خالد الجنفاوي: الكُفْرُ بالنعَم: شَر يُصيبُ القَوْمَ أجْمَعين

وَإذْ تَأذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (إبراهيم 7).
اعتقد ان من يتعمد التأجيج والتحريض ضد ابناء وطنه الاخرين او ضد حكومته الوطنية المسالمة ربما يأتي امر سيئ للغاية لانه يكفر بنعم الامن والامان والمعيشة الكريمة والمستقرة. فمن يتعمد بث الفرقة والتشتت والمماحكات في نسيجه الاجتماعي الوطني ولغايات شخصانية او بسبب مصالح انتخابية مؤقتة او بسبب تفضيله المصالح الخاصة على العامة, فسيقلب بيديه النعمة الى نقمة. وما سيأتي بعد الكفر بالنعمة هو العذاب الشديد في الدنيا والاخرة. فالكفر بالنعم شر يصيب القوم اجمعين, المؤججين والمحرضين وضحاياهم. والله اعلم.
على سبيل المثال, تأجيج مشاعر عامة الناس ضد بعض مواطنيهم الاخرين بسبب اختلافهم العرقي او الديني او المذهبي او الثقافي او ضد حكوماتهم الوطنية (والتي ضمنت اساسيات الحياة الكريمة والمستقرة والامنة لكل المواطنين) سيؤدي الى بث الكراهية والتناحر في المجتمع الوطني. فمن يؤجج ويحرض عمدا هو بشكل او باخر يجلب الشرور والكوارث لمجتمعه والقلاقل والفتن ما ظهر منها وما بطن. ولكن الشاكرين للنعم هم من لا يخوضون مع الخائضين, ومن يبتعدون تلقائيا عن جر بلادهم ومجتمعاتهم الى اتون الكراهية والبغض المتبادل. فالعقلاء والحكماء الحقيقيون هم من يستمرون يقارنون اوضاعهم الشخصية والمحلية مع ما يحدث في دول ومجتمعات اخرى عاثت بها الفتن والقلاقل حتى فقد اهلها نعم الامن والامان والاستقرار النفسي والاجتماعي.
بل اعتقد ان المؤجج والمحرض ضد امن بلده واستقراره الاجتماعي والسياسي والاقتصادي سيتحمل كل الذنوب المترتبة على ذلك. فالتاجيج الشخصاني والتحريض المريض ضد مواطن اخر يتحمل نفس المسؤوليات الوطنية ويتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها المحرض والمؤجج هي ذنوب خاصة وعامة. حيث يتحمل المؤجج تبعات طيشه واستهتاره بامن بلده وبامن مجتمعه وسيحمل وزر ما سياتي لاحقا اذا اشتعلت الفتن والاضطرابات والصدامات بين المواطنين, لا قدر الله. اللهم اهدنا سبيل الرشاد والصلاح, واحفظ الكويت واهلها. امين يا رب العالمين.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.