صلاح الفضلي: الوعد اليوم

التجمع الذي دعت له كتلة الأغلبية اليوم في ساحة الإرادة، سوف يكون اختباراً لمدى قوة وشعبية نواب الأغلبية، وعما إذا كانوا يحظون بالدعم نفسه الذي توافر لهم إبان المطالبات برحيل الشيخ ناصر المحمد وحل مجلس «القبيضة».
لابد أولاً من التأكيد على أن من حق الأغلبية أو غيرها التعبير عن رأيها بطريقة حضارية متى شاءت، سواء في ساحة الإرادة أو في غيرها، فالتعبير عن الرأي حق أصيل لا يُنازع فيه، وأما القول بأن هذا التجمع أو أمثاله هو انقلاب على الدولة فهو تجنّ على حق الناس الراسخ في التعبير السلمي، حتى لو اختلفنا معهم في وجهة النظر.
وإذا عدنا إلى أهمية تجمع اليوم وتداعياته أقول: إنه إذا نجحت الأغلبية في حشد أعداد مقاربة لما حشدته في السابق فهذا أمر يحسب لها، وسوف يُعطيها شرعية شعبية وزخماً لاستمرار تحركها ومطالباتها، التي على رأسها تراجع الحكومة عن الطلب من المحكمة الدستورية بحث مدى دستورية قانون الدوائر الخمس القائم، وأيضاً التعجيل بحل مجلس 2009 وإجراء الانتخابات وفقاً للنظام الانتخابي المعمول به.
أما إذا كان حضور ساحة الإرادة اليوم أقل من نصف العدد السابق فإن هذا سوف يُعد نكسة للأغلبية، وتأكيداً على تراجع شعبيتها في الأوساط المؤيدة لها، وهو ما سيعطي الضوء الأخضر للحكومة أو بالأحرى للسلطة للمضي قدماً فيما تسعى له، من تفصيل نظام انتخابي جديد على ذوقها ووفقاً لمصالحها، ولذلك فإن تجمع اليوم يمثل مفترق طرق لسيناريو الأحداث في المرحلة المقبلة، لأن تجمع اليوم هو بمنزلة اختبار قوة للأغلبية، وهو ما تترقب الحكومة والأطراف الأخرى أن تعرف نتيجته، ولذا فإنه بناء على نتيجة امتحان اليوم تُكرم كتلة الأغلبية أو تهان.
شخصياً لا أتوقع أن يكون الحضور اليوم بنفس الزخم السابق، وذلك لغياب قضية محورية جاذبة يمكن أن تستهوي المجاميع الشعبية، كما كانت الحال في قضية إسقاط «مجلس القبيضة وحكومة الفساد»، وأيضاً لوجود تباينات جلية بين مكونات الأغلبية أصبحت أوضح من أن تُستر وأشهر من أن تُنكر، لننتظر ونرى لمن الغلبة وإن موعدنا اليوم، أليس اليوم بقريب؟
المصدر الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.