مشكلة الدراما التلفزيونية في الكويت، لا تكمن في النصوص وحدها، أو تكرار القضايا، أو غياب المفردات الابداعية، بل بما هو ابعد من كل ذلك، انها في غياب منهجيات التوزيع الحقيقية.
هنالك منتجون.. وانصافهم.. وارباعهم.. ولكن، لا يوجد لدينا موزعون حقيقيون.. وخطط واضحة في هذا المجال. قد يتساءل البعض، عن اسباب انتشار وحضور وهيمنة الانتاج الأميركي، حتى في الأسواق الأكثر صعوبة، وهي الأسواق الفرنسية، حيث القوانين والتشريعات والضرائب التي ترهق كاهل الانتاج الأميركي، ورغم ذلك فان الانتاج الأميركي يحتل أكثر من 60 في المئة من مساحة السوق الفرنسية، على صعيد دور العرض والقنوات التلفزيونية. كل ذلك بسبب استراتيجيات التوزيع المدروسة بعناية، وكما يقول المثل الدارج «اعطي الخباز خبزك لو اكل نصفه»، ولكن كثيرا من صناع الانتاج عندنا، وللأسف، يفضلون ان تبقى اعمالهم في الادراج على ان يأخذ الموزع نسبته في هذه السوق أو تلك.
في مصر، وفي اطار القطاع الاقتصادي للانتاج، هنالك قوانين وخطط، ففي الوقت الذي يتم به انتاج الأعمال، والتي تحرك مدينة الإعلام، يكون هنالك وفود تجوب الأسواق الخليجية والعربية لتسويق تلك الأعمال دفعة واحدة، فمع كل عمل ضخم هنالك أعمال صغيرة توزع «ككتلة» واحدة. وهذا الأمر يكاد يسري على جميع الأسواق العالمية.
اما عندنا، فالعلاقة بين المنتجين غائبة.. حيث لا يوجد اتحاد.. أو تجمع.. أو نقابة.. أو حتى «حوطة» تجمع المنتجين. وهكذا هو الأمر بالنسبة للموزعين.. لهذا يأتي من الخارج عناصر، يستثمرون ذلك الخلل ويقدمون حلولهم التي تكون حصتها الأكبر لصالحهم وليس لصالح المنتج.. أو الدراما بشكل عام… وهنا لا يأخذ الخباز نصف الخبزة.. بل كلها! ما أحوجنا ونحن اليوم في «بركان» الدراما… ان نتوقف للحوار.. من أجل مستقبل هذه الصناعة التي باتت «مملوكة» بين أفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة.
وعلى المحبة نلتقي
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق