أكثر من 50 عملاً فنياً انتقل من المملكة المتحدة إلى الكويت في جولة خليجية إلى جانب بعض الدول العربية بهدف خلق حراك وتبادل ثقافي، وما يميّز معرض Out of Britain هو الورشة الفنية التي ترافقة وتمتد لشهر وسيكون نتاجها مجموعة من الأعمال الفنية بأنامل كويتية تعرض في ختام الورشة وقد تعرض في المملكة المتحدة.
افتتح المعرض بالتعاون بين المجلس الثقافي البريطاني وCAP في الكويت، واتخذ من مقر الأخيرة موقعاً له، وحضر الافتتاح السفير البريطاني في الكويت فرانك بيكر وعدد من الفنانين البريطانيين والقائمين على المعرض.
Out Of Britain الذي سيستمر حتى 25 من أكتوبر المقبل، سيقدم على مدار شهر محاضرات متاحة للعامة وورش عمل بقيادة متخصصين في الفنون من المملكة المتحدة موجّهة إلى الفنانين والمعلمين بالإضافة إلى فترة إقامة تدريبية فنية للفنانين في الكويت وبرنامج تعليمي للمدارس وكذلك مسابقة فنية على الإنترنت.
ويضمّ المعرض باقة مختارة من أهم الأعمال الفنية التي تعود إلى كبار الفنانين البريطانيين من القرن العشرين ويقدّم أكثر من 50 عملاً فنياً ينظر في الطرق التي تناول الفنانون من خلالها موضوع المشاهد الطبيعية وطرحوا أسئلة أزلية وأساسية حول مكان الإنسان في هذا العالم. كما يبحث Out of Britain في موضوع المشاهد الطبيعية البريطانية، بدءاً من المدينة، مروراً بالأرياف، وصولاً إلى الخط الساحلي المحيط بالمملكة المتحدة من كل جانب.
وتجسّد الأعمال المعروضة محاولات الفنانين الفردية لإيجاد مكانهم في بيئة لا تنفك تتغير، إذ غالباً ما يضطرون إلى تحدّي الطرق التقليدية في تفسير المشهد الطبيعي. كما يهدف معرض «Out of Britain» والأنشطة المرافقة إلى ضمان إطار سعي «المجلس الثقافي البريطاني» لدعم الفنون البريطانية المعاصرة وتطويرها، ما يسمح للجمهور الكويتي باختبار قدرة الفن على تعزيز التفاهم الثقافي والتواصل الحضاري والثقة والحوار بين الشعوب.
«الراي» التقت مدير المجلس الثقافي البريطاني اندرو جلاس الذي قال: «خلال معرضنا أحضرنا 52 قطعة مختارة من الألف قطعة التي يمتلكها BRITISH COUNCIL ونشارك بها عادة في المعارض الفنية التي نقوم بها خارج المملكة، وهذا هو المعرض الأول لنا في الكويت وهو جزء من برنامجنا كـ BRITISH COUNCIL أن ننشط عملية التبادل الثقافي أكثر. فكما هو معروف عنا أننا نشارك في الفعاليات والأنشطة ذات الطابع التعليمي وهذه الخطوات التي نقوم بها حالياً نهدف من خلالها إلى توسيع دائرتنا أكثر وأنشطتنا».
وتابع جلاس: «لفتتنا الفنون التي نراها عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقا وغالباً لا تأخذ الانتشار المطلوب، ومن خلال هذا المعرض وورشة العمل والأنشطة المرافقة له سنعمل على الإظهار والتطوير من هذا الحراك الفني الحادث بصورة أكبر».
وأضاف: «استعنا بمجموعة من الفنانين البريطانيين، سيعملون مع الفنانيين الكويتيين والمقيمين من أجيال مختلفة بهدف تكوين ورشة عمل ستستمر لمدة شهر تقريباً وسيشارك فيها اثنا عشر فناناً، وفي نهاية هذه الورشة سنقدم أعمالاً جديدة لهؤلاء الفنانين وسنقدمها في معرض خاص وقد نرتب لإقامة معرض لها في بريطانيا مثلاً، ولكننا لم نقرر بعد إذا كنا سنقيم هذا المعرض بصورة سنوية أو لا حتى الآن، ويأتي معرضنا في الكويت اليوم بعدما أقمنا واحداً في المملكة العربية السعودية ونفكر بإقامته في عدد من الدول العربية والخليجية».
وعبرّ جلاس عن إعجابه بالفنانيين الكويتيين والأعمال التي يقدمونها نظراً لتنوّعها، فهناك منها ما يحمل التقليدية وأخرى معاصرة ولكنها بمجملها فريدة إلى حد كبير».
ومن جانبه قال مدير قسم الفنون والتصميم شون وليامز: «فكرنا طويلاً بالفكرة التي سنقدم من خلالها المعرض وأردنا أن تضم ثيمة المناظر الطبيعية عموماً مروراً بالمدينة وبالأرياف، وصولاً إلى الخط الساحلي المحيط بالمملكة المتحدة، وهذه القطع تنوّعت بين اللوحات، الصور الفوتوغرافية والمنحوتات».
وأكمل وليامز: «هذه الأنشطة تدعم حالة من الحراك الثقافي والتبادل بين مختلف الحضارات، وهذا في النهاية يهدف عموماً إلى نشر المعرفة».
ومن ناحيتها قالت عليا فريد عبدال، المسؤولة عن الورشة التدريبية: «لدينا مجموعة من الفنانين المشاركين من خلفيات مختلفة ومنهم متخرجون حديثاً، مصمّمون، مهندسون معماريون، كتّاب ورسامون… وكان يفترض أن نختار عشرة فنانين، لكن الأمر انتهى باختيارنا لاثني عشر، فالمتقدمون لديهم سيرة ذاتية مهمة وغنية، وبعضهم أعرفهم شخصياً من خلال تدريسي لهم في جامعة الكويت».
وكشفت عليا عن السبب لإقامتهم المعرض، وهو أن الناس ينسون عادة المعرض بعد افتتاحه ولا تكون لديهم الفعالية المطلوبة ويتحول إلى مجرد مشاهدة، معتبرة أن وجود ورشة عمل ستولّد حراكاً وفعالية، «وفي ختام هذه الورشة سنقدم معرضاً يتضمن نتاجاً فنياً لهؤلاء المشاركين في الورشة فيخرجون بمفهوم جديد أعتقد أنه سيكون مفاجأة لنا جميعاً».
وختمت عليا حديثها بنصيحة للفنانين الشباب بأن يجتمعوا معاً في صورة أكبر، وأن يكوّنوا «غروبات» لأن الكويت تعجّ بالمواهب الشابة، ولكن ينقصهم الاحتكاك والاختلاط ببعض.
المصدر”الراي”
قم بكتابة اول تعليق