سليمان البسام: حوار العليل

حضر المريض أمام الطبيب ودار الحوار التالي:

الطبيب: ما بك؟

المريض: ليتني أعلم.

الطبيب: واضح انك تعاني.

المريض: آه يا دكتور، وكيف تريد مني الا اعاني وشراييني بالية من الفساد، والدم لم يعد يصل إلى القلب، كيف تريد مني الا اعاني واولادي لا يتلقون العلم، وبناتي يحلمن بالسيارات الفارهة قبل بلوغهن سن القيادة.. كيف تريد مني ألا اعاني وزوجتي في منزل وانا في منزل ويسمى هذا دارنا!

الطبيب: وما الذي أوصلك إلى هذا الداء؟

المريض: منذ زمن كنت على مفترق بين طريقين، احدهما يوصلني إلى الخلاص والآخر يودي بي إلى الهلاك.

الطبيب: ولماذا سلكت الطريق الهلاك؟

المريض: ظننت انهما سيان.

الطبيب: متى كان هذا؟

المريض: لا أدري يا طبيبي.

الطبيب: من أي بلد أنت؟

المريض: أعرف اسم بلدي لكني لا أجد وطني.

الطبيب: ما هو وطنك؟

المريض: وطني من غنوا عنه وطن النهار، ولم تعد تشرق عليه شمس ولا نهار.

(يصمت الطبيب فيبادر المريض)..

المريض: وكيف أتيت أنت إلى هنا يا طبيب؟

الطبيب: أتيت منذ سنين أشكو حالي لطبيب، فما وجدت منه إلا الشكوى، وقام من مجلسه واجلسني مكانه قائلا: تعال أيها العليل واجلس على مقعدي، فنحن في بلد يشكو المريض داءه للطبيب، ولا يعلم ان المداوي به هو العليل!

وهنا تنحى الطبيب عن مقعده واجلس عليه المريض وخرج.

سليمان البسام

كاتب ومسرحي كويتي

admin@sabab.org
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.