«المشروعات الصغيرة» يوقع مذكرة مع كلية الجونكوين

وقع الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة مذكرة تفاهم مع كلية الجونكوين-الكويت (Algonquin College-Kuwait)، تهدف لتكريس وإرساء إطار تعاون مشترك لتبادل الخبرات بين الجانبين بهدف نشر وتكريس ثقافة ريادة الأعمال بين طلبة الجامعة، بما يعزز الأهداف المشتركة للمؤسستين على صعيد تطوير القدرات التنافسية للطلبة وتعزيز الرغبة لديهم في التوجه نحو ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وقد جرى حفل التوقيع على الاتفاقية في مقر الصندوق بحضور مسؤولين من الجانبين يتقدمهم رئيس مجلس إدارة الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة د. محمد منذر الزهير، ورئيس مجلس أمناء كلية الجونكوين-الكويت سعود جعفر الذي قدم شرحاً مفصلاً للرؤية التي تتبنها الكلية على الصعيد الأكاديمي وحرصها على تضمين المناهج مخرجات تؤهل الطلبة لمتطلبات سوق العمل بالنظر إلى وجود رابط وثيق بين هذين العنصرين.

وبعد التوقيع على هذه الاتفاقية، قال رئيس مجلس إدارة الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة د. محمد الزهير: تأتي هذه الاتفاقية ضمن سلسلة من برامج التعاون المشترك التي خطط الصندوق الوطني لإطلاقها خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات القيادية في القطاع الخاص، لا سيما منها المؤسسات التربوية والأكاديمية، مشدداً على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه مثل هذه المؤسسات على صعيد التوعية والتدريب والإرشاد، بما يجعلها شريكاً حقيقياً للجهود التي يبذلها الصندوق الوطني لتكريس ثقافة ريادة الأعمال بين الطلبة والشباب بصفة عامة، بالإضافة إلى أهمية دورها في الربط بين المناهج والمخرجات التربوية ومتطلبات سوق العمل، وهو ما ينسجم مع رؤية الصندوق الوطني ويلاقي في الوقت نفسه الجهود الحكومية الهادفة إلى خلق فرص عمل جديدة وفي قطاعات غير تقليدية أمام الشباب لا سيما عبر تبني ثقافة ريادة الاعمال والابتكار، وبما يساهم أيضاً في الحد من اعداد المسجلين على لوائح انتظار الوظائف الحكومية.

وأعاد د. محمد الزهير التأكيد على أن استراتيجية عمل الصندوق الوطني تضمنت في إحدى محاورها الرئيسية التركيز على بناء شراكات وبناء علاقات مؤسسية وطيدة مع الكيانات القيادية في القطاع الخاص في كافة المجالات، مشيراً إلى ان خطة عمل الصندوق قد تضمنت في الوقت نفسه أن يتولى الصندوق نفسه تأهيل وإعداد مثل هذه النشاطات في حال لم تكن متوفرة لدى القطاع الخاص، بحيث يقوم الصندوق من خلال هذه الرؤية بتقديم نماذج وأطر عمل متكاملة يجري تبنيها من القطاع الخاص في مرحلة لاحقة.

ولفت د. الزهير في الوقت نفسه إلى أن مؤسسات القطاع الخاص في الكويت تضم الكثير من الكفاءات الوطنية المميزة، كما أنها باتت تعي أكثر من أي وقت مضى أهمية تكريس وتبني مفاهيم ريادة الأعمال كلٌ في نشاطه، منوهاً بأهمية الدور الذي تلعبه مؤسسات القطاع الخاص في هذا المجال، وما يمكن أن تقدمه من نشاطات مكملة للتوجهات التي يتبناها الصندوق الوطني لا سيما على صعيد توفير حاضنات الاعمال وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال من خلال برامج مهنية واضحة.

من جهته نوه رئيس مجلس أمناء الجونكوين-الكويت سعود جعفر بحيوية الدور الذي يلعبه الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في سبيل الترسيخ لمرحلة جديدة من خلال تكريس أسس سليمة ومهنية لريادة الاعمال على مستوى دولة الكويت، متقدماً بالشكر من رئيس وأعضاء مجلس إدارة الصندوق وكذلك على جهود العاملين فيه لا سيما ممن شاركوا منهم طوال المرحلة الماضية في التحضير والإعداد لهذه المذكرة الموقعة بين الجانبين.

وأضاف جعفر بأن التوقيع على هذه الاتفاقية يعد منسجا من حيث مضمونها مع طبيعة المناهج الأكاديمية المعتمدة في التدريس في الكلية، والتي تركز على إعداد الطلبة وتأهليهم وفق أسس ومعايير مهنية لسوق العمل، مشيراً إلى الكلية توفر هذه البرامج من خلال اختصاصي المعلومات والتكنولوجيا (IT) وإدارة الأعمال (Business Management)، مع الإشارة إلى ان اختيار هذين التخصصين بالذات اتى استناداً إلى دراسة جدوى اقتصادية حددت متطلبات سوق العمل في الكويت، ووجود إقبال لافت من الشباب عليهما بشكل خاص.

وأضاف جعفر: تأتي هذه الاتفاقية لتؤكد على وجود أهداف مشتركة بين الكلية والصندوق الوطني، والتي تتمثل في إحدى جوانبها على زيادة ثقافة الوعي والإيمان بفكرة العمل الحر وتحديداً ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تتناسب في الوقت نفسه مع متطلبات سوق العمل وتحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، مشدداً على أهمية الاستفادة من خبرات الصندوق ودراسته المتعمقة لسوق العمل واحتياجات الشباب فيه، بما يمكن الكلية من الاستفادة منها وتضمين نتائجها في المقررات والمناهج، وبما يعزز القدرات التنافسية للطلبة.

أما فيما يتعلق بكيفية ترجمة هذه الاتفاقية على أرض الواقع، فلفت جعفر إلى أنه سيكون هناك تعاون وطيد بين كلاً من الكلية والصندوق الوطني استناداً إلى عنصرين رئيسيين، الأول هو موقع الجامعة في محافظة الجهراء ذات الكثافة السكانية المرتفعة لا سيما من فئة الشباب الذين يشكلون نسبة لا تقل عن 60 في المئة من إجمالي الشرائح الاجتماعية المختلفة، مع وجود اهتمام غير مسبوق من قبل الجهات الحكومية والقطاع الخاص في إطلاق مشاريع تنموية هناك، لافتاً إلى أنه وفي ظل هذه الشريحة الشابة وتواجد كلية الجونكوين-الكويت في هذا الموقع سيجعلها بمثابة الجهة التي ستساعد الصندوق الوطني في الوصول إلى شريحة واسعة من الطلبة وتسهيل فكرة نشر ثقافة ريادة الأعمال لديهم.

وأضاف جعفر، أما العنصر الثاني في هذه الاتفاقية فيكمن في تأسيس مشروع حاضنة مشترك بين الصندوق الوطني والكلية، يجري من خلالها تقديم برامج بناء على الاحتياجات الخاصة لدى الطلبة، على أن توفر خدمات ما قبل الاحتضان، الاحتضان، وما بعد الاحتضان، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الكلية اتخذت خطوة مهمة في هذا المجال عبر تأسيس مركز خاص بها يتخذ صفة حاضنة الأعمال تحت مفهوم الحاضنات الشاملة، مع الإشارة إلى أن هذا المركز يستهدف استقطاب نحو 100 طالب في الفترة حتى مارس المقبل، معتبراً بأن وجود مثل هذا المركز سيفعل تبادل الخبرات بين الصندوق والكلية من خلال الاستعانة بأعضاء هيئة التدريس في تنفيذ برامج التدريب وحتى الاستعانة بكوادر متخصصة من الخارج وفق رؤية مشتركة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.