في أكبر عمليات الطرد في التاريخ، تنوي إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب طرد نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي، حيث أصدر وزير الأمن الداخلي جون كيلي، أمس الأول، مذكّرتين لعناصر الجمارك والهجرة تشمل توجيهات بطرد كل المهاجرين السرّيين الذين يعثرون عليهم أثناء قيامهم بواجباتهم، في أسرع وقت ممكن.
كما أعلنت وزارة الأمن الداخلي خططاً لتوظيف عشرة آلاف شخص إضافي في قطاعي الهجرة والجمارك؛ بهدف تسريع طرد المهاجرين غير الشرعيين، وحددت سبعة مستويات من الأولوية لإبعادهم، بدءاً بالذين ارتكبوا جنحاً أو جرائم على أن يترك للموظفين حرية تقييم الخطر الذي يمثله شخص من دون أوراق ثبوتية على السلامة العامة أو الأمن القومي.
لكن المذكرتين تبقيان على الحماية التي منحها الرئيس باراك أوباما منذ 2012 للأشخاص من دون أوراق ثبوتية الذين أتوا أطفالاً إلى الولايات المتحدة في إطار برنامج «داكا».
وجاء في المذكرتين أيضاً «لن تعفي الوزارة أي فئة من الأجانب يمكن إبعادهم باستثناء بعض الحالات النادرة. كل الذين انتهكوا قوانين الهجرة يمكن أن يلاحقوا وقد يصل الأمر إلى طردهم من الولايات المتحدة».
وبدأ كيلي الذي يطبق أيضاً مراسيم وقّعها ترامب في 25 يناير، بالإعداد لبناء الجدار الذي وعد الرئيس بإنشائه على الحدود مع المكسيك، والذي سيسمح بتوظيف خمسة آلاف عنصر جمارك و10 آلاف موظف هجرة وتسريع حملة قمع الهجرة السرّية.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستستمر في قبول طالبي اللجوء الذين يعبرون الحدود مع الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة، لكنها ستتخذ التدابير الأمنية اللازمة للمحافظة على سلامة مواطنيها. وشهدت الحدود الكندية في الأسابيع الأخيرة تزايداً في أعداد الساعين للجوء إلى كندا، ما قد يشير إلى أن أعداد المهاجرين قد ترتفع في بلد يرحّب بهم. وانتشرت سريعاً صور أفراد الشرطة الكندية وهم يستقبلون المهاجرين مبتسمين.
وقال ترودو أمام البرلمان: «أحد مقومات بقاء كندا بلداً مفتوحاً هو ثقة الكنديين بنظام الهجرة، وسلامة حدودنا، والمساعدة التي نقدمها لأناس يتوقون إلى الأمان. سنستمر في الموازنة بين وجود نظام قوي وقبول أناس بحاجة إلى المساعدة».
كما وافق مجلس بلدية مونتريال، التابعة لمقاطعة كيبيك شرق كندا، بالإجماع، على قرار أعلن فيه المدينة «ملاذاً آمناً لطالبي اللجوء». وأعلن عمدة المدينة دنيس كودير تقديمهم جميع أنواع الخدمات للقادمين سيراً من أميركا إلى الحدود الكندية، حتى لو لم يمتلكوا وثائق قانونية، بموجب القرار المتخذ.
وكانت الشرطة الكندية عزّزت وجودها على حدود كيبيك، كما أنشأت سلطات الحدود مركزاً مؤقتاً للاجئين للتعامل مع الأعداد المتزايدة.
في سياق آخر، تعهد ترامب بمكافحة التعصب والانقسام اللذين تعيشهما أميركا، وأنه سيوحدها من جديد. وبعدما أنهى زيارته الأولى للمتحف الوطني لتاريخ الأميركيين من أصول أفريقية، قال: «اليوم وكل يوم من فترة رئاستي أتعهد ببذل كل ما يمكن عمله لمواصلة الوعد بالحرية لكل أميركي من أصل أفريقي وكذلك كل أميركي على وجه العموم».
وأطلق ترامب على زيارته هذه للمتحف اسم «تذكير لمحاربة التعصب والكراهية»، مضيفاً: «هذا البلد منقسم منذ فترة طويلة، ولكننا سنعمل على توحيده من جديد».
يذكر أن زيارة ترامب هذه تأتي بالتزامن مع مناسبة شهر فبراير، وهو «شهر الأميركان من أصل أفريقي».
قم بكتابة اول تعليق