حسين الراوي: «البدون» ويوم اللاعنف العالمي

في يوم «اللاعنف العالمي» أراد أحبابنا البدون أن يستغلوا هذا اليوم ويخرجوا في تظاهرة سلمية يعبرون فيها عما يريدون من مطالبات، ولاشك أن هذا الأمر حق إنساني وحق قانوني لهم، ولا شك كذلك أن توقيت خروجهم في ذلك اليوم ينم عن تفكير وتخطيط وحُسن استغلال منهم لمناسبة اليوم العالمي لللاعنف. لكن وزارة الداخلية في يوم اللاعنف العالمي بتظاهرة البدون استخدمت شيئاً من العنف ضدهم، وسعت بشدة لأن تفض تظاهرتهم بأسرع وقت ممكن، لذا استخدمت حيالهم المطاعات والدُخانيات والاعتقالات. وهذا الأمر غريب أن يحدث من وزارة الداخلية! وبالذات في يوم اللاعنف العالمي! ولعل هذا الأمر يعود لأحد الأسباب التالية: أن تكون وزارة الداخلية المحترمة لا تعلم بمصادفة يوم اللاعنف العلمي لتظاهرة البدون الأخيرة. أو أن تكون وزارة الداخلية لم تعلم عن موعد مناسبة يوم اللاعنف العالمي إلا بعد انسحابها الميمون من ساحة المعركة عن طريق الراديو أو عبر الواتساب. أو أن تكون وزارة الداخلية نسيت مناسبة يوم اللاعنف العالمي ومن أجل هذا وقع منها العنف على البدون، وجل من لا ينسى أو يسهى سبحانه وتعالى. أو أن تكون وزارة الداخلية تعلم عن مناسبة يوم اللاعنف العالمي لكنها رأت وقررت أن تؤجله يوماً أو يومين لما بعد تظاهرة البدون لأن المصلحة تقتضي أن يتم تأجيله، والأيام كثيرة والخير قدام والحكومة أبخص! أو أن وزارة الداخلية لم تسمع في يوم من الأيام عما يسمى يوم اللاعنف العالمي!
لكن يبقى على أحبابنا البدون أن يعوا جيداً أن قضيتهم لا تحتاج تظاهرات ولا تحتاج لأي مناسبة عالمية، ولا تحتاج لأعلام وهتافات وطنية، بل تحتاج لتطبيق القانون عليهم، فمن يستحق منهم حسب الشروط الكريمة الشريفة الحقيقية التي تنطبق عليهم لا بد أن يتم تجنيسه فوراً ويأخذ كامل حقوقه كمواطن كويتي، والذي لا يستحق منهم التجنيس يُعطى اقامة بموجبها يصل لكامل حقوقه كإنسان كالتعليم والصحة والعمل والسفر وبقية الأمور الاجتماعية. لذا أقول لأحبابي البدون كفوا عن خروجكم للتظاهرات إن الأمر أمر غياب قانون وغياب الرحمة والضمير عنكم من قبل مسؤولين ينامون على الأسرّة الفخمة وريش النعام. وصدق الشاعر الذي قال على لسان البدون:
هذا الذي لم يدر يوما على خَلَدي
واضيعة الحق فيك اليوم يا بلدي
هذا العجـاب الذي ما خـلتني أبـداً
أني أراه إلـى أن يـنتهي أمـدي
إيهٍ كويتُ وهل ترضين ما صنعوا
أفديك بالروح والأموال والجسدِ
مالي أراهم وقد جنـّوا فما أحدٌ
من هول ما صنعوا يحنو على أحدِ
إني بحثت عن الإنصاف مجتهدا
لكنني غير هذا الظلم لم أجدِ»!

@alrawie :Twitter
roo7.net@gmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.