تضاربت الآراء بين معارض و.. نصف معارض عند الاعلان عن انتاج مسلسل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حول تجسيد شخصية الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، خاصة ان الاختلاف جاء بين علماء الدين فمنهم من يجيز ومنهم من يحرم ذلك ومنهم من يحرم تجسيد الأنبياء بينما لا يجد بأسا في تجسيد الصحابة كما ان المذاهب تلعب دورا في ذلك حيث ان التيار المتشدد يرفض ذلك بتاتا بينما بعض التيارات السنية الأخرى لا ترى مانعا في تجسيد شخصية أي صحابي وتجعل المنع محدودا بتجسيد الأنبياء فقط بينما لا يجد المذهب الجعفري أي رفض أو تحفظ في تجسيد الصحابة لأنهم يرون انه لا قدسية لهم، وفي ايران تم تقديم بعض المسلسلات التاريخية التي من خلالها تم تجسيد عدد من الأنبياء مثل «يعقوب ويوسف وعيسى» عليهم السلام اضافة الى بعض الصحابة.
مسرح
وفي الكويت سبق وان تم عرض مسرحية «اسلام عمر» في العام 1938 في مدرسة المباركية فكانت انطلاقة للمسرح الكويتي حيث تصدى مدرس فلسطيني هو محمد محمود نجم لاخراجها كما قام أحد المدرسين بتجسيد شخصية عمر بن الخطاب وقام آخر بتجسيد شخصية حمزة بن عبد المطلب اضافة الى بعض الشخصيات الأخرى من الصحابة وغيرهم في تلك الحقبة وقد حدث «هرج ومرج» في مجلس المعارف آنذاك ليس بسبب تجسيد تلك الشخصيات بل بسبب بعض الفقرات في النص لما تحمله من اسقاطات على الواقع فما كان من رئيس مجلس المعارف الشيخ عبدالله الجابر الصباح يرحمه الله صاحب الفكر التنويري الا ان لجأ الى حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح يرحمه الله الذي وافق بدوره على تقديم المسرحية بنصها لطالما انه حقيقة، الأمر الذي يعكس على نوع وطبيعة المجتمع غير المتشدد في ذلك الوقت ولكن وبعد مرور أكثر من نصف قرن من الزمن والتعليم والانفتاح مازال الجدل قائما حول تجسيد شخصية الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في عمل فني يبرز مناقب هذا الرجل ليتعرف الجيل الجديد على تلك المناقب في زمن لا يعرفون عنه الا اسمه!!! خاصة ان مثل تلك الأعمال لها أثرها في عقول وثقافة الناس فعندما تم انتاج فيلم «الرسالة» ناله ما ناله من احتجاجات الا انه ومع مرور الوقت ومع تسويق الفيلم في الغرب تأثروا فيه فدخل بعضهم الاسلام وغير بعضهم أفكاره المغلوطة عن الاسلام.
شكو..؟
البعض في الكويت رفع دعوى قضائية للمطالبة بوقف عرض المسلسل مع أنه ليس انتاجا كويتيا والقنوات التي تعرضه ليست كويتية!!! فما كان من المحكمة الا ان قضت بعدم اختصاصها.
وعلق الكثير من خطباء وأئمة المساجد وكتبت الكثير من المقالات في الصحف وفي المواقع الالكترونية خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أهم التعليقات التي جاءت من حاتم علي مخرج المسلسل في بعض وسائل الاعلام حول الموضوع اذ قال «ان الممثل الذي قام بتجسيد الدور اسمه ثامر اسماعيل وتم اختياره على ان يكون مسلما سنيا بناء على رغبة لجنة العلماء المشرفة على العمل، علما بأن الممثل أكاديمي تخرج حديثا من معهد المسرح في سورية ولم يسبق له الظهور في أي عمل درامي أو مسرحي في حياته.
شروط
واشترطت اللجنة الدينية للمسلسل ان يوقع الممثل ثامر اسماعيل اقرارا بعدم أداء أي دور في أي عمل درامي لسنوات لم يذكر عددها!!! وهو عرف متبع لدى الغرب مع الممثل الذي قام بتجسيد شخصية سيدنا عيسى عليه السلام ان وجود لجنة من قبل بعض علماء الدين تضم الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة وآخرين يعتبر بمثابة فتوى بجواز ذلك وأتوقع ان تكون هناك أعمال قادمة تجسد بعض الشخصيات وسيتكرر ما حدث في مسلسل «عمر» وهو انتاج ضخم جدا مقارنة بتكلفة بقية الأعمال الدرامية الأخرى.
قم بكتابة اول تعليق