الحمد لله أن في حكومتنا الحالية وزير خفيف الدم، وأعتقد انه الأخف دما وبشكل راق جدا بين جميع الوزراء الذين مروا على المشهد السياسي منذ 20 عاما، فأغلب من تعاملت معهم طوال فترة عملي كصحافي كانوا وزراء من النوع «ثقيل الطينة» ـ من وجهة نظري ـ وبعضهم أعتقد أنه «من كثر ما هو عايش الدور كان يذهب إلى النوم بفراشه وهو لابس بشته»، أما هذا الوزير الذي لا تتعدى علاقتي به علاقة صحافي بمسؤول، فيتمتع بشفافية غريبة وروح دعابة حاضرة.
وقبل يومين أرسلت له نكتة ساخرة تداولها عدد من الكويتيين تعليقا على إحالة الدوائر الخمس إلى المحكمة الدستورية تقول: «عاجل…. الحكومة تطعن في رؤية الهلال وتحيله للمحكمة الدستورية…»، فكان رده: «لا يا خوك ما فينا حيل نصوم».
الوزير الذي أتحدث عنه لا يجيد الكذب على الأقل أمامي عندما اتصل مستفسرا عن أمر ما أو قرار اتخذته الحكومة، وليس من عادة أغلب وزرائنا الشفافية، ولكنه كسر القاعدة، وليس في الأمر مديح له، ولكن هذا ما لمسته منه، وأعتقد أنه الوزير الوحيد الذي تعاملت معه ويعرف كيف ومتى يحادثك ويطلب بكل أدب أن يكون حديثه «off the record».
وعموما، الحكومة في مجملها «ثقيلة دم» وأثبتت «ثقل طينتها» في إحالة الدوائر إلى المحكمة الدستورية وهي تعلم يقينا أن الحكم دستوريا سيكون على هوى «الدستور»، ونعلم يقينا أن الحكم وفق المعطيات القانونية والدستور سيقضي بعدم دستورية الدوائر الخمس، وبعد صدور هذا الحكم سيتغير المشهد السياسي تماما.
وفي مقال سابق وأكدته في مقالات لاحقة كنت أول من أكد أننا في طريقنا للعودة إلى الدوائر الـ 25، ولم تكن قراءة سياسية ولا تنبؤا، بل قياسا على العقل والمنطق، فليس أمام الجميع سوى هذا الخيار لأنه السبيل الوحيد للخروج من أزمة الفراغ السياسي التي نعيشها منذ يونيو، وهو الخيار الأقرب إلى المنطق من أي خيار آخر، سواء تلك الخيارات التي تنشدها المعارضة أو تلك الخيارات التي تريدها السلطة.
***
توضيح الواضح: التعاطي السياسي الممل في المد في أجل الأزمة وهو الذي تسعى له الحكومة سيجعل الانتخابات لن تعقد سوى في 2013.
Waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق