تنظر مذيعة الأخبار الجديدة في تلفزيون الكويت، باسمة الشمار، إلى شاشة الأخبار برؤية حديثة مختلفة عن الموجودة حاليا ــ كما قالت ــ فهي ترى أن المذيعة يجب أن تكون مميزة في طلتها على الشاشة جنبا إلى جنب مع تميز أسلوبها في تقديم نشرات الأخبار،
فلكل مذيع ومذيعة طريقة في التقديم تجعل منه مختلفا في شخصيته، وترى أن موهبة التقديم يجب أن تصقل بالجرأة في الظهور على الشاشة، تحمل شهادة الماجستير في الأدب الإنكليزي، ولكن الشاشة والقتل وسفك الدماء خطفتها من التدريس.
• لماذا اخترت الأخبار لكي تطلي من خلالها على المشاهدين؟
ـــ كان ظهوري في الأخبار مصادفة ومن دون تخطيط، مع أنني كنت أتمنى لو أصبح مذيعة أخبار، ولكنني لم أسع إلى ذلك، ولكن قدر الله أن أشارك في تغطية انتخابات مجلس الأمة 2012 ومن هنا كانت البداية.
• ولكن هل يمكن أن تكون انطلاقة النشرات الإخبارية من رسالة خارجية؟
– بالطبع، الرسالة أو التقديم الخارجي هو الأصل في التقديم داخل الاستديو، لأن غالبية التقديم في الأجواء الخارجية يكون غير معد سابقا، والمذيعة هي التي تقوم بهذا الإعداد، على عكس النشرات الإخبارية، حيث يكون هناك فريق كامل من المعدين والمحررين، إلى جانب وكالات الأخبار والأنباء التي تورد الخبر بكل تفاصيله، أما في رسالة مثل تغطية أحداث مجلس الأمة فإن المذيعة تكون أمام المسؤولية مباشرة.
جواز سفر
• لا بد أنك تتذكرين أول تقديم لك، هذه الأمور تبقى في الذاكرة ولا تنسى.
– بكل تأكيد، كانت بدايتي غير تقليدية، كنت أمسك المايكروفون في يدي، ودخل أحد المرشحين المهمين، فتكالبت عليه الصحافة والمحطات التلفزيونية العالمية التي كانت تقوم بتغطية الأحداث، يبدو أنهم كانوا يتوقعون وجوده. وتزاحم الجميع عليه، فطلب مني مسؤول الفترة أن أقوم بتغطية الحدث، ولكنني اعتذرت له بابتسامة، وقلت له على الهواء «أعتذر عن الدخول وسط الزحمة، لا استطيع أن أقوم بذلك»، فضحك وكانت هذه الجملة جواز سفري إلى تقديم نشرات الأخبار.
لا واسطة
• ولكنك لم تقضي وقتا طويلا في تقديم النشرات حتى قفزت إلى تقديم نشرة أخبار التاسعة، وهي النشرة الرسمية للدولة، هل وراءك واسطة في هذا الموضوع؟
– ولماذا فسرت الموضوع بأن وراءه واسطة؟ ظلمتني بهذا الوصف، لماذا لا تقل بأنني نجحت في أن أفرض نفسي بطريقة تقديمي! بكل أمانة المسؤولون في قطاع الأخبار، ومن غير تمييز، يسعون من أجل تقديم الوجه الكويتي في نشرات الأخبار، لمست شخصيا هذا الموضوع من خلال وجودي في القطاع هذه السنة، وهذا ما جعلني أقدم نشرة أخبار الساعة التاسعة، حيث اقتنع المسؤولون بطريقة تقديمي فشجعوني ورشحوني إليها.. «لا واسطة ولا يحزنون».
• هل ترين أن طلة الفتاة الكويتية على الشاشة أصبحت اليوم أسهل مما كان عليه في السابق؟
– طبعا، تطورت الكويت، وأهل الكويت تطوروا كثيرا، وهم أصلا شعب متطور، وهذا ما يميزه عن الكثير من الشعوب العربية، والفتاة الكويتية اليوم تعمل في شتى المجالات، والفتاة نفسها تطورت وبدأت تدرك العمل الإعلامي بصورة اشمل وأكبر من السابق، كما أنها هي أيضا بدأت تتعامل مع أخيها الرجل بطريقة حضارية، لا نريد أن نلقي اللوم على الأسرة في كل شيء أو الرجل، فهناك الكثير من الأسر والأزواج والرجال يتعاملون مع المرأة بغاية اللطف والرقي.
نظرية قديمة
• وهل هذا ما شجعك على الدخول إلى عالم الإعلام؟
– من دون أي شك، حيث قامت والدتي وزوجي بدور كبير في تشجيعي للدخول إلى عالم التقديم والشاشة، في الوقت الذي يعتقد الكثير من الناس بأن تفكير الزوج الكويتي متخلف. وأنا أقول لهم ان هذه النظرية أصبحت قديمة، فالزوج الكويتي اليوم يقف مع زوجته بكل ثقة.
• ينتقد البعض ثيابك الملونة الزاهية وأنت تقدمين أخبارا حزينة، ويعتبرونه تناقضا في طلتك على الشاشة، ما رأيك في هذا الموضوع؟
– طلة المذيعة على الشاشة، وبالذات مذيعة الأخبار، يجب أن تتغير، لماذا عليها أن ترتدي ثيابا داكنة ومرعبة؟ هل عليها أن تساهم في تعكير مزاج المشاهد والناس من خلال الألوان القاتمة التي تطل بها على الشاشة، المذيعة رسول بين الشاشة والمشاهد، وعليها أن تقدم نفسها بالطريقة التي ترغب بأن تكون عليها من دون أن تفرض عليها.
• هذه رؤية جديدة في تقديم الأخبار؟
– نعم، وأنا أسعى من أجل تقديمها على شاشة تلفزيون الكويت، بتشجيع من مسؤولي القطاع الذين هم أول صف في المشاهدين، واستمع إلى كل آرائهم.. فهم الأقرب إلينا في تطوير أنفسنا.
المصدر “القبس”
قم بكتابة اول تعليق