عبداللطيف الدعيج: حتى النواب

يوم الاربعاء الماضي كتبت ان متابعة ما يدور على خدمة «تويتر» تؤدي الى الاحباط بحكم كم الغث الرهيب الذي يتعامل به المغردون الكويتيون. هذا الاسبوع، الجو العام بأكمله اصبح مغثا ومحبطا، ويسبب هذا الاحباط مع الأسف كبار القوم وممثلوهم البرلمانيون ومن كنا ولا نزال نتوسم فيهم خيرا.

المواطنة صفاء الهاشم، اعتقدت انها اهينت وتم التشهير بها من المغرد المواطن محمد العجمي، فهددت باللجوء الى القضاء. مع انه «تهديد» لكنه سلوك حضاري وقانوني وحق تعتقد المواطنة بانه مكفول لها بحكم القانون. لان المواطنة صفاء الهاشم محسوبة على المعارضين لجماعة المقاطعة. ولان المواطن محمد العجمي من ابرز الناشطين الاعلاميين لهذه الجماعة فان عددا لا بأس به من نواب المقاطعة، يتقدمهم كالعادة مبارك الوعلان وفلاح الصواغ، اسوأ ناطقين في الجماعة، اقاموا الدنيا على المواطنة صفاء الهاشم واستنكروا تهديدها، او في واقع الامر طلبها من المغرد ازالة ما اعتقدت انه اساءة اليها. يكون الأمر عاديا رغم بشاعته، لكن كيف يمكن تجاهله والمعترضون على ممارسة المواطنة الهاشم لحقها القانوني هم من المحرضين الدائمين على الاقتصاص ممن يعبر عن رأيه، وهم من واصل ويواصل مناشدة السلطة اغلاق الصحف او ملاحقة الوسائل الاعلامية او معاقبة من يعبر عن رأيه؟!.. كيف اصبح حق صفاء الهاشم في الملاحقة القانونية لمن اعتقدت بانه اساء اليها «جريمة» في نظر من ما فتئ يستجوب الوزراء ويلاحق المسؤولين لانهم لم يغلقوا صحيفة او يسجنوا اعلاميا بعد؟!..

جماعة المقاطعة لم يكونوا الوحيدين الذين خبصوا في هذا الامر، إذ ان الجماعة المعارضة لهم وبالذات من اقلية المجلس المبطل دخلوا على الخط. وانتصروا بطبيعة الحال للسيدة الهاشم. طبعا الانتصار ليس لحق التقاضي بقدر ما هو انقضاض على جماعة المقاطعة ومحاولة للاقتصاص او الانتقاص منهم. مع ان المفروض ان يبقى الأمر صراعا «قانونيا» بين المواطنة صفاء الهاشم والمواطن محمد العجمي. هذا بالاضافة الى ان جماعة المقاطعة غطسوا انفسهم بالوحل بانتصارهم الفج وغير المبرر للمغرد المتهم بالاساءة للمواطنة الهاشم، لكن جماعة الاقلية – الله يهداهم – القوا لهم بطوق نجاة.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.