خالد الجنفاوي: الجبهة الوطنية لمواجهة “الهِياطْ”

أعتقد أنه ما دام أعلنت احدى الكتل النيابية السابقة ما يزعم أحد اقطابها أنها “الجبهة الوطنية لمواجهة العبث في الدستور” فمن حق معارضيهم أيضاً -ومن يرون أنهم يبالغون- إنشاء جبهة وطنية لمواجهة المماحكة والسجالات العقيمة و”الهياط” ! بل أعتقد أنه في ظل وجود محاولات حكومية جادة لتدعيم ركائز دولة القانون والمؤسسات عبر إحالة قانون الدوائر الانتخابية للمحكمة الدستورية فمن المناسب كذلك إنشاء جبهة وطنية تتحدث بإسم “الأغلبية الصامتة.” وتطالب بشكل مباشر بإنهاء حالة التأزيم المستمر وإيقاف النهج الشخصاني الذي يتبعه بعض المؤزمين في مناقشة قضايانا المحلية. وما يبدو انه يشرعن ضرورة إنشاء هذه الجبهة الوطنية هو الجو المتوتر و”لوعة الجبد” المزمنة والتي خلقتها بعض محاولات طائشة الهدف منها جرنا من أزمة تناحر إلى مبالغات وتشويه متعمد لوقائعنا الاجتماعية, حيث لا يزال القيمون عليها يقتنصون الفرص المتوالية لإثبات قدرتهم على السجال العقيم !
إضافة إلى ذلك, ولأن جانباً كبيراً من السجالات العقيمة والمماحكات الانتخابية هي بشكل أو بآخر جزء من ظاهرة “هياط” ومبالغات فجة يمارسها البعض فلماذا لا يعلن المنزعجون من هذه الظاهرة إنشاء جبهة مضادة? و”الهياط” الذي نشير إليه هنا هو : “وما زال في هَيْطٍ ومَيْطٍ وهِياط ومِياطٍ أَي في ضِجاجٍ وشَر وجَلَبة, وقيل: في هياطٍ ومياطٍ في دُنُو وتَباعُد. والهِياطُ والمُهايطةُ: الصِّياح والجَلَبة” (لسان العرب).
وكما ذكرت في مقالة سابقة حول ظاهرة “الهياط” أن من يُنِظِّر ويقود ويُؤجِّج هذه الظاهرة السلبية في المجتمع هو “الديماغوج”.
فأعتقد أيضاً أن الإنسان الحر والمستقل فعلاً ومن يحترم كرامته الإنسانية ويقدر فرادته الأخلاقية لا يغره “هياط” الديماغوج. فلم يُذكر عن الديماغوج الفوضوي أنه بنى حضارة, أو كرس سلوكيات وتصرفات إيجابية وبناءة. فبسبب عنجهيته النمطية وبسبب إعجابه الشديد بنفسه يستمر الديماغوج نقمة على أي مجتمع إنساني ! فما يُخَلَّفه هذا النوع من الأشخاص وراءهم هي الفرقة والتشتت وغلبة أصوات الغوغائية ورواج الفوضى في المجتمع وتجذر خطابات شخصانية للغاية تمتهن كرامات الناس الآخرين وتتعدى على حقوقهم الأساسية. فلعل وعسى وربما ولو بعد حين.” والله المستعان.
كاتب كويتي
khaledaijenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.