واهم من يعتقد أن الكاتب الخليجي يكيل بمكيالين حين يدافع عن الاستقرار في الخليج في الوقت الذي يدافع عن التغيير في دول الربيع العربي، فالمكيال واحد وهو «الخير» ذلك أن الخير المرجو من هذه التغييرات (الثورات) في تلك الدول التي عانت شعوبها كثيرا هو خير متحقق في دول الخليج منذ زمن.
نحن في الخليج نتمنى للمواطن الليبي، على سبيل المثال، أن ينعم بثرواته وأن يعيش في مجتمع آمن وأن تصان كرامة الليبيين فلا معتقلات ولا مطاردات ولا هاربين من جحيم طاغية معتوه، وأن يتم تسخير العوائد النفطية لتنمية ليبيا فنشهد فيها ما نشهده في المدن الخليجية من طرقات وجسور ومشاف وفنادق ومدارس وجامعات ومطارات وموانئ وأندية رياضية وأبراج وبورصات نشطة.
الثورة وسيلة لا غاية تطلب لذاتها، فلا أحد يثور على الاستقرار والازدهار والعيش الكريم سوى من في قلبه صمم، أو أنه طالب سلطة يشبه الانقلابيين العرب الذين دمروا البلاد التي سيطروا عليها، فتحولت المدائن العامرة إلى خرائب وتدهورت العملة الوطنية وأهدر الدخل القومي بين شعار تحرير فلسطين وجيب الحاكم، فتبدلت أحوال الشعب من الرخاء إلى البوار، فهج الناس إلى الاغتراب.
المكيال واحد وهو «الخير» الذي تستحقه الشعوب الخيرة.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق