رغم تراجع الكويت في الترتيب العالمي في سلم الحريات ولكنها لاتزال في مركز متقدم من الناحية النسبية عربيا حيث تمسكت بعض الدول العربية بذيل الترتيب العالمي لحرية الصحافة وهذا أمر بات نمطا عربيا اعتادت عليه كثير من الأنظمة العربية وتعايشت معه شعوبها باستسلام، ولكن ما يجري في الكويت تناقض كبير ومفارقة واضحة حيث لاتكاد تميز بن الفوضى والحرية، والعبث والرأي.
فالكويت تعرف هامشاً يلامس حد الانفلات، وهو ما يسمح بحالات تدخل ادارية وسياسية، هذا هو التشخيص الواقعي الموضوعي لحرية الصحافة في الكويت.. صحافتنا وفضائياتنا ما هو مرئي وماهو مسموع ومقروء أغلبها تعاني من انفلات في ظل غياب هيبة القانون مع وجود قوى مهيمنة لها مصالح وطموحات كل ذلك أدى الى تعفن الحالة السياسية في البلاد بشكل غير مسبوق.
وبدا واضحا ان الحرية الاعلامية في الكويت اليوم عرجاء عوراء لأنها تسير متخبطة وعلى غير هدى وبلا مسؤولية، فالمسؤولية الغائبة أو المغيبة هي أصل الداء وما يعانيه المجتمع من أمراض وتشظٍ في مفاصله وأوصاله بسبب غياب المسؤولية هذه المسؤولية التي يجب ان تكون قرين الحرية.
يجب ان نعترف ان الحرية المنفلتة في وسائلنا الاعلامية هي في غالبها حرية موجهة.. صحف وفضائيات لها مرجعياتها من بعض ذوي النفوذ السياسي والاقتصادي فأصبحت لعبة الصراعات الشخصانية منعكسة بجلاء على اعلامنا تستخدم أسلحة الطائفية والفئوية وبذاءة القول والانحدار في النقد وبث الفتن.
نحتاج انتفاضة اعلامية بيد القانون وروح المسؤولية تعيد لحرياتنا الصحافية عافيتها وتحررها من يد أهل الردح والقدح ممن تسيدوا المشهد الاعلامي اليوم وصفق لهم الغوغاء فسقط المجتمع في وحل الفتن ومستنقع العفن السياسي.
ناصر المطيري
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق