زار حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ظهر أمس الأربعاء الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في مكتبه بالبيت الأبيض بالعاصمة واشنطن برفقة نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والوفد الرسمي.
وجرى اللقاء بالمكتب البيضاوي حيث عقدت المباحثات الرسمية ثم تلاها بعد ذلك مباحثات موسعة ضمت الوفد الرسمي وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
وتناولت المباحثات استعراض العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع دولة الكويت والولايات المتحدة الأمريكية وسبل تطويرها وتنمية أطر التعاون الثنائي العسكري والتعاون الأمني وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري تعزيزا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين على كافة الأصعدة والمجالات، كما تطرقت المباحثات إلى أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وخاصة فيما يتعلق بمنطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط وتبادل وجهات النظر بشأنها والتأكيد على ضرورة إرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار الدولي ودعم الجهود الدولية الساعية لمواجهة كافة أشكال التطرف والارهاب وردع تمويله وتجفيف منابعه.
وشكر حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته خلال اللقاء الرئيس ترامب على حفاوة الاستقبال حيث تأتي هذه الزيارة استمرارا للعلاقات العميقة والاستراتيجية بين البلدين وما تشهدها من تطور كبير وفي ظل حرصنا المشترك على توطيدها وتعزيزها وأشيد بهذا الصدد بالتزام الولايات المتحدة الأمريكية بأمن واستقرار المنطقة والذي تجسد بقيادتها لتحالف دولي حرر بلادي.
وأضاف سمو الأمير أنه “في سياق حرصنا وسعينا لتوطيد علاقاتنا الثنائية سنركز على تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار المتزايد فضلا عن التعاون في المجال العسكري والطاقة والتعليم ويسرني أن أدعو الشركات الأمريكية للمشاركة في مشاريع التنمية والبنية التحتية في دولة الكويت وإلى الاستثمار فيها وفق القوانين والتسهيلات الجاذبة للاستثمار”.
وأشار سمو الأمير إلى أن اللقاء سيبحث سبل التعاون لحل الأزمة الخليجية متطلعا بأن يتم التوصل إلى نهاية لهذه الأزمة، كما يتصادف الاجتماع مع الرئيس الأمريكي مع استئناف المباحثات في جنيف بين طرفي النزاع في اليمن والتي يقودها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن والتي دعونا لها واحتضنتها الكويت مستهدفين وضع حد لهذا القتال المدمر وآثاره المزعزعة لأمننا واستقرارنا في المنطقة إننا نتطلع والعالم بأسره أن تحقق مباحثات السلام هذه نتائجها المرجوة.
وبين سمو الأمير أن الققاء سيستعرض ما حققناه من إنجازات في ظل شراكتنا الصلبة ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والقضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطوراتها وآخر المستجدات السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية ولا بد لي أن أشيد بالدور الإيجابي والجهود الكبيرة والمقدرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ومن جانبه أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمته بالعلاقات الثنائية مع الكويت واصفا حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بأنه “صديق خاص ولدي علاقة شخصية رائعة مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد وعلاقاتنا متميزة وقوية جدا مع الكويت”.
وأوضح الرئيس ترامب أن “الكويت مكان عرفته منذ فترة طويلة ولدي العديد من الأصدقاء الذين يعيشون في الكويت وواشنطن ونيويورك، إنهم شعب جيد للغاية، وعلاقتنا الثنائية قوية للغاية، ونشدد على أهمية العلاقات مع الكويت حيث يتعاون البلدان على نطاق واسع في مجال التجارة بالإضافة إلى الاستثمار، إلى جانب التعاون المهم أيضا في مجال الإرهاب ومكافحته، والكويت شريك عظيم وقامت باستثمارات ضخمة في الولايات المتحدة وتشتري الكثير من المعدات والعتاد العسكري، ونحن نقدر المشتريات الكبيرة التي تقوم بها ونحن صراحة نعمل بجد على تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط”.
بدوره، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى واشنطن في غاية الأهمية وتأتي في ظروف في المنطقة والعالم تقتضي التشاور مع أصدقائنا وحلفائنا.
ووصف الشيخ صباح الخالد مباحثات سمو الأمير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها كانت بناءة ومثمرة وتعكس عمق العلاقات الثنائية التي تمتد الى أكثر من 104 أعوام.
وأوضح “ان المباحثات شملت العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الامريكية والتي تمشي بالاتجاه المرسوم والمخطط لها وحسب البرنامج الزمني الموضوع لها، وهناك عددا من البرامج التي صاحبت زيارة سمو الأمير الى واشنطن ومنها التوقيع على مذكرات تفاهم بين الكويت والولايات المتحدة في مجالات حيوية ومهمة وذلك من قبل الإدارة العامة للجمارك الكويتية وهيئة الاتصالات ووزارة الداخلية لافتا الى انها ستعزز بدورها من التعاون بين البلدين.
وبالنسبة للقاء سمو الأمير مع رؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات الامريكية قال الشيخ صباح الخالد “ان اللقاء يعكس تطلع هذه الشركات الى التعرف على البيئة التشريعية بالكويت وزيادة تواجدها في البلاد وهذا ما أكده صاحب السمو في كلمته خلال اللقاء على توفر هذه البيئة التشريعية الملائمة وتطلعنا لتواجد أكبر للشركات الامريكية العاملة بالكويت”.
وحول المباحثات الثنائية الكويتية الامريكية أوضح انها تطرقت إلى أبرز القضايا الاقليمية ومنها موضوع الخلاف الخليجي والعلاقة مع ايران والوضع في اليمن وسوريا وقضية السلام بالشرق الأوسط والوضع في ليبيا وهي قضايا محل اهتمام من قبل الجانبين اضافة الى موضوع التعاون في مواصلة الجهد الثنائي المشترك والدولي فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وأضاف “كل هذه الأمور كانت فيها وجهات النظر تصب في معرفة أوضاع القضايا الاقليمية والدولية وكيفية التنسيق والتعاون بين الجانبين خلال المرحلة القادمة وخاصة مع تواجد الكويت بمجلس الامن الدولي مما اضفى عليها مسؤوليات لمتابعة هذه الأمور في مجلس الامن”.
واكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ان “جميع الأمور سارت في مساراتها الصحيحة ونتطلع للقاء قادم لحوار استراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة بدولة الكويت قبل نهاية هذا العام حتى نستكمل فيه كل ما تم بحثه في هذه القمة الكويتية الامريكية”.
قم بكتابة اول تعليق