قيس الاسطى: أخطاء لا تغتفر

ليس من الموضوعية ان تعتمد الكمال كمبدأ في أي أداء، لأن الكمال صفة للخالق عز وجل، والبشر يجتهدون، يخطئون ويصيبون، وحكومتنا الرشيدة مكونة من بشر، فهي كذلك تخطئ وتصيب، لكن الأخطاء تتفاوت في المستوى، هناك أخطاء قاتلة، وأعتقد ان لحكومتنا الرشيدة سجلاً حافلاً بها خصوصاً في السنوات الأخيرة.

حكومات السنوات التسع الأخيرة لم تستغل الطفرة النفطية الهائلة، ولم تستفد بالشكل المطلوب من سقوط نظام صدام حسين لتستغل جغرافيتها، كونها تقع في أقصى غرب الخليج، وهذا يعني انها تملك القدرة على أن تكون معبراً إلى إيران والعراق والدول المحيطة بها.

حكومات السنوات الأخيرة لم تستفد من هذه الطفرة لتبادر الى تنويع مصادر الدخل ولو بالمبدأ، وظلت صامدة على مبدأ أن النفط المصدر الرئيسي والوحيد للدخل، وهو مبدأ أشبه بالاتجاه إلى الموت السريري، لأن النفط قد ينضب ولو بعد سنوات، أو قد تنخفض أسعاره أو تكتشف مصادر جديدة تجعله أقل أهمية للعالم.

حكومات السنوات الأخيرة قللت القوة الشرائية للدينار، وساهمت في تضخم موصوف من خلال سياسة الكوادر التي جعلت الباب الأول يستهلك الميزانية من دون أي إنجاز يذكر، كما ان هذه الزيادات جعلت ما يقارب %60 من قوة العمل على قارعة الطريق لأن الكوادر لم تشملها.

حكومات السنوات الأخيرة فقدت المبادرة السياسية، وجعلت من نفسها رهينة لدى نواب صعدوا بشكل غير محسوب لمصالح انتخابية مشبوهة، كما ان حكومات السنوات الأخيرة ساهمت في تقطيع أوصال ناقلنا الوطني، وكلنا يشاهد المستوى المتدني الذي وصلت إليه الخطوط الجوية الكويتية، مع أنها تمتلك خيرة الطيارين على مستوى الشرق الأوسط.

حكومات السنوات الأخيرة ساهمت في تمزيق المجتمع من خلال عدم تطبيق القانون بالشكل الصحيح، وعندما نتحدث عن القانون فنحن نقصد كل شيء ابتداءً من المرور إلى قانون الجنسية.

٭٭٭

● بالمناسبة:

لا أعلم ما هي معايير القبول بكلية سعد العبدالله، كل ما أعلمه ان البلد كله يشتكي من هذه السياسة التي ساهمت أكثر وأكثر في تمزيق المجتمع، والسؤال الذي يطرح: لماذا لا يبادر سمو رئيس مجلس الوزراء الى استخدام صلاحياته بإيقاف القبول، ومحاسبة كل من تسبب بهذه الأخطاء وإعادة التسجيل من جديد؟ سؤال.. مجرد سؤال.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.