الكويت تواصل نشاطها الكبير في مجال العطاء الإنساني

واصلت دولة الكويت جهودها الكبيرة في مجال العطاء الإنساني وذلك انطلاقاً من الدور الرائد الذي رسمته لها قيادتها والمتمثل في الوقوف إلى جانب كل محتاج أينما كان وبغض النظر عن انتمائه حيث كثفت في هذا الإطار نشاطها خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة وجاء متنوعاً وشمل عدة مناطق.

وتركز هذا النشاط بشكل رئيسي على تقديم كافة أنواع المساعدات إلى الأشقاء السوريين والعراقيين واليمنيين الذين تشهد دولهم حروباً طاحنة أغرقتهم في معاناة كبيرة.

وفي هذا السياق قام الفريق الميداني بجمعية الهلال الأحمر الكويتي في الرابع من الشهر الجاري بزيارة دار (الكرخان) للأيتام التي ترعى أطفال اللاجئين السوريين في بلدة (الريحانية) بمدينة (هاطاي) جنوبي تركيا.

وقال منسق إدارة الشباب والمتطوعين بالجمعية ورئيس الفريق شملان فخرو في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الفريق وزع خلال الزيارة حصص نظافة وأخرى خاصة للأطفال على بعض الأسر السورية اللاجئة في (الريحانية) كما قامت بدعم جمعية (الشام) لرعاية وكفالة الأيتام في مدينة (غازي عنتاب) جنوب شرقي تركيا والتي تقوم برعاية 300 طفل سوري يتيم.

وذكر أن البرنامج تضمن إيواء عائلات الأيتام وتعليمهم وتقديم التدريب المهني لليتيمات حتى يتمكن من الاعتماد على أنفسهن وتحويلهن من الاحتياج إلى الإنتاج.

ونبقى في تركيا وبموضوع تقديم المساعدة للأشقاء السوريين حيث قام فريق الشفاء الانساني الكويتي بدءاً من التاسع من الشهر الجاري بزيارة لمدينة (هاطاي) التركية لعلاج اللاجئين السوريين.

وذكر منسق الفريق الدكتور باسل الشمري أن الزيارة تحمل شعار (دواء وشفاء) وتعد الحملة الـ 11 للفريق وتجري برعاية واشراف بيت الزكاة الكويتي الذي يرتبط مع الفريق بشراكة تطوعية في مجال الأعمال الإنسانية الطبية.

وأضاف الشمري أن الفريق يضم نخبة من الأطباء والجراحين الكويتيين بمختلف التخصصات بما فيها طب الأطفال والجهاز الهضمي وأمراض الباطنية والغدد الصماء وجراحة المسالك البولية والجراحة العامة والحوادث، مشيراً إلى أن الفريق سيقوم بتسيير قافلة طبية دوائية كاملة إلى الداخل السوري تتضمن بعض المستلزمات الطبية التي تنقص المستشفيات والمراكز الطبية هناك.

وفي العاشر من الشهر الجاري أجرى الفريق 321 كشفاً طبياً وتسع عمليات جراحية للاجئين سوريين بمستشفى (الأمل) في بلدة (الريحانية)، حيث قال عضو الفريق الدكتور علي العلندا أن الفريق أجرى 25 كشفاً طبياً في مجال جراحة المسالك البولية تم تحويل سبع حالات منها إلى العمليات الجراحية إلى جانب سبع عمليات منظار جهاز هضمي.

وأضاف أن الأطباء المتخصصين بالغدد الصماء أجروا كشفاً طبياً وقدموا علاجاً لنحو 75 لاجئاً سورياً في حين خضع 130 مريضاً للكشف الطبي في قسم الباطنية و75 حالة في طب الأطفال بينما أجرى فريق الجراحة 16 كشفاً طبياً منها ثلاث حالات تتطلب التدخل الجراحي.

وسيستمر برنامج الفريق اليوم السبت بإجراء الكشف الطبي على الحالات المرضية للاجئين السوريين إلى جانب قيام الدكتور فيصل الهاجري والدكتور باسل الشمري بإجراء عمليات جراحية للحالات التي قاما بالكشف عليها يوم الجمعة.

وفي نفس السياق، ثمّن عدد من الأطباء السوريين مشاركة فريق الشفاء الإنساني الكويتي وأشادوا بمهارة الأطباء والجراحين الكويتيين كما أعربوا عن الاستعداد لتقديم التعاون والدعم اللازم للفريق للوصول إلى الدرجات المثلى لخدمة اللاجئين السوريين.

بدوره، أعرب المدير العام لمستشفى (الأمل) التركي في مدينة (هاطاي) الدكتور نبيل الموريدين عن سعادته بالدعم الذي تقدمه دولة الكويت للاجئين السوريين وبشكل خاص من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أدى دوراً كبيراً وحاسماً في الجانب الإنساني من الأزمة السورية.

وقال الموريدين أثناء استقباله فريق الشفاء الإنساني الكويتي أن توجيهات سمو أمير البلاد للمؤسسات والجمعيات الخيرية الكويتية كان لها الأثر الكبير في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين.

وأضاف أن الشعب الكويتي جبل على تقديم المساعدات الخيرية منذ القدم، مثمناً تضامنه ووقوفه مع الشعب السوري في أزمته كما أشاد بمستوى الأطباء والجراحين الكويتيين في تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمرضى من اللاجئين السوريين.

ونبقى مع المساعدات للشعب السوري لكن ننتقل إلى الأردن الذي شهد بدوره عدة نشاطات إنسانية كويتية حدت برئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد للاشادة باستمرارية جهود جمعية الهلال الأحمر الكويتي في دعم اللاجئين السوريين بالأردن وتقديم مختلف أنواع المساعدات الإغاثية لهم.

وقال الحديد عقب لقائه نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي أنور الحساوي بعد ختام الحملة الإغاثية التي نفذتها الجمعية الكويتية مؤخرا في الأردن إن «الحديث عن دولة الكويت وجهودها الإنسانية لن يوفيها حقها»، مشيراً إلى أن الكويت مثلث الدول العربية «خير تمثيل» بمناطق الأزمات والكوارث في مختلف أنحاء العالم.

من جهتها، وصلت في السادس من الشهر الجاري شحنة جديدة من المواد الإغاثية أرسلتها (الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية) لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن عبر طائرتين عسكريتين تابعتين لسلاح الجو الكويتي.

واستقبل عدد من المسؤولين في سفارة دولة الكويت ومكتب الهيئة لدى الأردن الشحنة في مطار (ماركا) العسكري بالعاصمة الأردنية علماً بأنها تأتي ضمن إطار حملة (دفء الشتاء) وتزن نحو 20 طناً من المواد الغذائية والملابس والمستلزمات الضرورية الأخرى.

وقال رئيس قسم الإغاثة بالهيئة الخيرية محمد جاسم الهولي أن شحنة المساعدات تضم مواد غذائية ذات أولوية بالنسبة للاجئين مثل الأرز والسكر إضافة إلى بقية المستلزمات من ملابس وبطانيات ومنظفات.

وفي لبنان، قامت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في العاشر من الشهر الجاري بتوزيع مساعدات انسانية على ألف أسرة سورية نازحة في بلدات حدودية جنوبي لبنان بالتنسيق والتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني.

وقال رئيس فريق جمعية الهلال الأحمر الكويتي خالد المخيال أنه تم توزيع حصص غذائية على 500 أسرة في بلدة (الوزاني) و500 أسرة في بلدة (عرسال)، لافتاً إلى أن الحصة الغذائية تكفي الأسرة الواحدة المكونة من خمسة أفراد لمدة شهر.

وكان للعراق حصة كبيرة من المساعدات هذا الأسبوع حيث قامت دولة الكويت في السادس من الشهر الجاري بتوزيع 1500 مدفأة نفطية على النازحين العراقيين من الموصل والمقيمين خارج المخيمات بمدنية أربيل شمالي العراق.

وقال القنصل العام لدولة الكويت الدكتور عمر الكندري أنه انطلاقاً من الحملة التي بدأتها الكويت لتوفير وسائل التدفئة للنازحين العراقيين قامت القنصلية الكويتية وبالتنسيق مع منظمة (روناهي) الخيرية بتوزيع المدافئ النفطية على النازحين من الموصل وأطرافها وقضاء بيجي والمقيمين في مدينة أربيل.

كما وزعت دولة الكويت يوم أمس الجمعة 1500 مدفأة نفطية أخرى على النازحين العراقيين في مخيمين بقضاء (خانقين) التابع لمحافظة (ديالى) شمال بغداد.

وقال مسؤول مخيمات (خانقين) ميثاق عبدالحميد أن هذه المدافئ مقدمة من الجمعية الكويتية للإغاثة نظراً لحاجة النازحين إليها مع انخفاض درجات الحرارة في المنطقة، معرباً عن شكره لدولة الكويت على هذه الالتفاتة وجهودها المبذولة لإيصال تلك المساعدات إلى النازحين للمساهمة في التخفيف عن كاهل الحكومة المحلية في محافظة (ديالى).

من جهتها، أعلنت الجمعية الكويتية للإغاثة في الثامن من الشهر الجاري عن تنظيم دورات تدريبية لنازحات عراقيات على إقامة مشاريع صغيرة في بلادهن وذلك ضمن إطار حملة (الكويت بجانبكم).

وقالت الجمعية الطبية العراقية الموحدة للاغاثة والتنمية وهي الشريك المحلي للجمعية الكويتية في بيان أن هذه الدورات تهدف إلى تدريب نحو 2500 نازحة عراقية من اللواتي فقدن المعيل حيث سيتم تدريب 500 نازحة في خمس محافظات عراقية هي نينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين بالإضافة إلى العاصمة بغداد.

بدورها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في التاسع من الشهر الجاري أنه تم انشاء مخيم للنازحين العراقيين جنوب الموصل بتمويل من دولة الكويت.

وقال ممثل مكتب المنظمة في أربيل عبدالحميد ميران أنه بغية ايجاد مأوى مناسب للنازحين العراقيين من مدينة الموصل قامت المنظمة بتوسيع مخيمي القيارة والحاج علي من خلال تشييد 900 خيمة جديدة بدعم من حكومة الكويت.

ولم تنس دولة الكويت الأشقاء اليمنيين حيث قدمت في السابع من الشهر الجاري قافلة من الأدوية لوزارة الصحة اليمنية في إطار حملة المساعدات الاغاثية والصحية التي تنفذها اللجنة الصحية في اللجنة العليا للإغاثة الكويتية.

وتسلم وزير الصحة العامة والسكان اليمني الدكتور ناصر باعوم في مدينة عدن القافلة من مندوب اللجنة الصحية في اللجنة العليا للاغاثة الكويتية أبو إسماعيل إبراهيم بن عيسى القرشي بحضور وكيل أول محافظة عدن أحمد سالم ربيع.

وتتكون القافلة من أربع حاويات كبيرة تحتوي على مختلف أنواع الأدوية الضرورية التي تم تصنيعها في مصانع بالكويت والهند وهولندا.

كما جرى على هامش تسليم حاويات الأدوية تدشين توزيع المحاليل الوريدية لمراكز غسيل الكلى والسرطان لمختلف محافظات اليمن.

وأعلنت الحملة الكويتية لمساعدة الشعب اليمني (الكويت بجانبكم) في السابع من الشهر الجاري أيضاً استكمال برامجها الاغاثية للمرحلة الثانية في مجال سقيا الماء في بعض مناطق اليمن.

وقال مدير المشروع بالحملة عبدالرؤوف اليوسفي أن الحملة قدمت سيارات نقل مياه تقدر حمولتها بنحو ربع مليون لتر للمناطق الشرقية المحررة.

وأضاف اليوسفي أن الحملة شغلت محطة الجامعة ومحطة ثعبات وبئر الخزانات في العسكري، مشيراً إلى أن هذه القافلة تأتي كختام لمشروع سقيا المياه في المحافظة ضمن حملة (الكويت بجانبكم) التي انطلقت في أغسطس الماضي، موضحاً أن القافلة الختامية ستوفر المياه إلى أكثر من ستة آلاف فرد.

وقبل أن يصل العطاء الإنساني الكويتي إلى الخارج فإنه ينطلق من هنا من هذه الأرض الطيبة ومن شعبها السخي وهو ما تجدد هذا الأسبوع حيث أطلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الخامس من الشهر الجاري حملة تحت شعار (الكويت الخير حافظها) في إطار مشاركتها بالاحتفالات الوطنية للبلاد وسعيها الدائم لتعزيز قيم المسؤولية المجتمعية وحب الوطن.

وقال رئيس الهيئة الخيرية المستشار بالديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق في تصريح صحافي أن الحملة تأتي في اطار انطلاقة الهيئة الجديدة خلال عام 2017 والتي تهدف إلى إبراز قيمة الوطن وأهمية الذود عنه والمحافظة عليه وتعزيز أمنه واستقراره من خلال تعظيم قيم العطاء والبذل والإنفاق ومساعدة المحتاجين.

وأوضح أن الحملة التي انطلقت عبر وسائل الإعلام المتنوعة وفروع الهيئة المنتشرة في محافظات الكويت تهدف إلى إقامة العديد من المشاريع الانسانية والتنموية في الدول المنكوبة.

واسترعى هذا الجهد الإنساني اهتمام العالم ولا سيما المؤسسات الدولية التي بادرت إلى تقدير الكويت.

وفي هذا السياق كشف مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير جمال الغنيم في الثامن من الشهر الجاري أن المنظمة الدولية للهجرة أنتجت فيلماً وثائقياً يبرز برامج الكويت الإنسانية.

وأوضح السفير الغنيم أن الفيلم سوف يعرض تحت رعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أثناء زيارة مدير المنظمة السفير وليام سوينغ للكويت اليوم السبت بحضور عدد من ممثلي المنظمات الإنسانية الدولية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.