.ومن ينسى الغدر والظلم والعدوان؟ ومن ينسى البغي والقهر والمهانة؟ ومن ينسى القتل والاسر والتشريد؟ من ينسى سرقة الاوطان وقتل الانسان وزهق الارواح؟ سبعة أشهر كأنها سبع سنين واكثر، كارثة انسانية وعربية واسلامية مهولة، وبينما كان العرب والمسلمون وفي مقدمتهم دولة الكويت بشعبها وحكامها مشغولين بالقضية الفلسطينية جاء النظام العراقي بقيادته وجيشه ليقدم اعظم هدية للكيان الاسرائيلي فيعتدي على الكويت واهلها، هذه الدولة المسلمة المسالمة التي شهدت لها الدنيا باياديها البيضاء في مغارب الارض ومشارقها، ولكن الله اكبر من كل ظالم ومعتد، فلم نلبث الا قليلا حتى جاءنا النصر المؤزر من رب العالمين، يوم ان سخر لنا دول العالم قاطبة، تنافح عن الكويت وتساندها لاسترداد حقها وارضها ووطنها الغالي الذي بذل الكويتيون لاجله الغالي والنفيس، فالحمدلله من قبل ومن بعد ..
قصص واحداث اهل الكويت خلال تلك الايام لا تصدق، اعمال فدائية لا تتكرر، عطاء لا حدود له ومثلما كانت الحكومة يساندها الزخم الشعبي في الخارج لا تتوقف عن العمل لاسترداد الوطن، كان الكويتيون الصامدون في الداخل لا يشكون في اقتراب النصر من الله سبحانه وهم يقاومون المحتل العراقي مدنيا وعسكريا لآخر ساعات الغزو عندما كان الجيش العراقي يخطف من على ظهر الارض كل كويتي يسير على رجليه ليجعلهم اسرى يساوم عليهم وهو مندحر هارب من اراضي الكويت.
الغزو العراقي هو غزو عراقي، لم يكن غزوا صداميا ولا غزوا بعثيا، ولا داعي لتزوير تاريخ الوطن ومجاملة من لايستحق المجاملة على حساب البلد وكيانه، لم تكن أطماع العراق في الكويت من افكار صدام حسين، التاريخ يشهد خلال القرن الماضي ان العراقيين لم يتوقفوا عن التفكير في الاعتداء على الكويت سياسيا وعسكريا ابتداء من الاعتراف بالحدود مع نوري السعيد (1932) ثم اذاعة قصر الزهور التي انشأها الملك غازي (1938) لبث الفتنة في الكويت، ثم حركة عبدالكريم قاسم (1961)، ثم حرب الصامتة (1973)، ثم الغزو العراقي (1990)، ثم الحشود العراقية المتكررة (1994) وما بعدها، وحتى بعد سقوط البعث العراقي لا يزال العراقيون يشاغبون الكويت في كل حين في قضايا الحدود وميناء مبارك والتعويضات وغيرها .. نعم لاصلاح العلاقات مع العراق وفرض الاحترام المتبادل وفقا لمبادئ الاسلام والعروبة والقوانين العالمية، لكن هذا لا يعني تزييف التاريخ وتزويره.. والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق