متحف بيت العثمان جولة في تاريخ الكويت

على الرغم من صعوبة الحياة وقسوتها في الكويت قبل النصف الثاني من القرن العشرين، والمعاناة التي كان يواجهها أبناء الكويت فإنها خلفت لنا تراثا شعبيا جميلا، مازالت بصمته واضحة حتى هذا اليوم.
وحفاظا على هذا التراث الجميل من الاندثار بموروثاته المادية والمعنوية التي كانت تعكس نمط حياة أهل الكويت قديما، وإحياء له قام فريق الموروث الكويتي التابع لمركز العمل التطوعي، الذي تشرف عليه الشيخة أمثال الأحمد الصباح بتأسيس مشروع بيت العثمان.
وقال رئيس الفريق أنور الرفاعي في لقاء ل‍‍ـ«كونا» إن فكرة المشروع جاءت بعد أن وجدنا إهمالا جسيما في الاهتمام بالموروث الكويتي وافتقار الدولة للمتاحف بكل أشكالها. مضيفا أنه تم تشكيل فريق من محبي التراث الكويتي، وممن لهم باع طويل وخبرة في الموروث الثقافي والإنساني والحضاري للكويت.
وذكر أن أهداف الفريق تتمحور في المحافظة على المهن والحرف اليدوية وتوثيق اللهجة الكويتية الأصيلة والعادات والتقاليد الكويتية، مبينا أنه لترجمة هذه الأهداف فإن الفريق يحرص على إقامة وتنظيم المعارض التراثية، ويسعى للمشاركة في الفعاليات التراثية على الصعيدين المحلي أو الدولي.
وأفاد الرفاعي بأن فريق الموروث الكويتي يحرص على تقديم المحاضرات والندوات والدورات الخاصة بالتراث الكويتي، ويشجع على المحافظة على المتاحف الخاصة الكويتية، ويدعو المهتمين بهذا المجال إلى الانضمام للعمل التطوعي للحفاظ على الموروث الكويتي.
يُذكر أن المشروع لا يسلط الضوء على الماضي القديم فحسب، بل أيضا على فترة الكويت ما بعد الاستقلال وصولا إلى السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، التي تعتبر ماضيا بالنسبة للأجيال الحديثة.
وقال إن بيت العثمان يعد من أهم مظاهر العمارة الكويتية كونه خارج مدينة الكويت، مضيفا أن المبنى بشكله التراثي الحالي أعيد ترميمه بوسائل حديثة لم تطغ على طابعه القديم، وتم تطعيمه بمكونات البناء القديمة. وذكر أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تبنى المحافظة على هذا البيت ليكون مزارا للأجيال الجديدة، وليتم التعرف على طبيعة اهل الكويت وحياتهم السابقة مضيفا ان الحوش القديم والدواوين بطبيعتها التقليدية والغرف غير المألوفة حاليا تعد جزءا من تراث البيت الكويتي القديم.
وأوضح الرفاعي أن هذا المشروع عبارة عن عمل تطوعي لا يتلقى دعما من أي جهة رسمية «وقد تعمّدنا ذلك لتشجيع العمل في مجال المحافظة على الموروث الثقافي والحضاري لدولتنا الحبيبة عرفانا وإيمانا بما خلفته الأجيال السابقة من موروث عريق يستحق أن تتعاون مؤسسات الدولة جميعها للمحافظة عليه وإحيائه». وأضاف أن الفريق بدأ نشاطه الفعلي في نهاية 2010 عقب إشهاره ضمن الفرق التطوعية التابعة لمركز العمل التطوعي، مضيفا أن البدء بتأسيس متحف بيت العثمان انطلق عقب صدور قرار وزاري عام 2011 بهذا الشأن.
وأعرب عن تطلعه إلى مكرمة أميرية لافتتاح هذا المشروع، متوقعا افتتاحه رسميا نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل.
يُذكر أن بيت العثمان الذي يقع في منطقة حولي تم بناؤه في أواخر الأربعينات من القرن الماضي، وحفاظا على تاريخ هذا البيت تم تحويله إلى متحف يشرح طبيعة البيت الكويتي القديم بما يحتويه من مواد أساسية تحاكي طبيعة تلك الفترة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.