العتيبي: التركيز على البحث العلمي ضرورة لاحداث تغييرات بالاقتصاد الكويتي

أكدت دراسة علمية حديثة ضرورة التركيز على البحث العلمي في دولة الكويت وزيادة الاهتمام بمؤسساته بغية احداث مجموعة من التغييرات الاستراتيجية الضرورية في طبيعة ومحيط الاقتصاد الكويتي.
وأوضحت الدراسة التي أعدها أستاذ التاريخ في جامعة الكويت الدكتور فيحان العتيبي بعنوان (نشأة وتطور مؤسسات البحث العلمي في الكويت ودراسة حالة معهد الكويت للابحاث العلمية من 1967 الى 2010) ان التركيز على البحث العلمي وزيادة الاهتمام بمؤسساته مهم جدا لاعادة هيكلة هذا القطاع وتنظيمه من جديد ليصبح أكثر استجابة وانسجاما مع العصر وأكثر قدرة على مواكبة التطورات العلمية العالمية والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.

وذكرت الدراسة التي نشرتها المجلة العربية للعلوم الانسانية في عددها عن شهر أكتوبر الجاري ان التركيز على دراسة التاريخ العلمي والثقافي للكويت ضروري لمعرفة مدى تأثير ذلك على المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ودراسة تاريخ المؤسسات البحثية في البلاد وتدوين أهم المشاريع والابحاث للاستفادة منها مستقبلا.

ودعت الى اعادة هيكلة مؤسسات البحث العلمي وتنظيمها من جديد لتصبح أكثر انسجاما مع العصر الحالي بعيدا عن البيروقراطية والروتين مع ضرورة تسليط الضوء على الباحثين والعاملين في المؤسسات البحثية علاوة على الاستفادة من أهم المشاريع العلمية المهمة وأثرها على الشباب والنشء في المجتمع الكويتي.

وعن تناولها بحث ودراسة حالة معهد الكويت للابحاث العلمية أرجع الدكتور العتيبي ذلك الى أن المعهد “احدى المؤسسات البحثية والعلمية التي صاحبت مفاوضات الاستقلال مع الشركات النفطية الأجنبية وتكللت بإنشائه”.

وبين الدكتور العتيبي ان الهدف يتمثل أيضا في بحث حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الكويت شهدت نشأة وتطور المؤسسات البحثية وبحث مدى تأثيرها على الحياة العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الكويتي وتتبع المشاريع البحثية لهذه المؤسسات والدعم المالي المصروف عليها.

وأفاد بأن دراسته تتناول ثلاثة محاور أولها دور مؤسسات البحث العلمي في دعم الاستقلال والتنمية والثاني عن حالة معهد الكويت للأبحاث العلمية بينما عني الثالث بالتطلعات والآفاق المستقبلية.
وذكر ان الدراسة تسلط الضوء على التطور التاريخي لمسيرة البحث العلمي في الكويت ودور مؤسسات البحث العلمي في دعم الاستقلال الوطني وبناء الدولة المستقلة الحديثة بإلغاء معاهدة الحماية البريطانية في 19 يونيو عام 1961.

وأشار الى تركيز الدراسة على حالة المعهد لاسباب عدة منها “انه نموذج تطبيقي واقعي يجسد هذا التوجه حيث ارتبطت فكرة نشأة المعهد بمفاوضات الاستقلال أواخر خمسينيات ومطلع ستينيات القرن الماضي وتم انشاؤه وفقا للشرط الذي تضمنته اتفاقية النفط الخاصة ببحار المنطقة المحايدة الموقعة سنة 1958”.

واستعرض الدكتور العتيبي من الاسباب كذلك “ابراز دور المعهد في مرحلة ما بعد تحرير الكويت من الغزو الصدامي عام 1991 حيث شارك عدد من مسؤولي المعهد في الاجتماعات الرسمية الكويتية التي عقدت بمدينة الطائف السعودية بهدف بحث المهام المباشرة التي ستعقب التحرير وهو توجه يؤكد اهتمام المسؤولين الكويتيين بالبحث العلمي في مرحلة اعادة البناء والتعمير ودوره التنموي”.

وعن الرؤى المستقبلية قال الدكتور العتيبي ان الدراسة تتناول الرؤية المستقبلية لمؤسسات البحث العلمي ومساهمتها في تحقيق التطلعات الوطنية التي يجسدها شعار المرحلة الحالية وهو تحويل الكويت مركزا ماليا وتجاريا اقليميا.

وذكر ان هذا الشعار يؤشر لمرحلة مستقبلية مهمة من مسيرة الكويت العلمية والبحثية تمثل حقبة تاريخية مهمة في تاريخها وتعبر عن معاني ومشاعر الانتماء الحقيقي الداعم للاستقلال الوطني والتنمية الشاملة.

وبالنسبة لمنظومة البحث العلمي في البلاد بين أنها تشمل أربعة أنواع من مؤسسات وأجهزة “تعنى بالبحث العلمي يتضمن الاول مؤسسات ومراكز بحثية مستقلة ويمثلها المعهد ويشمل الثاني ادارات ووحدات البحث العلمي الملحقة بالجامعات والمؤسسات الأكاديمية وتمثله ادارة الابحاث في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب”.

وذكر ان النوع الثالث “يتمثل في وحدات البحث العلمي الملحقة بوزارات ومؤسسات الدولة مثل مركز تنمية مصادر المياه بوزارة الكهرباء والماء وادارة البحوث النباتية التابعة للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ووحدة البحوث الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة والاخير يشمل المؤسسات التمويلية ويمثلها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والصناديق الوقفية”.

وأشار الى أن معهد الكويت للأبحاث العلمية أنشئ كأول مركز للبحث العلمي التطبيقي في الكويت ومنطقة الخليج العربي وارتبطت نشأته باستقلال البلاد “الا ان الفكرة لم تطبق الا بعد الاستقلال بسنوات وتحديدا في 17 فبراير 1967 حيث أنشئ المعهد بناء على اجماع آراء ووجهات نظر مسؤولين في الحكومة والقطاعين الصناعي والخاص”.

وقال الدكتور العتيبي ان المعهد أنشئ لدوافع عدة تتمثل في اجراء البحوث التي تلبي متطلبات بناء صناعة محلية وتسهم في تطورها اللاحق واعتماد الكويت على هذه المؤسسة الرائدة لدعم استقلالها والمساهمة في تطورها اللاحق وتنمية مهارة الشباب الكويتي “لأن اجراء البحث العلمي عملية تختلف عن شراء المهارة أو استقدام خبراء وهو التوجه الذي حرص عليه الرواد الأول في البلاد لدعم الاستقلال واحداث التنمية المنشودة”.

وأشار الى أن المعهد أنشىء كذلك ليشكل رصيدا علميا وبحثيا ليس للبلاد فحسب وانما لمنطقة الخليج العربي باعتبار تقدم البحث العلمي في الكويت سيسهم في تنمية الصناعات الحديثة في المنطقة ككل.

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.