مبارك الهاجري: سفهاء طهران

تهديدات السفهاء أو المخابيل، إن صح التعبير، في العاصمة الإيرانية، باجتياح الكويت، ليست بالجديدة ولن تكون الأخيرة، ولا ملامة عليهم إذا ما رفعوا من وتيرة التهديدات والثرثرة المجانية، فنظام الملالي يمر بظروف صعبة جدا، وهو يرى حليفه قاتل الأطفال، والنساء والعجزة في الشام قد أوشك على النهاية، ولم يتبق للملالي سوى التنفيس وتصدير مشاكلهم وأزماتهم إلى الخليج، يئسوا من قبل، من تصدير الفتنة المذهبية إلى مملكة البحرين، حولوا أنظارهم هذه المرة إلى الكويت، لعلهم يجدون مخرجا من ورطتهم، في محاولة فاشلة لإنقاذ نظامهم من المقصلة الدولية التي تنتظره، نتيجة كذبه المستمر ومراوغته، وفقدانه المصداقية في قضية المفاعلات النووية!
منذ بدأت الثورة الخمينية، والملالي ينسجون مؤامراتهم بالليل والنهار، وكيفية إثارة الفتنة في هذا البلد أو ذاك في مساع مستميتة من النظام لفرض أجندته السياسية والتحكم في مصير المنطقة بأسرها كما كانت أيام حكم الشاه، شرطي الخليج، كما يسمى-آنذاك- حيث كانت المنطقة تحت سيطرته المطلقة، وتحكمه بمضيق هرمز، وتودد معظم بلدان العالم إليه،على حساب مصالح دول الخليج العربية التي لم تجد بدا من اللجوء إلى الصمت حيال جار كان أقوى منهم بكثير، رغم أن ضفتي الخليج كانتا تتبعان الهوى الأميركي!
الوضع الآن اختلف، ولم يعد لطهران تلك القوة التي كان يتمتع بها نظام الشاه، فلديها من المشاكل الداخلية ما يجعل المرء يشيب شعر رأسه لاستهتار نظام الملالي، وتلاعبهم بمصائر الشعوب الفارسية، والعربية والأذرية والبلوشية والكردية وجميعها تقع تحت سلطتهم المركزية سلطة استعمارية، ما كان لها أن تسيطر على هذه الشعوب، لولا القبضة الدموية التي مارست القمع والتنكيل والترهيب، هذا عدا ما ستواجهه هذه الشعوب المغلوبة على أمرها، من عقوبات دولية مفروضة على نظام الملالي، أثرها سيكون بالغ الخطورة على حياتها ومعيشتها، دون ذنب أو جريرة، سوى أنها كانت ضحية مغامرات الملالي، وطيشهم، وتحديهم السافر لقرارات مجلس الأمن الدولي، أبعد كل هذا تستغربون تصريحات مخابيلهم؟!

twitter:@alhajri700

المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.