أسهمت موجة الغبار والرياح الشديدة التي مرت على البلاد خلال اليومين الفائتين في وصول أعداد كبيرة من العقبان المهاجرة التي بلغت 4 آلاف عقاب حسب رصد فريق الطيور التابع لجمعية حماية البيئة.
«العقبان الحوامة» بدأت هجرتها في بداية سبتمبر قطعت ما يقارب حوالي أربعة آلاف كيلو متر حطت في الكويت باعداد كبيرة للراحة تمهيدا لإكمال هجرتها.
وأشارت البيانات الأولية التي تم جمعها من قبل فريق الرصد الى ان «العقبان شوهدت بأعداد غير مسبوقة على مدى يومين وتم التعرف على أنماط هجرتها وبيئاتها والتعرف على وضعها الراهن بهدف المحافظة على الطبيعة والانواع الفطرية وأسهمت هذه البيانات في توفير معلومات مهمة، وتكاثر هذه العقبان التي تعتبر من الطيور المهاجرة عبر سماء الكويت والتي مكثت في مناطق الخويسات ومحمية الجهراء للطيور ومحمية صباح الأحمد».
وقال عضو فريق رصد الطيور عودة عابر البذالي: «ان العقبان بدأت هجرتها بداية سبتمبر الجاري وعثرنا على أعداد كبيرة بلغت 4 آلاف عقاب مثل صقر العسل الحوام، والحدياء، والبيدق (الشكره) عقيب السهول، وعقاب العسل، وعقاب الحيات، وعقاب البادية، والنسر المصري (الرخمة)، وعقبان بو نلي، ومساح الريضان، والعوسج (حميمج) وعقاب طويل الساق، عقاب السبر، وعقاب الاسماك (النسارية)».
وذكر البذالي، ان «هجرة الطيور من الشمال للجنوب تعتمد على الرياح الشمالية الغربية وكانت في الأيام الفائتة الرياح شرقية خفيفة وهذا الأمر لم يساعدها على الهجرة وخلال اليومين الفائتين دخلت البلاد موجة رياح شمالية غربية وصلت في بعض الأحيان سرعتها 60 كيلو مترا في الساعة ما ساعد الطيور الحوامة لإكمال هجرتها واستغلت سرعة الرياح للهجرة مرورا بالكويت».
وزاد ان «في فترة المغرب تخف الرياح ما يسهم في هبوط العقبان للراحة تمهيدا لإكمال رحلتها للجنوب»، لافتا الى ان «بعض العقبان تنتظر أحد الطيور للتحليق وقياس التيار الهوائي لمساعدتها في الهجرة وهنا تنتظر النتيجة من العقاب الكشاف لتنطلق في مجاميع كبيرة بعد ان أخذت الإذن من العقاب الكشاف كون التيار الهوائي مناسبا وقويا للتحليق».
وأكد البذالي ان «بعض العقبان أصيبت بالرمد وأثّر الغبار على عيونها بعد ان امتلأت بالأتربة وأصيب بعضها برضوض بسبب اصطدامها بالأسلاك الكهربائية لضعف الرؤية وهبوطها مرهقة وتم رصد أحد العقبان الذي هبط بقوة بسبب التعب ما تسبب في ارتطامه بالاسلاك الكهربائية من قبل الراصد راشد الحجي».
وزاد «كان تركيز فريق الطيور على العقبان الذهبي والصقر الحر والشيهانة وللأسف لم نجدها مع هجرة الحوم».
وأشار البذالي الى ان «الرصد يساهم بشكل كبير في توفير البيانات العلمية عن الطيور، حيث تستمر المتابعة والدراسة من خلال تحليل البيانات للتعرف على تحركات هذه الطيور ورسم خريطة تحدد مسارات هجرتها ومناطق تكاثرها، الأمر الذي يسهم في وضع سياسات للمحافظة على الطيور».
وحول طائر العقاب، قال البذالي: ان «طائر العقاب مهاجر عابر قد يقضي القليل من فصل الشتاء في الكويت الا انه غير شائع، ويرتاد المناطق المكشوفة، اضافة الى المناطق شبه الصحراوية والسهول».
وأكد البذالي ان «فريق رصد الطيور توجه لمكان تواجد العقبان تاركين أعمالهم واشغالهم الخاصة لدرجة ان بعضهم لم يقم بارسال أطفاله لرياض الأطفال في سبيل رصد الحدث غير المسبوق علما ان الفريق يعمل تطوعيا وهناك دول خليجية تجلب باحثين أجانب لتولي عملية الرصد نظير أموال طائلة».
من جانبه، قال عضو فريق رصد الطيور محمد خورشيد، «تعتبر هذه الايام من الايام المهمة لمراقبي الطيور خصوصا محبي الجوارح، حيث تمر اعداد كبيرة جدا من الجوارح على دولة الكويت لكونها نقطة عبور مهمة لأنواع كثيرة من الجوارح التي تمضي في طريق هجرتها الخريفية الى افريقيا حيث تقضي فصل الشتاء وغالبا ما تبدأ هذه الطيور بالظهور في السماء في فترة الصباح عندما تبدأ حرارة الشمس بالارتفاع من الساعة الـ 8:30 حيث تبدأ تيارات الهواء الساخن بالارتفاع وتبدأ هذه الطيور رحلتها بفرد الجناحين وامتطاء هذه التيارات التي تسهل طيرانها على شكل دائري وترتفع الى مسافات شاهقه قاطعة رحلتها الى الملاذ الشتوي في افريقيا وتبدأ بالهبوط قبل الغروب».
وأضاف «من اهم هذه الانواع حوام السهول steppe buzzard فهو الاكثر شيوعا من بين الجوارح المهاجرة والاكثر عددا في هذه الايام وقد رصد مراقبو فريق الطيور في تاريخ 16 من الشهر الجاري عدداً كبيراً من هذا النوع ما يفوق الـ 1000 طائر في منطقه الخويسات وتم رصد بعض الانواع الاخرى من بينها حوام العسل الاوروبي باعداد قليلة تصل الى 7 وايضا عقاب الحيات باعداد لا تتعدى الـ 10 والعقبان المسيرة ايضا بأعداد قليلة وايضا الحدآت والمرزات باكثر من نوع ومن بين هذه الطيور نوع يعتبر نادراً وهو حوام العسل المقنزع وقد تم رصده من قبل اعضاء الفريق».
المصدر”الراي”
قم بكتابة اول تعليق