احمد الجارالله: َصهْ يا وعلان

هل كل الذين خرجوا من الكويت أثناء الغزو هربوا وتركوها الى مصيرها? وهل كان على القيادة السياسية ان تبقى فيها وتسلم نفسها للمحتل حتى يعتبرها حضرة جناب مبارك الوعلان صمدت في وجه الغزاة? من حرك المقاومة في الداخل والعالم في الخارج يا وعلان, هل هو موقف الاخوان المسلمين ¯ جماعتك ¯ الذين باركوا الغزو العراقي ورفضوا تحرير الكويت, أم الجهد الجبار والدم الذي بذله أبناء الكويت, وفي مقدمهم آل الصباح كما تكاتفت عليه كل مكونات المجتمع, بتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بالشيخ جابر الاحمد والشيخ سعد العبدالله ومن معهما من أبناء هذا البلد?
ما تفتقت عنه قريحة مبارك الزعلان من تحرير الكويت في تصريحه الاخير يثير الرعب مما يريد البعض دفع البلاد اليه, ويبعث في النفس الأسى مما وصل اليه خطاب بعض النواب الذين دفعوا أنفسهم طواعية في طريق مسدود حتى راحوا يضربون رؤوسهم بالجدار علهم ينفذون منه الى مستحيلهم متوهمين قدرتهم على تحقيقه عبر التلفيق والتدليس, فهل هذه هي المعارضة الطامحة الى بناء دولة حديثة قوية نقية من الفساد والمفسدين والفاسدين, كما يتشدق هؤلاء? اذا كانت رؤيتهم على هذا النحو, فبئس الدولة تلك التي لا يعرف بعض نوابها أبسط أدبيات حماية الوطن ومقاومة المحتل, وماذا يعني ان لا تسقط القيادة السياسية في يد المحتل?
ما لا يعرفه او ربما يتجاهله مبارك الوعلان هو أنه بخروج جابر الاحمد وسعد العبدالله(طيب الله ثراهما) رسمت طريق العودة الى الكويت المحررة, فهل كان يأمل الوعلان ان يقعا في الاسر ويرغما على التنازل عن شرعية الحكم, ومن ثم يُقتلا ليعترف حضرة النائب بصمودهما?
هنا نذكر, علّ التذكير ينفع بعض أصحاب الذاكرة القاصرة عن الحفظ, بأن الملك فهد بن عبدالعزيز, رحمه الله, فور علمه باجتياح الجيش العراقي للكويت طلب من الشيخ سعد العبدالله الخروج منها برفقة سمو الامير- آنذاك- الشيخ جابر الاحمد الذي رفض ذلك وقال:” لا أريد الخروج حتى لا يقال أنني هربت”, الا ان الاصرار على حماية شرعية الدولة فرض نفسه في تلك اللحظة المصيرية.
ربما تكون الحماسة في استجداء المؤيدين جعلت الوعلان يرى نفسه على غير حقيقة حجمها, فكبّر حجره كثيرا الى حد العجز عن حمله الى ان سقط عليه في ما قاله من كلام حاول عبره التدليس على التاريخ واتهام القيادة السياسية أثناء المحنة بالهرب من المواجهة, وهو في ذلك لا يعبر عن رأي مكفولة حريته دستوريا, ولا عن حرية هي بالمناسبة من فضائل الالتفاف الوطني والشعبي حول الشرعية الكويتية أثناء المحنة, التي أنتجت مؤتمر جدة الشعبي, وقتذاك وحضره لفيف من أخيار الكويت ورجالاتها, وكان بينهم أحمد السعدون عراب المعارضة الحالية التي ينضوي تحت رايتها مبارك الوعلان. فهل كل الذين حضروا هذا المؤتمر كانوا هاربين يا وعلان?!
ليس مستغربا ان لا يرى الزعلان الحقيقة, فهو حين ألقت سلطات دولة الامارات القبض على خلية ارهابية اخوانية لم يتورع عن مهاجمتها ناسيا أنها وشقيقاتها الخليجيات وفرت كل ما يحتاجه الكويتيون الذين نزحوا اليها, بل حتى المصاريف الكمالية تولى قادة تلك الدول دفعها, فالكويتيون لم يسكنوا خيما او مدارس ولم يتركوا في العراء, بل ان البيوت التي فتحت لهم كانت مفروشة بالكامل, وعاشوا بين إخوانهم في تلك الدول كأنهم في بلادهم… كل هذا رماه الوعلان جانبا في دفاعه عن حفنة من “الاخوان” الارهابيين الذين أرادوا الشر للامارات.
نحن لا ندافع عن شيوخ او حكام في ما نقول, بل نعرض الحقيقة أمام من يجب ان لا تغيب عن باله يوما حتى لا تأخذه العزة بالاثم مرة أخرى ويتوهم ان كل ما يتفوه به هو الوطنية الخالصة. فعلا لا حياء لمن تنادي!
صه يا وعلان نقولها اثنتين وثلاثا… لان رائحة كريهة تنبعث من كلام صيغ في ليل الجواخير حيث ترسم معارضة الإفك خططها الخبيثة للكويت.
أحمد الجارالله

المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.