الشارخ: 104 بعثات ديبلوماسية للكويت في مختلف دول العالم ولا يوجد تمييز بين الذكور والإناث في سياسة التوظيف بـ «الخارجية»

اكد مدير معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي السفير عبدالعزيز الشارخ ان الأهداف الأساسية التي يسعى المعهد إلى ترسيخها لدى الديبلوماسي الكويتي تتمثل في قيم العمل الراقية وإظهار الولاء المطلق للسياسة الخارجية للكويت.
وأضاف الشارخ في لقاء مع «كونا» أمس بمناسبة تخريج المعهد الدفعة الخامسة من متدربيه واستقباله الدفعة السادسة أن المعهد يسعى إلى ترسيخ أمرين أساسيين لدى الديبلوماسي الكويتي الأول قيم العمل الممثلة في الأخلاق والحرص على تطوير الذات والانضباط، موضحا في هذا الشأن «أننا نبدأ أولا تعليم الديبلوماسي في بداية الدورة التدريبية من خلال الخبراء والمتخصصين بالجوانب السلوكية والشرعية والقانونية والتطبيقية الذين يستقدمهم المعهد لتقديم دورة متخصصة بهذا الشأن».
وذكر أن الهدف الأساسي الثاني هو الإيضاح للديبلوماسيين الجدد أن الديبلوماسي الناجح هو الذي يعمل على تنفيذ السياسة الخارجية المعلنة لبلده بأفضل صورة ممكنة مع الأخذ بعين الاعتبار أن الديبلوماسي منفذ وليس صانعا للسياسة الديبلوماسية لبلده، لافتا إلى ان السياسة الخارجية بحسب الأطر الدستورية والأعراف في الكويت هي مهمة منوطة بصاحب السمو الأمير ومجلس الوزراء ووزير الخارجية، مبينا أن الديبلوماسي الكويتي لابد أن يملك أيضا وفاء لوزارة الخارجية لاسيما أنها تحتضن الديبلوماسي كبيته الثاني، فطبيعة العمل متواصلة طوال اليوم بالنسبة له.
وقال إن: صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حين استقبل مجلس إدارة المعهد برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية رئيس مجلس إدارة المعهد الشيخ صباح الخالد في إحدى المناسبات لخص سموه تجربته العريقة الديبلوماسية كما عرفها بأنها تتمحور حول ثلاثة أمور أولها الأخلاق، وثانيا الثقافة، وثالثا النشاط، بمعنى أن العناصر الثلاثة هذه تتفاعل لتنتج ديبلوماسيا متميزا، وقد لخص سموه بهذه العناصر البرنامج التدريبي الذي يعطى في المعهد.
البعثات الديبلوماسية
وأوضح الشارخ ان الدولة توسعت في افتتاح البعثات الديبلوماسية في مختلف الدول ووصل عددها إلى 104 بعثات مما يزيد الحاجة إلى موظفين جدد معدين جيدا للاعتماد عليهم في مهامهم، مبينا أن عدد البعثات كان 65 بعثة ديبلوماسية في فترة الاحتلال العراقي، مشيرا إلى أنه، وعقب تخرج الدفعة الخامسة من متدربي المعهد الديبلوماسي أخيرا، وصلت نسبة خريجي المعهد إلى 40% من عدد ديبلوماسيي البلاد ونأمل أن تزيد هذه النسبة في المستقبل القريب ليظل هذا المعهد منارة علم وثقافة والتدريب الراقي المحترف لأبنائنا وبناتنا الديبلوماسيين.
سياسة القبول
وعن طريقة القبول في وزارة الخارجية أوضح أنها تكون عبر التقدم للامتحان التحريري إذا ما انطبقت على المتقدم الشروط المطلوبة المحددة في إعلان التوظيف مبينا أن وزارة الخارجية ربما هي الجهة الوحيدة التي تعلن عن مواد الامتحان في إعلان التوظيف، لافتا الى انعدام التمييز بين الذكور والإناث في هذا الجانب حيث إن الوزارة تعلن عن رغبتها في توظيف عدد من الملحقين الديبلوماسيين من الجنسين وبهذا تكون «الخارجية» منسجمة تماما مع مقاييس المساواة والعدالة التي كفلها دستور الكويت، مبينا ان الامتحان التحريري يعقبه امتحان آخر شفوي وعدد من المقابلات ثم يرسل المتقدم إذا ما نجح في هذه الاختبارات إلى المعهد الديبلوماسي للالتحاق ببرنامج تدريبي يتواصل عاما كاملا ويغطي ما لا يقل عن 18 مهارة ويستوجب وفقا للقانون النجاح في هذه الدورة بمعدل «جيد جدا» فما فوق وهو ما طبق تماما على خريجي الدفعة الخامسة للمعهد.
وذكر الشارخ أن البرنامج التدريبي الذي تبناه المعهد كويتي بنسبة 100% وصحيح أن بعض المواد التي ندرسها في البرنامج تدرس في بعض المعاهد الأخرى وهو محض مصادفة فنحن لم نقصد أن نقلدهم أو نتجنبهم بل صممنا البرنامج للديبلوماسيين الكويتيين والذي تبلور بـ 18 مهارة تنفذ في البرنامج، وهذه المهارات التي تعد كل منها دورة في البرنامج التدريبي تتمثل في ترسيخ قيم العمل والثقافة الاقتصادية والثقافة الأمنية للديبلوماسيين وسياسة الكويت الخارجية والتنظيم الهيكلي للدولة وطريقة عمله في إطار الدستور وأساسيات القانون الدولي وتاريخ العلاقات الدولية.
وأشار إلى بعض هذه المهارات التي تعطى للإدارة مثل آلية العمل في إدارات الوزارة وعلاقاتها ببعثاتها في الخارج والسفارات الأجنبية في الكويت والمعلومات الأساسية عن الكويت ومحاضرات عملية للديبلوماسيين الكويتيين العاملين في الخارج والسفراء السابقين واللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية وفقا لحاجة المتدربين، اما بقية المهارات التي تعطى للمتدربين تتلخص في الثقافة الإعلامية للديبلومـاسيين واللبــــاقــة «الاتيكيت» والبروتوكول وإعداد وكتــابة التقــارير السياسية ومهارات اللغة العربية للديبلوماسيين وفن التفاوض والإقناع وفن الإدارة والقيادة والتفكير الاستراتيجي ومهارات الخطابة والعرض والتقديم علاوة على حضور المحاضرات والندوات العامة التي يقيمها المعهد وزيارات ميدانية للمؤسسات الوطنية، وبعدما يتخرج متدربو ومتدربات المعهد يؤدون القسم الديبلوماسي المحدد في قانون السلكين الديبلوماسي والقنصلي أمام وزير الخارجية وهو ما فعله خريجو المعهد أمام الشيخ صباح الخالد يوم الأحد الماضي، ومن بين الزيارات الميدانية المفيدة جدا للمتدربين كان لقاؤنا الماضي برئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الذي كان كريما جدا في طرحه مع متدربي المعهد.
وأكد أن البرلمان مستمر في دوره الديبلوماسي الشعبي الداعم للسياسة الخارجية للبلاد، مشيدا بالدور النشيط الذي يضطلع به رئيس مجلس الأمة على المستوى الخارجي.
فكرة المعهد
وحول فكرة إنشاء المعهد قال الشارخ: إن الفكرة كانت تراود أذهان المسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير عندما كان يتولى حقيبة وزارة الخارجية لكنها انتقلت إلى حيز التنفيذ في عهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق الشيخ د. محمد صباح السالم، لافتا إلى أنه بعد انتهاء مهمة عمله في الخارج سفيرا للكويت في الاتحاد الأوروبي ومملكة بلجيكا وضابط الاتصال بين الكويت وحلف «الناتو» كلفه الشيخ محمد الصباح بالعمل على إنشاء معهد ديبلوماسي وإدارته لعلمه بمدى حرصي وحتي الوزارة على الاهتمام بموضوع تدريب الديبلوماسيين، مشيرا إلى أنه استعدادا لمهمة إنشاء المعهد قام بزيارة 14 معهدا مماثلا في مختلف مناطق العالم لئلا نبدأ من الصفر بل تكون لدينا حصيلة ثرية من المعلومات والانطباعات حول كيفية هيكلة المعاهد الديبلوماسية حول العالم مع مراعاة ظروف الكويت وطبيعتها، مضيفا أن وزير الخارجية ونائبه ومسؤولي الوزارة جميع كانوا على قناعة بضرورة أن يكون البرنامج التدريبي متعلقا باحتياجات الديبلوماسي الكويتي وأن مسؤولي الوزارة بعد تعاملهم مع أجيال من الديبلوماسيين الكويتيين عرفوا مكامن القصور والاحتياجات التدريبية المطلوبة له، لذلك وضع البرنامج وفقا لهذا الأساس.
وشدد على سعي المعهد الدائم إلى تطوير تدريب الديبلوماسيين، فبعد كل دورة تدريبية يطلب من المتدربين تقييم البرنامج التدريبي إضافة إلى استطلاع آراء ضيوف المعهد ممن لهم خبرة في هذا المجال بعد اطلاعهم على البرنامج التدريبي وبينهم بعض أساتذة جامعة هارفارد العريقة الذين أكدوا لنا تناسب البرنامج مع الأهداف التي وضعها المعهد للديبلوماسيين الكويتيين.
وفيما يتعلق بالأنشطة والندوات التي ينظمها المعهد أوضح أن المعهد يقيم ندوات متخصصة بناء على طلبات بعض الجهات ومن أبرزها طلبات حلف «الناتو» عن طريق جهاز الأمن الوطني الكويتي بتنظيم ندوة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في الكويت وأحيانا أخرى حول الأوضاع بالمنطقة والدليل على استفادتهم هو تكرارهم للطلب بحضور مكثف من ضباط الحلف وصل عددهم في الندوة الأخيرة إلى 110 ضباط.
دورات تدريبية
وبين أن إحدى الدورات التدريبية «الشيقة» التي قدمها المعهد هي دورة لتعليم اللغة العربية لرؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى البلاد وزوجاتهم لمدة ثلاثة أشهر، وان بعض هؤلاء الديبلوماسيين «عبروا عن سعادتهم بهذه الدورة قائلين على سبيل الملاطفة إن الكويت هي الدولة الوحيدة التي تدرس لغتها الوطنية للأجانب على حسابها الخاص»، كما أقام المعهد دورتين لتعليم اللغة العربية ويعتزم افتتاح الدورة الثالثة بناء على رغبة رؤساء البعثات الديبلوماسية ويرتكز التعليم في هذه الدورة على اللغة العربية المنطوقة ليستطيع الديبلوماسي الأجنبي أن يتدبر أموره في البلاد بما فيها بعض العبارات باللهجة الكويتية، أما من يريد أن يستزيد ويتعلم اللغة العربية بأصولها وقواعدها فيمكن أن نرتب له هذا التعليم بالترتيب مع الجهات المعنية في جامعة الكويت.
وزاد: ومن بين الأنشطة التي ينظمها المعهد اقامة ندوات منها ندوة قيمة ومفيدة جدا تحت عنوان «الولايات المتحدة وشرق أوسط متغير» بالتعاون مع جامعة جورج واشنطن الأميركية التي تملك فيها الكويت كرسيا تموله في وحدة الدراسات الاستراتيجية الخليجية التابع للجامعة التي يرأسها سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى البلاد ادوارد غنيم، موضحا ان الشيخ صباح الخالد قام بدعوة عدد من زملائه من وزراء الخارجية السابقين لإلقاء ندوات في المعهد ومنهم على سبيل المثال وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي ووزير الخارجية التونسي السابق وأمين عام الاتحاد المغاربي حاليا الطيب البكوش ووكيل وزارة الخارجية الأميركية السابق وكان آخرها ندوة لرئيس وزراء إيطاليا السابق انريكو ليتا.
وأكد الشارخ الحرص على رفد البرنامج الأكاديمي والتعليمي للمعهد بالخبرات العملية عبر استقدام السفراء الكويتيين المتقاعدين أو الذين ما زالوا على رأس عملهم لإلقاء المحاضرات في المعهد وحتى الإتيان بديبلوماسيين ليسوا من رتب كبيرة حتى يتكون لدى الديبلوماسي المتدرب فكرة شاملة عن مختلف مراحل عمل الديبلوماسي.
وأثنى على التعاون الذي يربط المعهد بجامعة الكويت معربا عن الشكر والامتنان للعميدين المتعاقبين لكلية العلوم الاجتماعية بالجامعة د. عبدالرضا أسيري ود. حمود القشعان إضافة الى بعض اساتذة الجامعة الأعضاء في مجلس ادارة المعهد ومنهم على سبيل المثال د. راشد العجمي ود. جاسم خلف.
مذكرات تفاهم
وأشار في السياق ذاته إلى أن وجود بعض أساتذة الجامعة في مجلس الادارة يتيح لهم فرصة الاطلاع المباشر على جميع برامج وأنشطة المعهد مفيدا بأن مجلس الإدارة يرأسه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ونائبه في الوزارة وفي رئاسة مجلس إدارة المعهد خالد الجارالله وبصفتي مديرا للمعهد موجود في مجلس إدارته، كما ان المعهد يتعاون مع بعض المعاهد ذات الطبيعة المماثلة في تبادل المحاضرين بمناسبات مختلفة ومنهم معهد الدراسات المصرفية، مبينا أن المعهد وقع مذكرات تفاهم للتعاون مع المعاهد المماثلة في دول شقيقة وصديقة وصل عددها إلى حوالي 16 مذكرة.
الأنباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.