عُقِدت ندوة في ديوان سعد الهاجري بمنطقة هدية أمس تحت عنوان “لماذا تمت محاربة مجلس 2012؟”، بمشاركة كل من فلاح الصواغ وبدر الداهوم ونايف المرداس وعبدالله الطريجي،وأكد المشاركون أن خصم السلطة هو الشعب لا “الأغلبية”.
من جهته، قال النائب في المجلس المبطل بدر الداهوم إن سبب محاربة مجلس 2012 يعود الى قضية مسارها طويل، تتمثل في الحرب بين الإصلاح والفساد، ومحاولات التغطية على التجاوزات في الإيداعات والتحويلات والديزل وغيرها من الملفات، التي تسببت في الخروج الكبير الى الشارع لإسقاط الحكومة والمجلس السابقين، مبينا ان السلطة لم تلتفت إلى كل الملاحظات التي أثارها النواب عن التجاوزات السابقة.
وبين الداهوم أن المحاربة ليست للنواب بل كانت موجهة للشعب الكويتي، ففي انتخابات 2 فبراير 2011 كانت كل الظروف مهيئة بشكل مقصود، ولكن الشعب جاء بأغلبية إصلاحية تريد ان تنهض بالبلد وتخرجه من الوحل، وكانت هذه الاغلبية مكونة من توجهات مختلفة، اسلاميين وغيرهم، اجتمعوا على هدف واحد وهو الإصلاح.وبدوره، قال عضو المجلس المبطل نايف المرداس إن الحرب على مجلس 2012 اتضحت من أول جلسة لهذا المجلس بعدم حيادية الحكومة في انتخاب الرئاسة، متسائلا “الى أين يسير البلد؟ وهذا الشعب الذي وقف مع الحكومة في 1990 هل يستحق هذا الجفاء؟!”.
وأكد المرداس أن الحكومة لو كانت تحترم الشعب لما حلت المجلس بسبب خطأ إجرائي “متعمد” والدليل هو “أننا لم نر أي محاسبة لمن تسبب في هذا الخطأ، وإذا كانت الحكومة ستقفز على الدستور فالربيع العربي ليس بعيدا عنها ولتتحمل ما يحدث”.
من ناحيته، اعتبر عضو مجلس 2012 المبطل عبدالله الطريجي أن هذا المجلس حورب لأنه لأول مرة يصل هذا العدد من النواب الذين جمعتهم مصلحة الكويت والشعب الكويتي، ولم يكن لهم اي أهداف اخرى، مضيفا أن “وعندما لم تتمكن الحكومة من السيطرة على المجلس سألني أحد أقطاب السلطة إلى أين أنتم ذاهبون؟ فأجبته بأننا ذاهبون الى أبعد مدى لما فيه مصلحة الكويت”.
وأوضح “أننا نمر بمرحلة حرجة، والبلد مخترق، ومن يطلع على حكم الشبكة التجسسية فسيعرف أننا امام غزو اخطر من الغزو العراقي”، مخاطبا سمو الأمير قائلا “ثق تماما يا صاحب السمو بأن الشعب كله ولاؤه لك، وأتمنى ان تمنح مستشاريك اجازة مؤقتة، وتأتي بمستشارين أخيار حتى تعرف ما الذي يحصل حقيقة في الكويت”.
وبدوره، قال النائب فلاح الصواغ إن كتلة الاغلبية تجاوزت كل الاختلافات بين التيارات السياسية واتفقت على مصلحة الكويت، وكشفت الفساد وفضحته، وهذا ما آلم السلطة ومن يتكسبون.
وأكد الصواغ أن “وراء حل مجلس 2012 ثلاثة اطراف هي الحكومة الخفية، وبعض التجار الفاسدين الذين أعماهم الجشع، وأقلية مجلس 2012″، مضيفا “وأعتقد ان صراع الاسرة لا يخفى على أحد، فبالمال انقلب السحر على الساحر، وانقلب النواب القبيضة على احمد الفهد، ونحن لا نثني على أحد، ونقول كلهم سواء في الخطيئة، وكلهم دمروا الكويت”، مضيفا “أنا عاتب على شيوخ وعلماء الدين لصمتهم، وعلى تجار ووجهاء البلد لعدم نطقهم بالحق، بينما الكويت متجهة الى سيطرة رموز الفساد عليها، وضرب الوحدة الوطنية”.
وقال مضيف الندوة الكاتب الصحافي سعد الهاجري إن “الحرب على مجلس 2012 كان منذ بداية سقوط مجلس 2009 بيد الشعب، والحرب بدأت مع الشعب، وأحد اعضاء كتلة العمل الوطني تنبأ في أول يوم بقرب حل المجلس، ولا ندري بماذا نفسر هذا الامر؟ مبينا “كان الناس في السابق يقولون، الشيوخ ابخص والمعازيب فيهم خير، ولكن الآن تغير الخطاب، وهم يتضايقون عندما نقول نحن شركاء في الحكم والمال العام”.
وقال النائب مبارك الوعلان مبررا محاربة الكثير من الفاسدين لمجلس الأمة 2012 بأنه تضمن أغلبية إصلاحية لأول مرة في تاريخ الكويت السياسي، كما أن السلطة واذنابها وكل من يركض في تيار الفساد لم يعجبهم هذا الأمر، مشددا على أنهم ضاقوا بهذه المجموعة لما انقلبت المعادلة، وكلكم تعرفون من اي فئة هم الذين عارضوها وبدأوا بضرب كرامات الناس وإثارة الفئوية، مؤكدا “نحن لم نفضل مصالحنا على مصلحة البلد، ولم نبع أنفسنا كما فعل آخرون”.
المصدر”الجريدة”
قم بكتابة اول تعليق