دحام: كان يفترض عرض ساهر الليل على تلفزيون الكويت لكن وزارة الإعلام خذلتنا

محمد دحام الشمري مخرج تلفزيوني، ولد لتكون مواطئ أقدامه خلف جهاز المونوتور، يختار زوايا تصويره خلف الكاميرات، له عين لا تهدأ في البحث عن جماليات الكادر السينمائي في أعماله التلفزيونية.
ساعد دحام الأكاديمي – خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل واخراج- في ضخ دماء جديدة من خلال رعايتة لمواهب جديدة في التأليف والتمثيل والاخراج وقبل كل هذا وذاك.. فقد خاض تجربة التمثيل في الثمانينات الا انه اعترف في حواره مع «الوطن» انه لم يحب نفسه كممثل..ووجد نفسه خلف الكاميرا مساعدا للمخرج المتميز الراحل عبدالعزيز المنصور واستقل عنه ليعمل في اثراء مكتبة الدراما الخليجية مع زملائه المخرجين.
للفنان دحام مرجعيات ثقافية متعددة فهي مزيج بين الفكر الغربي والشرقي أخرج مسلسلات «التنديل» و«الهدامة» و «لهفة الخاطر» و«عيون الحب» و«عرس الدم» و«آخر صفقة حب» وأجزاء «ساهر الليل» والذي التف الناس حوله في رمضان 2012 لتناوله قصه الغزو العراقي للبلاد وتداعياته…ما بين غصة قصة مازالت محفورة في قلوب الكويتيين، هدفه تعريف الاجيال الجديدة بعد عقدين من الزمن على ما مر به الوطن من آلام ومحن وكيف ان هذه الكارثة جعلت الشعب الكويتي بكل أطيافه ومكوناته قلباً وجسداً واحداً…في حوار «الوطن» معه سلطنا الضوء على كواليس العمل وأيضا كان شجاعا في اعترافه بأخطاء الراكور في العديد من المشاهد….وهنا التفاصيل:
< الكثيرون يتهمونك بالشللية في تكرار الوجوه الفنية ما يصيب الجمهور بالملل؟ - أقبل هذا الاتهام طبعا، لأنه أولا...أصبحت هناك حالة من الترابط بيني وبين الفنان الذي تعبت على تدريبه، وهو أمر أعتبره «صناعة نجم» وكان تعاوني بداية مع عبدالله بوشهري منذ صغره وكنت مؤمنا بموهبته، ومن ثم تعاونت مع شقيقه محمود وهو يتميز بالحضور وخفة الدم وبرز في مسلسل «الحياة امرأة» و«الدنيا لحظة»، وثانيا...كررت تعاوناتي معهم لانهم مع الوقت تتطور أدواتهم في الاداء التمثيلي ويصبح من الصعب الاستغناء عن أولادي، فبيننا علاقة انسانية جميلة ومؤمن بموهبتهم الفنية. دم جديد < لذا...كانوا معك في «ساهر الليل»؟ - نعم هذا هو المنطق، ان أتعاون مع الفنانين الذين أثق فيهم وأعرف قدراتهم في توصيل احساس وشكل الشخصية الدرامية، وخصوصا أنهم لاقوا تجاوبا جماهيريا كبيرا في أكثر من عمل شاركوا به، والعمل هو الذي ينادي صاحبه، لذا أصبح «ساهر الليل» مرتبطا باسم المؤلف واسم الممثلين المشاركين فيه، وأنا أكثر مخرج ومنتج أقدم وجوها جديدة...فتلاحقهم الشركات الفنية فيما بعد..منهم عبدالله بهمن، وعبدالله التركماني، ووفاء مكي، وشذى سبت وغيرهم. < في فترة الثمانينات كنت ممثلا، وتوقفت..لماذا حصل ذلك والغالبية تحب ان تكون امام الكاميرة لا خلفها؟ - لم أحب نفسي كممثل على الاطلاق، ذلك لم يرض طموحي، ولا تعجبني الصورة الاخراجية، فدخولي الفن هدفه المتعة الفنية، وهو ما وجدته في الاخراج وليس في التمثيل. معلمي < ماذا يمثل عبدالعزيزالمنصور وكاظم القلاف؟ - بالفعل تأثرت بهم كثيراً، وأدين لهم بالفضل، ودائما اذكرهم بالخير، ومن الخطأ نسيان من أثروا بنا من المعلمين الاسبقين، وهذه المشكلة تواجه الجيل الحالي الذين يتجاهلون معلمهم الأول، الولاء للكبار واجب هذه هي روح الاصالة التي اتمنى ان تسري في دم الاجيال الجديدة، وكم افادتني انتقادات المنصور والقلاف، وكنت أتقبلها بصدر رحب رغبة في الاستزادة من المعرفة. < وماذا عن أخطاء الراكور في مسلسل «ساهر الليل» والتي لا يقع فيها مخرج مبتدئ؟ - أشعر بالمباهاة لأن «ساهر الليل» حظي بأعلى نسب المتابعة لانه كان قضية وطن عشنا محنتة فأصبح جميع مكونات الشعب الكويتي والخليجي قلبا وجسدا واحدا، لا اخجل من الاعتراف بكل اخطاء الراكور التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولحقها النشر عبر الهواتف النقالة مثل ظهور سيارة الـ «سلفارادو» وانتشرت عبر برنامج «الانستغرام» وهي نعمة التكنولوجيا الجديدة التي ستجعلني افصح لأول مرة...انني بدءاً سعيد بدقة ملاحظات الناس، أصبح هناك وعي فني عالٍ، وهو ما سيجعلني مستقبلا أكثر حرصا على الراكور، وأحب ان يكون جمهور المشاهدين على علم بـ «كارثة» عدم وجود «فني راكور متخصص» في الكويت، واستحضاره من خارج البلاد يعني تكلفه مالية عالية جدا لانه سيكون موجودا اثناء تصوير ثلاثين حلقه في ظل ميزانية محدوده، تمنحها لنا المحطات التلفزيونية، فكيف يستطيع المخرج المساعد الانتباه لكل هذه التفاصيل الصغيرة وعليه تفريغ المشاهد، وتقسيمها واحتساب لوكيشنات التصوير، هذا عمل كبير موجود في ذاكرة الأمة فكيف أعمل في ظل تقشف و«مكاسر» المحطات الفضائية ومع هذا وضمن قدراتنا الانسانية حاولنا تقديم الحدث والشخصيات كما حصل في تاريخنا المعاصر. تكنيك < ما الذي شعرت أنه تم تجاهله من عامة الناس؟ - سؤال جيد..أشكرك عليه، وسط هذه الظروف الصعبة وضغط ايام التصوير، لم يلتفت الكثيرون الى التكنيك المستخدم كالخدع السينمائية والتفجيرات والقتل، وكان علينا ان نحسس المشاهد بأنه في عام 1990 بكل الظروف والمعطيات التي كانت آنذاك، ونحن في الكويت نفتقر للبنية التحتية سينمائياً، لا مدينة اعلامية لا منشآت تصورها على الطبيعه، وكل الأعمال الفنية التي تقدم حالياً ماهي الا اجتهاد شركات الانتاج الصغيرة من تجارب ومجهودات وأموال شخصية، وخلال العشرين عاما التي مضت أصبح هناك طفرة فنية اخراجية من خلال الصورة حيث نتذكر مثلا أعمال مثل «خالتي قماشة» التي كانت تصور داخل ستديو محدود وديكور واقعي سهل انشاؤه بتلفزيون الكويت، والناس في تلك الفترة كانت تعيش الأجواء على اساس انها تمثيليه لذا فالصورة لم تكن لها قيمتها وبعيدة عن الواقع والأقرب للمسرحية، بينما الآن تطورت الصورة التي أصبحت سينمائية، ومشاهدها أقرب للواقعية. أكثر < ما الذي كنت تتمنى تقديمه ولم تسعفك..الظروف او الميزانية لتحقيقه؟ - لو كان لدي إذن السماح بالتصوير من الجهات الحكومية التي مع الأسف لا تسمح بتنفيذ أفكارنا على الارض بواقعية، ولو توافرت الميزانية اللازمة لكنت قدمت مشاهد أكثر تأثيرا مثل المظاهرات، وأصورها في مكان الأحداث بمنطقة الرميثية، وأحتاج في هذا الى السماح لي باخلاء الشوارع لتمكيني من التصوير، وأحتاج ايضا الى المدرعات العسكرية ومجاميع الجنود بأزيائهم وأسلحتهم واكسسوارات المشهد، ولكن الامكانيات المادية ضعيفة، و«هذا اللي الله قدرنا عليه». برودكاست < لا أدري لماذ أصر على تذكيرك بالأخطاء..مرة أخرى؟ - الأخطاء أمر وارد حتى في الأعمال العالمية، ولكن التركيز على الخطأ يظلم عملا بعمق وأثر مسلسل «ساهر الليل» فعندما يكون هناك خلل في العمود الفني للأحداث وترابطها يكون الخطأ فادحا، فمساعدو المخرج يفككون العمل وهم بحاجة الى توفير كافة الامكانيات والديكور المناسب والدقة في الأزياء حاولنا خلقها في كل عمل ليصور بمهنية عاليه، وأخطاء الراكور بعضها لم يكن ضمن المسلسل انما هي لنجوم العمل داخل استراحة اللوكيشن، وليس من مشاهد العمل ووزعت عبر «الانستغرام» واعتبرت أخطاء، أعترف ان هناء خطأ في الملابس العسكرية التي عرفنا فيما بعد أنها كانت لفترة بعد تحرير البلاد، والعمل مجهد جداً...من حيث التكلفة وصناعة تحتاج دعما ماديا ضخما..ليكتمل. < عمل به ذاكرة الناس..لماذا تعتقد لم يعرض المسلسل على تلفزيون الكويت؟ - كان من باب أولى ان يعرض عليه، ولكن الوزارة خذلتنا ولم تشتره، والعمل أخذ زمنا كبيرا في التصوير، وصل الى 90 يوما متواصله ليلا ونهارا، وتكلفة تصوير اليوم الواحد كانت تصل الى حولي 1000 دينار هذا بخلاف أجور الفنانين، والمصورين الذين تعاونت معهم من خارج الكويت، هذا ما سمحت به الميزانيه والقدرات البشريه التي كانت ضمن فريق عمل «ساهر الليل» صغير < وماذا عن استعانتك بالمؤلف العليوة في كتابة النص وكان حينها في سن صغير؟ - هل هذا خطأ برأيك....ان من قام بكتابة «تايتنك» هل عاصر أحداث غرق تايتنك، ومن كتب عن «الفاروق عمر بن الخطاب» هل عاصر زمن الفاروق، هذا فن يعتمد على البحث العلمي كتأريخ، وعلى المعرفة، والدراسة والاعداد المسبق، والعليوة استعان بالمراجع، والتقى أسراً لها مواقفها في فترة الغزو، ولابد من دخول الخيال على الدراما. صعوبة < لم تتطرقوا الى أحداث فيلكا. - عليكم بسؤال المؤلف في ذلك، فالتفاصيل لدى الكاتب والعمل التلفزيوني يعتمد على النص بالدرجة الأولى، ومن الصعب القاء الضوء على كافة تفاصيل الغزو، ولكن خيال الكاتب اختصر الكثير باستثناء الشهيد الذي يعدم أمام أهله، وخضع الى رمزية الشهداء والأسرى، وأرغب بالتأكيد ان مسلسل «ساهر الليل» ليس عملا توثيقيا بحسب مسوغات الفيلم الوثائقي، انما قدمنا دراما حياة الناس في فترة الغزو الغاشم. < وصلنا...عتب من الامارات تداولته مواقع التواصل الاجتماعي لتجاهل موقف الشيخ زايد ايام الغزو في المسلسل؟ - كل شيوخ وحكام الخليج لم يقصروا مع نكبة الكويت، اذ شاركوا في حرب عاصفه الصحراء وكذلك آووا الكثير من الكويتيين في بلدانهم وعاملوهم افضل معاملة...وكل هذا واقع لكن في الدراما لا تقدم توثيقا سياسيا إنما تفاصيل إنسانية، ولم تنكر كل الأدبيات السياسية بتاريخ الكويت دور حكام الخليج الفذ اثناء الغزو الغاشم. < هل هناك جزء رابع لمسلسل ساهر الليل؟! - للأمانة لا...لأن من وجهة نظري ختم بـ «وطن النهار» هذا وبأحداث مست الكويت الحبيبة التي لامست مشاعر الشارع الكويتي وحتى الآن لايوجد فكرة جديدة او احداث جديدة تقدم. وبالنهاية أشكر جريدة «الوطن» على اهتمامها والتي منحتني فرصة الحديث عن «ساهر الليل» بكل أزماتة و..اخطائه التي لا أنكرها. المصدر"الوطن"

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.