لفنان سعد الفرج أحد أعمدة الفن الكويتي ومن أوائل ممثلي الدراما في استوديوهات الإذاعة القديمة، مؤسس {فرقة المسرح العربي} وأحد نجوم المسلسل الخالد «درب الزلق». في لقاء خاص مع «الجريدة»، يزيح سعد الفرج الستار عن قضايا تتعلق بالمسرح والتلفزيون وعن أبرز نتاجاته الفنية.
متى انطلقت في الدراما الإذاعية؟
في بداية ستينيات القرن الماضي عندما شاركت في مسلسل «مذكرات بحار» بالعربية الفصحى، تأليف الشاعر محمد الفايز وإخراج أحمد سالم، وفي الفترة نفسها شاركت في دراما شعبية في عنوان «مذكرات حجي عمران»، تأليف خالد سعود الزيد وإخراج نجم عبد الكريم، من ثم تتالت الأعمال الدرامية وهي محفوظة في مكتبة إذاعة الكويت.
ما أبرز الأعمال التي سجلتها أيام الإذاعة القديمة؟
مسلسلا «مذكرات بحار» و{أمثال شعبية» للكاتب خالد سعود الزيد.
صف لنا الاستوديو القديم؟
كان عبارة عن أكثر من «شبرة» بالقرب من قصر نايف.
لماذا تحرص على المشاركة في الدراما الرمضانية؟
لأنني لمست متابعة المستمعين لهذه الأعمال، والاختيار الصحيح لتوقيت إذاعتها وهو العصر، إذ يكون المستمع في سيارته، إضافة إلى ردود الفعل الطيبة التي تصلني، ما جعلني أحرص على الحضور والتواصل مع الناس في رمضان، إلا أنني اكتفيت بعمل واحد في الشهر الفضيل.
لكنك غبت في السنتين الأخيرتين.
عرضت علي نصوص كثيرة لم أقتنع بأي منها فاعتذرت عن المشاركة.
ثم عدت هذا العام.
بالطبع مع المسلسل الإذاعي «فارس مع النفاذ» من تأليف محمد ناصر، إخراج أحمد فؤاد الشطي.
ما الذي حمّسك على اختيار هذا المسلسل بالذات؟
أعجبتني فكرته وذكرتني بمسلسل «درب الزلق»، إذ تتضمن كل حلقة موقفاً معيناً، من خلال شخصية فارس، رجل يتقاعد عن العمل ويحاول إصلاح الفساد. أتمنى تحويل هذا العمل الإذاعي إلى مسلسل تلفزيوني من خلال الإعداد وكتابة سيناريو مناسب لتلك المواقف الدرامية، وأتوقع أن يكون جيداً.
ما سر استمرارية مسلسل «درب الزلق» على مر الأجيال؟
اقترحت على أكثر من وزير تولى وزارة الإعلام أن يطلب من أساتذة جامعيين متخصصين في علوم مختلفة دراسة ظاهرة مسلسل «درب الزلق» بالذات.
بالنسبة إلي هو أشهر مسلسل ليس على مستوى الخليج أو الوطن العربي بل في العالم ، فقد صُوّر وعرض العام 1977، ويتابعه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم اليوم من 10 إلى 15 سنة، إنه أمر عجيب.
هل شاركت في أعمال نجحت لسنوات لكنها غير معروفة الآن؟
نعم، وفي أكثر من بلد منها إنكلترا، حيث عملت كمساعد مخرج متدرب في مسلسل «دكتور فنليس كيسبوك» الذي صُوّر في اسكتلندا من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في الستينيات، إلا أن الأطفال اليوم لم يروه أو يسمعوا عنه.
كذلك عندما سافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في السبعينيات، كان يعرض مسلسل «سانفرد أند سن» كل يوم جمعة في إحدى محطات «نت وورك» وكل أميركا تتابعه، والآن أسأل عنه الأطفال والشباب فلا أحد يعرفه على رغم تحقيقه شهرة واسعة في السابق.
ماذا يعني المسرح بالنسبة إليك؟
المسرح هو الأساس، ومن خلاله خضت مجالات التلفزيون والسينما والإذاعة لأنه أبو الفنون، كما يقال، وهو عشقي الأول، لكن حالت الظروف دون الاستمرار فيه.
ماذا عن مسرحية «عنبر و11 سبتمبر»؟
عرضت منذ أربع سنوات في الدوحة، وكان يفترض أن تعرض في الكويت، لكن تعرّض الفنان غانم السليطي لحادث أصيب على إثره في ظهره فمنعه الأطباء من ممارسة أي نشاط فني لذا توقف العرض. وبعد تماثله للشفاء، عرضنا المسرحية في الكويت، ما أسعدني كثيراً، لأنها لاقت استحسان نخبة جمهور المسرح ولله الحمد.
لماذا تحولت أعمال «فرقة المسرح العربي» من اللغة العربية إلى المحلية؟
عايشت المرحلتين كوني أحد مؤسسي هذه الفرقة المسرحية العريقة، فقد تحولنا إلى اللهجة الكويتية بعد اليأس الذي أصابنا في جذب الجمهور من خلال المسرحيات التي تقدم باللغة العربية الفصحى، ما دفع أستاذنا ووالدنا الروحي زكي طليمات إلى التخلي عن المسرح وتأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية.
كيف تابعتم المسيرة؟
بفضل دعم وجهود الرائد الشامل حمد الرجيب لأعمالنا المحلية، وكانت باكورة تلك المرحلة مسرحية «عشت وشفت» من تأليفي وبطولتي، إخراج حسين الصالح، شارك فيها: خالد النفيسي، غانم الصالح، عايشة إبراهيم، مريم عبد الرزاق، علي البريكي.
ما أبرز القضايا التي تناولتها مسرحياتكم؟
قدمنا مواضيع واقعية من عمق مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، لذا أصبح المسرح قريباً من الناس.
حدثنا عن ارشيفك الفني.
كتبت ما يقارب سبع مسرحيات أو أكثر، وأعددت أعمالاً مستوحاة من الأدب العالمي أو مسرح الريحاني أو الكاتب اليوغسلافي برانيسلاف نوشيتش الذي أعددت مسرحيتين له مع الكاتب عبد الأمير التركي هما: «حرم سعادة الوزير» و{ممثل الشعب».
لماذا ابتعدت عن الكتابة؟
إذا لم يحظَ المسرح بمساحة من الحرية فلن تقوم له قائمة، عندما قدمنا مسرحياتنا السابقة كنا نتمتع بمساحة كبيرة من الحرية، إلى أن عرضنا مسرحية «هذا سيفوه» فتغيّر الحال، إذ وقفت الأحزاب والكتل الدينية في وجهنا وتمت إحالتنا إلى النيابة ثم المحكمة، لذا أصبحت متحفظاً، ثم اتجهت إلى الدراما التلفزيونية علني أجد ضالتي فيها، لكن حتى أبواب التلفزيون أغلقت في وجه الأعمال الجادة والجريئة، فتوقفت حتى عن كتابة المسلسلات التلفزيونية…
مع الأسف الشديد ضاقت مساحة الحرية في الكويت، ما جعل الفن في حالة تردي ويقدم قشوراً.
أخبرنا عن «مجموعة إنسان».
دوري في هذا المسلسل التلفزيوني ينطبق عليه العنوان نفسه، فأنا أجسّد شخصية مركبة تتعرّض لحادث حريق في المنزل، فتتحوّل في مواقف درامية من شخص إلى شخص آخر.
كيف تقيّم هذا المسلسل؟
أبلغتني الـ «بي بي سي» أنه حقق أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي. إن شاء الله يستمتع الجمهور الكويتي به ويلاقي النجاح نفسه الذي حققه مسلسل «بوكريم برقبته سبع حريم» العام الماضي.
ماذا تود إضافته؟
أود القول إن جريدة «الجريدة» من الصحف التي أعتز بها وأمتع عينيّ بها كل صباح، واستمتع بأخبارها ومصداقيتها، والله يوفقها والعاملين والكتّاب فيها وقراءها.
قم بكتابة اول تعليق