في ظل الوضع الحالي ومحاولات بعض التيارات القفز على السلطة وخلق حالة من الفوضى في البلاد, نتطلع إلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود, فهو يعلم تماماً كل ما يحاك ضد الكويت داخلياً وخارجياً, وبحكمة الخبير الأمني الكبير يعمل بصمت على تفكيك كل هذه المؤامرات, ولم نجده يوماً ينجرف وراء محاولات البعض الزج ب¯ “الداخلية” في صراعات مقصودة من بعض التيارات, والتي كان آخرها ادعاء احد النواب المفلسين سياسياً بوجود عمليات تسليح لدى احدى الطوائف, وذلك محاولة مكشوفة منه لخلط الأوراق وخلق الفوضى والفتن والتي حذر منها مراراً وتكراراً سمو الامير الشيخ صباح الأحمد.
ولكن لا يعني كل ذلك ان الأمن في الكويت مستقر مئة في المئة, فاذا كانت بعض القوى استطاعت ان تجعل “الداخلية” تنشغل بالأمن السياسي واحباط المخططات, فان ذلك جاء على حساب الأمن الجنائي والاجتماعي, حيث انتشرت الجرائم وارتفعت معدلاتها وزادت معدلات المحسوبية و”الواسطة” في ظل ابعاد العناصر الجيدة والأمنية الماهرة المدربة جيداً, التي لديها مخزون من الخبرات التي نحن في أمس الحاجة اليها الآن.
هناك ظاهرة اصبحت واضحة الآن, فقد اختلف دور المخفر وتعامل رجال الامن عموماً مع المواطنين والمقيمين, فبعدما كان دخول المواطن الى المخفر يعني انه دخل حيز ودائرة الامان باتت هناك هواجس لدى المواطنين الذين يخشون من سوء المعاملة أحياناً, من قبل بعض رجال الامن, خصوصا حديثي السن الذين لم يتشربوا خبرات وطرق التعامل الجيدة التي تربت عليها الاجيال السابقة.
ونعلم جيدا ان النائب الاول تقع على كاهله مسؤوليات كبيرة وجسيمة وهو كفء لها, ولكن بعض القيادات الامنية في وزارة الداخلية اصبحت وجوهاً مستهلكة وغير قادرة على تقديم الحلول المبتكرة للمشكلات الامنية, ولم يعد لديها الجديد الذي يمكن أن تقدمه, لذلك تحتاج وزارة الداخلية الى منظومة امنية جديدة, من خلال غربلة شاملة واعادة هيكلة الوزارة وقطاعاتها المختلفة بما يفي بمتطلبات الظروف الراهنة.
وأخيرا… فاننا على ثقة تامة بأن النائب الاول الشيخ أحمد الحمود على قدر كبير جداً من الكفاءة والخبرة والحكمة بما يؤهله لأن يكون رجل الاصلاح الأول في وزارة الداخلية والمنظومة الأمنية, ويستطيع ان يتلافى الكثير من العيوب والعوار الذي أصاب العمل الامني خلال السنوات الماضية.
كاتب كويتي
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق