أكد الخبير في استراتيجيات النفط الدكتور عبدالسميع بهبهاني اهمية منتدى الحوار الاسيوي الذي يعقد في الكويت الاسبوع المقبل متوقعا النجاح لفكرة الكويت بتحويله الى منظمة أسوة بمنظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك).
ورأى بهبهاني في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم بحكم تجربته كمدير سابق للمشاريع الاستكشافية في آسيا طوال سبع سنوات خلال عمله في الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) أن السوق الآسيوية واعدة ولا مقارنة بينها وبين أي من قارات العالم.
وبعيدا عن الحديث التقليدي اوضح بهبهاني بأن أسيا قارة خصبة وبها اكثر من ثلثي سكان العالم والأرقام تؤكد حقيقة ثابتة وهي أن هذه القارة هي الأغنى والأوفر حظا مستقبلا على المستوى الاقتصادي اذا ما تم حساب دول الشرق الاوسط الاسيوية ضمن هذا التقييم.
ولفت الى ان معدل النمو في دول آسيا مجتمعة يصل إلى 4.5 في المئة وهو الأعلى بين قارات العالم في إشارة الى أن دولا اسيوية هي الاعلى نموا في العالم كالصين التي يترواح معدل نموها بين 7 الى 8 في المئة سنويا ودول اخرى كاليابان والهند وغيرهم.
وشدد على أن هذا المعدل المرتفع في النمو هو الأهم ومن الأسباب الداعية لإنشاء منظمة التعاون الأسيوي فضلا عن غيرها من الأسباب الأخرى معتبرا تدخل السياسة في الاقتصاد “لعنة” دائما مع تفسد الاقتصاد في اشارة الى ان هذا التدخل جريمة دائما مع تعود على الشعوب بالفقر.
وضرب بهبهاني مثالا بإفساد السياسة للحياة الاقتصادية وتأثيرها على الشعوب بما يحدث في (جنة سبأ) اليمن التي تحولت من بلد به الخيرات الكثيرة ويصدرها للعالم إلى دولة تحطمها المجاعات والعوز والفقر.
واضاف من خلال متابعاتي لما يحدث في آسيا وتعاملاتي المباشرة لاحظت أن غرف التجارة في دول آسيا غالبا ما تكون فاعلة وصاحبة قرار ولا يتوقف قرارهم على بيروقراطيات البرلمانات أو رجال السياسة مشيرا الى ان هذه الغرف تملك الاختصاص وبها خبراء مهمتهم حماية الشعوب من الفقر والعوز.
واوضح ان الدراسات اثبتت ان اسيا تملك كميات ضخمة من الذهب تفوق اوروبا وامريكا وكذلك تملك من العملات الصعبة كميات ضخمة جدا لم تفلح معها محاولات دول كبرى في كبح جماح نمو وتقدم العديد من دول آسيا.
ولفت الى ان قارة آسيا هي اكبر قارة تمتلك كميات من الغاز الطبيعي والذي له مستقبل باهر بالإضافة الى النفط وأيضا الفحم في إشارة الى ان الصين تعوم على طبقة من الفحم تقدر بما يقارب عمق كيلومتر تقريبا وهو ما يؤكد المستقبل الواعد لهذه القارة التي لابد وان تنضم تحت لواء واحد كالمنظمة المقترحة لتستفيد جميع بلدانها بهذه الثروات العظيمة.
وافاد بأنه ولولا الاضرار الناجمة عن استخدام الفحم كمصدر للطاقة في الصين والمتعلقة بثاني اكسيد الكربون الناتج عنه عند الاستخدام لكان مستقبل النفط والغاز اضعف كثيرا مما هو عليه حاليا في اشارة الى ان الصين تتكبد خسائر يومية كبيرة جدا بسبب الكربون الذي يتسبب في تآكل المصانع ويضر بالتربة الزراعية وصحة البشر.
وشدد بهبهاني على ان فكرة إنشاء منظمة للتعاون الأسيوي فكرة عظيمة ولو تمت على غرار منظمة (اوبك) فستكون ناجحة ومؤثرة عالميا خصوصا في الاقتصاد العالمي مشيرا الى انها قد توضع عراقيل أمامها لوجود المنافسة التي قد تكون غير نزيهة في بعض الاحيان.
وحول أهمية هذه المنظمة بالنسبة للمجال النفطي قال بهبهاني ان دول آسيا يمكن أن تحقق التكامل فيما بينها وخصوصا فيما يتعلق بالنفط الثقيل حيث بعض دول آسيا لديها النفط الثقيل بكميات كبيرة ودول اخرى لديها مصافي ومصانع تعتمد على النفط الثقيل ومتخصصة فيه موضحا ان الصين وسنغافورة لديها مثل هذه المصافي تم إنشاؤها عندما لامس سعر النفط ال 150 دولارا للبرميل وان دولة كالكويت لديها هذا النفط الثقيل.
واشار الى ان تعداد سكان قارة آسيا يحتاج للكثير من المنتجات النفطية المعتمدة على النفط الثقيل والتي تدخل في معظم الصناعات التي يحتاجها الانسان بشدة وكذلك ما يتعلق بالاسمدة الزراعية الكيماوية.
وعاد بهبهاني للحديث عن الجانب السياسي بالقول ان آسيا سوف تتفوق على كبرى الاقتصادات كالولايات المتحدة إذا ما دخلت ضمن منظمة توحد رؤى دولها لافتا الى ان الجيد لدى الكثير من دول اسيا انها لا تقحم السياسة في الاقتصاد وهو عامل مهم لنجاح الاقتصاد والاستثمار.
واكد ان نجاح منظمة التعاون الاسيوي سيحل الكثير من مشكلات الشعوب والتي سيصبح بينها تناغم وتعاون بما يحقق الرفاهية ويقضي على الفقر والمجاعات بنسب كبيرة.
قم بكتابة اول تعليق