائب فاخرة قائلاً: «تتجه النساء عموماً نحو الشراء من باب حب الظهور أو الرغبة في «الكشخة» بين مثيلاتها من أفراد المجتمع، أو نتيجة لتأثير مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي عليهن، بينما تكون الشركة المستفيدة من ذلك هي التي تتميز بشهرة كبيرة وأهمية الماركة بين هؤلاء النساء ليصبح الاقبال عليها حسبما تتجه بهن الموضة لهذا العام».
ويكمل قائلاً: «لدى بعض المحال مختلف الأسعار التي تغطي جميع فئات المجتمع الكويتي، فهناك حقائب تبدأ من 50 ديناراً وتصل الى 700 دينار (على الرغم من ان هذه الأسعار تعتبر غير مرتفعة جداً بالنسبة لماركات أخرى)، فهناك تصاميم معينة من الحقائب النسائية لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الطلب من بلد المنشأ نظراً لارتفاع سعرها الكبير، لكن في حقيقة الأمر (برأيه) عندما نرى الجودة غير العادية المقدمة من هذه الشركات في تصنيع الحقائب النسائية نتأكد ان هذه الأسعار التي قد يراها البعض ضرباً من الجنون هي أسعار تستحق ذلك، نظراً لطريقة التصنيع اليدوية والجلود النادرة المستخدمة فيها اضافة الى تفرد التصميم في كل أنحاء العالم بالتالي هي قطعة مميزة، ونظراً لأن هناك الكثير من الزبائن الذين يحبون التميز، نرى ان سعر هذه الحقيبة منطقي بالنسبة لجودتها».
ويضيف مدير المحل «هناك العديد من الزبونات اللاتي يشترين حقائب نسائية بسعر متوسط، ولا يكررن الشراء أكثر من 3 مرات في العام، لكن ما يجدر ذكره هو ان البعض من الزبائن سواء من الرجال أو النساء الذين يشترون الحقائب النسائية ذات السعر المتوسط يقدمونها كهدايا وليست للاستخدام الشخصي وهؤلاء نسبتهم تصل الى %45، مقابل %55 يشترون للاستخدام الشخصي، ويرفعون من سقف المدفوع على الحقيبة ويتجهون نحو الماركات الأكثر فخامة، ويذكر ان فترة «عيد الحب – الفالنتين» هي أعلى فترة مبيعات لمن
يشترون بالاسعار المتوسطة لتقديم الهدايا، على عكس فترة عيدي الفطر والأضحى والتي تتجه فيها المبيعات نحو زبائن الاستخدام الشخصي، وعادة الحقائب النسائية التي تبدأ اسعارها من 400 دينار تكون لطبقة معينة من النساء ولأعمار معينة للاتي يبحثن عن الجودة العالية والتصميم الراقي، بينما تتميز عادة الحقائب ذات السعر الأقل من ذلك بكونها تتصف بالتصاميم «الكاجوال» وهي لعمر المراهقين اكثر، وبالتالي يمكن لنا ملاحظة ان النوع الاول هو اكثر الانواع اقبالا، لان من تشتريه تكون اما موظفة براتب جيد او من طبقة مجتمعية ومادية مرتفعة، على عكس العمر الاصغر اللاتي يعتمدن في شرائهن على ما يوفره لهن الاهل.
سر الهوس
من جانبه، يقول مدير محل ماركة عالمية اخرى: «في البداية اريد ان اوضح ان اسعار الحقائب النسائية الفاخرة تبدأ عادة من 250 دينارا وهي المصنعة من جلود المواشي، بينما تصل الى اكثر من 20 الف دينار كويتي بالنسبة للحقائب النسائية المصنعة من جلد التمساح مثلا او المختلطة من عدة جلود وهي جلد الحية والنعامة والتمساح، وهناك 150 امرأة كويتية على استعداد لهذا الانفاق، وعلى الرغم من ان العديد من الناس يعتقدون بأن هذا الشراء يعتبر نوعا من الهوس الا انه في الحقيقة يمكن تصنيف ذلك كنوع من الادمان. فلطالما تعود زبون ما على شراء هذا النوع من الجودة ولا يستطيع تاليا الحياد عنه، والسبب يعود في ذلك الى ان البعض يرى ان شراء هذا المستوى من الحقيبة يعد استكمالا للمظهر الخارجي بالنسبة للنساء، فيما البعض الاخر يشعرن براحة اكثر وفخامة عند استخدام الحقائب الفاخرة، فنحن لو ذهبنا الى اي محل من المحلات التي تبيع الحقائب النسائية المقلدة نجد ان الاسعار تصل الى 200 دينار احيانا، وهي ليست اصلية، لذلك اصبحت النساء تتجه نحو زيادة المبلغ المدفوع وشراء قطعة اصلية تضمن فيها الجودة والخدمة.
ويكمل قائلا «من وجهة نظري اعتقد انه قبل ظهور منصات وسائل التواصل الاجتماعي وقبل ظهور ما يسمى بمشاهير السوشيال ميديا وقبل انتشار الاعلانات بهذه الكثافة، كان هناك سبب اساسي اعتقد انه هو المحرك الرئيسي في توافد النساء نحو شراء الحقائب الفاخرة وهي «الغيرة» وحب تقليد الاخريات! فنحن نواجه الكثير من النساء اللاتي يتجهن نحو الحصول على قروض بنكية او صرف ما يتجاوز نصف راتبهن او حتى قمن بتأسيس جمعيات صغيرة في ما بينهن فقط من اجل شراء حقيبة فاخرة. وتجدر الاشارة الى ان %95 من سوق الحقائب الفاخرة مخصص للكويتيات من كل الطبقات الاجتماعية والمادية، فيما تتوزع %5 على باقي الجنسيات العربية او الاجنبية ولكن فقط من الطبقات الثرية المقيمة في الكويت.
والعديد من الزبائن الذين يفضلون شراء هذه الحقائب الفاخرة هن من الموظفات اللاتي يعملن في وظائف حكومية او خاصة مرتفعة الرواتب مثل البترول والبنوك او سيدات الاعمال، لذلك هن الى حد يمكن اعتبارهن قادرات على شراء حقائب فاخرة.
أفضل هدية
نشرت قبل فترة احدى مشهورات السوشيال ميديا المعروفة بين محبي «الفاشن» والمنتجات الفاخرة، فيديو تشير فيه الى سعادتها الكبيرة بعدما قام زوجها بشراء حقيبة نسائية فاخرة لها من احدى الماركات العالمية، فيما تتمتع هذه «الفاشنيستا» بشخصية محبوبة بين الكثير من متابعينها، وبالتالي نرى انها عبرت عن طبقة ليست قليلة من النساء وكانت ايضا قدوة لهن الى حد ما… وهذا يعزز تسويق فكرة تحفيز الرجال على اهداء الحقائب للنساء.
قامت القبس بجولة في أحد المجمعات الكبيرة والمشهورة ببيع الحقائب النسائية الفاخرة وذات الماركة العالمية، واجرت استفتاء حول ما إذا كانت الحقيبة الفاخرة بالنسبة للنساء هي أفضل هدية لهن من الرجل، وجاء العديد من الإجابات موافقة، فالحقيبة الفاخرة مكلفة ماديا، وبالتالي فإن الرجل الذي يدفع مبلغا مرموقا يعتبر «محبا» وصاحب ذوق رفيع، كما أن الحقيبة تدوم لفترة طويلة جدا على عكس العطور، فيما ذكرت بعض النساء مثالا على الفاشنيستا المذكورة سابقا متضحا بذلك مدى تأثر بعضهن بها، بينما أكدن أخريات (قلة) أن الأمر غير متعلق بقيمة الهدية وإنما بقيام الزوج أو الرجل عموما بهدية وإن لم تكن غالية.
الطبقة الوسطى
على الرغم من أن هناك أحاديث كثيرة حول تراجع سوق المبيعات عموما بالنسبة لمختلف انواع البضائع سواء الفاخرة أو العادية فإنه، من خلال الحديث مع النساء اللاتي يصنفن من الطبقة المتوسطة والعاملين في محلات الحقائب النسائية الفاخرة، يظهر أن هنالك تراجعا في إقبال الطبقات الثرية والغنية جدا نحو شراء الحقائب الفاخرة النسائية على عكس الطبقات المتوسطة من النساء اللاتي أصبحن يتنافسن خلال السنتين السابقتين على شراء هذه السلع، فيما يؤكد مديرو المحال أن النساء من الطبقة الثرية بدأن يفكرن بتقليل انفاقهن، بينما تستمر الطبقات الأخرى من النساء بالتسابق نحو صرف مبالغ باهظة على الحقائب الفاخرة.
الكويت والخليج
ومقارنة مع دول الخليج، فإن السوق الكويتي يتفوق على باقي الأسواق، خصوصا أن البلاد هنا لا توجد فيها سياحة، أي أن %95 من زبائن هذه المحال من المحليين، أي أنهم عملاء دائمون على عكس الإمارات العربية المتحدة وتحديدا دبي، حيث ان زبائن هذه المحال %50 من السياح والنصف الآخر من المواطنين أو المقيمين، يضاف إلى ذلك أن الكويتيين والكويتيات تاريخيا هم من أوائل دول الخليج الذين بدأوا بالاهتمام بـ«الفاشن» والسفر من اجل الترفيه والشوبينغ، والكويت كانت أول دولة خليجية تنفتح على العالم ثقافيا وتجاريا، لذلك يمكن اعتبارها متفوقة على غيرها في هذا القطاع.
حضور سعودي
خلال الجولة التي اجريت للحديث مع عدد من النساء اللواتي يقمن بشراء حقائب نسائية فاخرة، كان واضحا جدا وجود نساء من السعودية لشراء هذا النوع من الحقائب، واكد العديد منهن انهن يفضلن القدوم الى السوق الكويتي لأن فيه الكثير من الماركات العالمية الفاخرة، وانهن عموما يمتلكن في العام الواحد اكثر من 3 حقائب فاخرة، وقالت إحداهن لدي مجموعة بينها حقيبة سعرها أكثر من 3 آلاف دينار.
السوق الأوروبي
يختلف زبائن سوق الحقائب النسائية الفاخرة في أوروبا عن دول الخليج وتحديدا الكويت، كون معظم عملاء هذه المحال هناك من طبقة الفنانين والمشاهير المعروفين جدا في كل انحاء العالم او من رجال ونساء الاعمال، الذين يمتلكون الاموال الطائلة، في حين ان المواطنين العاديين من الاوروبيين لا يقبلون على شراء الحقائب الباهظة تواضعاً واحتراماً لقدرتهم الشرائية المتواضعة.
القبس
قم بكتابة اول تعليق