ما جاء به الدكتور وليد الطبطبائي من تغريدات عبر حسابه الإلكتروني وبعض الصحف المحلية بعثت على السخط والضجر والاشمئزاز وشق الصف الوطني، وساهمت في تهديد السلم الأهلي ونشر الحقد والبغضاء بين أهلنا في الكويت بمختلف طوائفهم، وخلقت جوا مضطرباً بين الناس نحن جميعاً في غنى عنه، وخصوصا أن المناخ الطائفي في المنطقة، وفي الكويت تحديداً، ملبد بالكثير من الغيوم السوداء، وأصوات الرعد التي تصدر منها منذرة بليالٍ ظلماء مهلكة، تلك التغريدات وغيرها تجعلنا نقف وقفة مسؤولة أمام هذا السلوك الخطير واللامسؤول في مجتمعنا.
وبعيدا عن التمادي في تشخيص خطورة هذا السلوك السلبي، أحسب من الضرورة أن نناشد سمو رئيس مجلس الوزراء تبني إصدار قانون ضرورة بتجريم خطاب الكراهية الذي يتبناه بعض بني جلدتنا، من أجل وضع حد لتلك المهزلة، فالحاجة اليوم أصبحت ماسة أكثر من ذي قبل لإيقاف كل من تسول له نفسه العبث بالقيم الأصيلة التي قام عليها مجتمعنا، من خلال تبني الحكومة تشريعا محكما من الناحيتين الشرعية والعرفية، يتماشى مع روح الدستور الذي يدعو إلى العدل والمساواة، وينسجم مع قوانين الدولة التي تنظم عملية الحقوق والواجبات بين المواطنين بمسطرة واحدة.
فخطاب الكراهية هو من أسوأ الأسلحة الفتاكة التي تساهم بفاعلية في تمزيق أواصر الأخوة والترابط الاجتماعي بين الناس، وهو من أخطر معاول هدم أسس الوحدة الوطنية والاستقرار الشعبي، لذا يجب تغليظ العقوبة لتساهم في ردع المتجاوزين، واعتباره من جرائم أمن الدولة التي تضر المجتمع بأسره.
كما نشد على يد مجموعة رائعة من الشباب الكويتي الحر، الذين يسعون لتبني حملة وطنية مسؤولة لمواجهة تقاعس الحكومة عن ردع حملة «فيروس» الكراهية، ومنعهم من نشر مرضهم «الخبيث»، عبر التغريدات الإلكترونية والتصريحات الصحافية، ولجم دعاتها عبر ملاحقتهم القانونية ومواجهتهم بجرائمهم وكشفها للمجتمع، فلهم كل الشكر والتقدير والامتنان، ونتمنى لهم كل التوفيق في تلك الحملة، علها تجد صدى لدى رئيس السلطة التنفيذية.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق