نجاة الحشاش: شكراً ساهر الليل وطن النهار

شكرا ساهر الليل (وطن النهار)، شكرا لأنك أعطيت أبناءنا درسا تاريخيا ووطنيا نحن بحاجته في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الكويت… شكرا لأن حلقاتك جاءت مزامنة لتاريخ لن يمسح من ذاكرتنا، تاريخ سطر فيه أبناء الشعب الكويتي أروع البطولات، وارتوت هذه الأرض بدم الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للكويت. شكرا لأن حلقاتك أسكتت ألسنة صورت طاغية العراق المقبور صدام حسين بطلا عربيا لأنهم يجهلون تماما تاريخه الأسود بسبب تقصير وسائل الإعلام بعرض جرائمه البشعة بحق الكويت وبحق شعبه. فلطالما سألنا أبناؤنا وطلبتنا في المدارس عن الغزو الصدامي على الكويت!! وعن جرائمه!! وكنا نقول… ونقول ولكن ما نقوله ينتهي تأثيره عليهم وتفاعلهم معه بمجرد الانتهاء من الكلام. ولكن ساهر الليل جعل جيل الأبناء يعيش مع هذه المرحلة يوما بيوم ويستشعر بعظمة صمود ومقاومة الشعب الكويتي ويزداد فخرا بشباب الكويت الذين رفضوا الذل والمهانة… ويزداد ترابطا مع بعضه البعض عندما يقرأ أسماء شهداء المقابر الجماعية التي جمعت رفاة كويتيين في قبر جماعي يضم رفاة البدوي والحضري والسني والشيعي، فمجرد معرفة أسماء شهداء الكويت يكون درسا ليتعلموا منه معنى الولاء والتضحية، ومعنى أن تكون الكويت هي العرض وهي الشرف وهي الكرامة وليست العائلة والقبيلة والطائفة والمذهب.
إن مسلسل ساهر الليل وبما يحمله من ذكريات مؤلمة أعادنا إلى تلك الفترة والتي أدعو الله ألا تعود، وان يحفظ الله الكويت من كل مكروه، ولكن لا شعوريا ونحن نشاهد هذا المسلسل، العيون تفيض دمعا والقلب يعتصر ألما ونزداد حبا وخوفا على الكويت، لا نستطيع أن نمنع هذا الشعور ولا نستطيع أن ننسى تلك الأشهر الثمانية العجاف، ولا نستطيع أن نمحو من سجل تاريخ الكويت هذه الجريمة البشرية التي ارتكبت بحق الكويت، لأن تاريخ الكويت حق وملك للأجيال القادمة يجب أن يسجل لهم بكل شفافية ومصداقية ليأخذوا الحيطة والحذر في المستقبل… يجب ألا ننسى هذا التاريخ ولا تمسح هذه المرحلة من تاريخ الكويت لأنها تعطينا درسا كبيرا في حياتنا، فتجربة فقدان الكويت وفقدان شرعيتها يعني فقدان الكيان وفقدان الوطن وكل هذا يعني اننا بلا الكويت ( لا شيء )!! فعندما نقول نموت وتحيا الكويت فنحن نقولها بكل مصداقية وأثبتنا صدق هذه الهتافات للعالم اجمع في تجربة الغزو. فعذرا للجميع نحن نسامح ولكن لا نريد أن ننسى.
والرائع في مسلسل ساهر الليل وبالرغم من تعرضه للنقد والرفض الا انه وحد الكويتيين في المشاعر الوطنية وكل بيت أعاد شريط الغزو الصدامي وحكى ذكرياته لأبنائه. وأيضا وحدنا كخليجيين نحمل تاريخا وطريقا واحدا ونحمل مشاعر ودما خليجيا واحدا، فعندما تعرض الحلقات نجد تفاعلا غير طبيعي عبر وسائل التواصل الالكترونية من إخوة وأخوات خليجيين يدعون للكويت ولشعبها ولحكومتها بنعمة الأمن والأمان. وحتى الأصدقاء العرب ومنهم العراقيون يرسلون أطيب الأمنيات للكويت يكتبونها بمشاعر صادقة ومحبة، ومن أروع الرسائل التي وصلتني من أحد الأصدقاء يقول فيها: (أنا لست من أبناء الكويت ولكن لن أنسى هذا التاريخ لأنه تاريخ اسود للخليج وللعرب وليس الكويت فقط، فما يصيب الكويت يصيبنا وما يؤلمها يؤلمنا، إن مشاهدة مسلسل ساهر الليل أدمعت عيني وأفطرت قلبي وأحسست بما أحسه الشعب الكويتي في هذه الفترة وكيف كانوا ينامون الليل ولا يعلمون ما الذي ينتظرهم في الغد وكيف عانوا من اجل كرامة بلدهم. وضربوا أروع مثال بحب الكويتي لأرضه ولوطنه ولحكامه وحبهم لبعضهم البعض ).
انتهت الرسالة… ولكن مشاعرنا وحبنا لبعضنا البعض كاخوة خليجيين وعرب لن ولن تنتهي إن شاء الله… فيا ليت قومي يعلمون ويتعظون من تجربة الغزو ويأخذون درسا قبل فوات الأوان. اللهم احفظ الكويت والخليج وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه.
المصدر جريدة الراي

2 Comments

  1. كل يوم لما اشوف هالمسلسل ابجي معقوله كل هذا صار بالكويت ماكنت متوقعه للي هالدرجه انا صج مواليد٩٣ بس والله لما شفت ساهر الليل وطن النهار بجيت صج وعرفت ان الوطن غالي الله يحفظ ديرتنا

  2. الله يعطيهم العافيه اللي سو المسلسل أبداع والله يستأهل اوسكار التمثيل الإخراج كل شي رائع وجا في وقته هذا الجيل محتاج من يعلمه التاريخ وروعة الشعب الكويتي في فتره المفروض ما ننساها ابد وصح لسانك أستاذه نجاة

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.