فاطمة حسين: رمضان ما بين الدين والدنيا

(رمضان الكريم) شهر له من الدين الرواسي والقواعد العميقة والثابتة وله من الدنيا الفضاء الاجتماعي وكل منهما مكمل للآخر مما يجعل للحياة نكهة خاصة يتسابق الخلق للاستزادة منها.
في الجانب الديني ينشط الدعاة في سباق لاختيار الجديد والمبهر ان لم يكن في الموضوع ففي الاسلوب يتقدم هؤلاء من يفتح الابواب والنوافذ للاسئلة ويفتح المجال للجمهور واسئلته الغث منها والسمين. وفي هذا المجال اتذكر دوما المرحوم الشيخ عبدالله النوري وكيف كان يتفحص الاسئلة ويقدم الانفع للناس متجنبا ما كان يسميه (العبث) مثل سؤال احدهم بأنه في طريقه الى المسجد مر ببيت فيه مكيف هواء وقع على رأسه قطرات ماء منه وكان بيتا لأحد من اخوتنا المسيحيين فهل تجوز صلاته؟؟ وهل يعيد الوضوء؟؟
أو آخر رأي عنزته تمضغ صحيفة انجليزية فهل يحلل حليبها أو يحرمه؟؟
ايها الاخوة الدعاة الافاضل ابتعدوا عن هذه التفاهات احتراما لديننا الحنيف ولعقول الناس كذلك.
اما الدنيا الرمضانية فإن ربها وربيبها هو الاعلام الذي يتحول بقدرة قادر وينتظره الناس على احر من الجمر الى دراما من جهة ومسلسلات من جهة اخرى حيث الكوميديا والمسابقات وخلافه.
رغم اعتراضي الشخصي لهذا التكدس الرمضاني الا انني كما سبق في القول (عود من حزمة) لا تجذبني الكوميديا ولا المسليات ولكنني اتوقف عندها للاطلاع ونقل روحي من الاسف الى الحزن ونادرا الى الابتسام يزعجني فيها امران اولهما استخدام الفتيات كلعبة من الحلوى الملونة وبصور تقرب من الاستهزاء احيانا وانا متأكدة ان في محتوى كل واحدة منهن عقلاً ناضجاً ومقدرة اعلامية جيدة لابد من حمايتها بدلا من نثرها بصورة ظالمة.
والثاني اعتماد النصوص (القشرية) في الكوميديا أي استخدام قشرة الانسان وجهه شعره صوته بهلوانية حركاته بصورة تفوق قدرته التمثيلية ونص الكاتب.
واما المسلسلات (الدراما) فأنا اعتبر نفسي من الناس الحذرين ابحث اولا عن الكاتب مقرونا بالفكرة أو السيرة المعالجة في الموضوع ثم ابحث عن المخرج ومع التجربة اجدني ابحث عن المخرج قبل البحث عن الموضوع أو الكاتب فعندما اجد مثلا اسم (حاتم علي) لا يهمني حينها الموضوع أو الممثلين لإدراكي بأن هذا الرجل لا يتعامل الا مع الجودة وهذا ما انشد.
بعدها يمكن ان يجذبني الموضوع لكنه لا يملكني كالاخراج على سبيل المثال (خوات دنيا) عنوان رائع كفكرة وموضوع اتمنى ان تكون المعالجة بمثل جودة الفكرة وكذلك (كنة الشام وكناين الشامية) فكرة مبهرة الكاتبة ايضا مبهرة هدى حمادة ولكنني انتظر المعالجة.
ويظل ما لا يجذبني تلك المسميات الرومانسية عسى ان تكون المعالجة اجود ولا تخيب الظن حتى لا نقول (اسم على غير مسمى).
امنية واحدة وحيدة اتمنى ان يسمعها كل مخرجي الدراما الخليجية الديكور الديكور الديكور بيوت العالم ليست قصورا مذهبة اختاروا مكاتب متواضعة وبيوتا متواضعة كذلك ولا داعي لأن تكون النقلة من البيت الطين والسفرة على الارض الى القصور المرمرية والصالات الفندقية.
في الختام اعترف انني لا يشغلني فعلا لا هذا ولا ذاك ولكن ما يشغلني انما هو دور الاعلام في التنمية البشرية هل له دور حقا؟
ما هو؟
كيف؟
للحديث بقية.

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.