كانت النصوص الدرامية القديمة تتسرب من بعض البلاد العربية، لتحّول الى لهجة الكويت باسم «تكويت».
هذا الاصطلاح كان يكتب ويذاع، ثم حل مكانه (إعداد)، وبعد حين تحول الى اللهجة الكويتية مع تصرف واطلق المعد مجهوده في الكتابة والتأليف في التلفزيون والاذاعة والصحافة وهكذا تحول البعض فجأة الى مؤلفين، واخذت المنازعات تظهر في ايدي المحامين في النيابة والمحاكم.
كانت الاعمال السائدة في دول عربية دائمة الهجوم على الحماة – الخالة – فيما كانت هذه الشخصيات تحترم في الكويت ومنطقة الخليج ودول الجزيرة العربية بل تكون مقام الام واكثر، وكذلك زوجة الاب وكم من البارزين في المجتمع تولت زوجة الاب تربيتهم بعد وفاة امهم واحسنت التربية والرعاية.. الاعمال المسرحية والتمثيلية في الاذاعة والتلفزيون تنقل عادات شعوب عربية اخرى بعضها سيء مثل شتم الحماة (أم الزوج) وشتم زوجة الاب.. عند التكويت وترجمة اللهجة ان صح التعبير تبقى على مضمون الشتائم ، حتى ظهر جبل منذ خمسة عقود لا يتخاطبون في المنزل الا بالشتائم الممقوتة على الخدم وعلى بعضهم وهذه ينظر اليها بمنظار حقوق الانسان تسجل وتترجم الى لغات حتى صارت دول تمنع ارسال مواطنيها الى دول خليجية للخدمة حيث تعلم الاطفال شتم الخدم من المسرحيات والمسلسلات الاذاعية والتلفزيونية.
ماعرف اهل الكويت ومن جاورها من دول الخليج ان تقل زوجة الابن ادبها على خالتها ام زوجها التي تعرف بالحماة في دول عربية.. ومتى صارت الشتائم تتبادل بين الاخوة والاخوات، ولو كان ذلك واقعا فلا يعلن عنه في المسلسلات..
بالاضافة الى تعليم الابناء من الجنسين احتقار الخدم، او يستدعى الخادم اثناء استراحته او نومه ليناول الطفل كأسا من الماء لا يقوم هو ليتناول الماء امامه او على خطوات منه بل ان القسوة على الخدم هي السبب في انتحار الكثير من الخدم.. وجمعية حقوق الانسان عندنا تهتم فقط في السياسة الخارجية وتغفل مشاكل البلاد.. وهناك عائلات تأكل حقوق الخدم، ويكتشف الخادم او تكتشف لان لفظ الخادم للمؤنث والمذكر في اللهجة واللغة يكتشف ان ادعاء المخدوم بانه يرسل راتب الخادم كذب منذ اشهر طويلة عندها ينتحر الخادم بان يلقي بنفسه من علو او يحرق نفسه او ينتقم بقتل احد افراد العائلة..
عدد الخدم من النساء والرجال اكثر من عدد افراد الاسر التي يعملون فيها واكثرها تظاهر ومبالغة.. هناك اسر صغيرة تتكون من الزوج والزوجة وعندها اكثر من حاجتهما من الخدم وان جاءهما طفل فله خادمة او خادمتان..
اعود الى الشتائم التي تطلقها الاسرة من الاطفال المتعلمين يسبون بها الخدم.. والاسرة كذلك تتشاتم وتتقاذف بالالفاظ النايبة، واجهزة الاعلام تقوم بمهام المعلم في نقل الثقافة المنحرفة حتى عمت الشتائم فخرجت من اسر خارجية ودخلت الاسر المحلية بالتوجيه وتحويل اللهجة.. حتى صارت اسرنا هي المتلقي لثقافة الانحراف.
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق