صاحب السمو يدعو الحكومة السورية الى وقف كامل أشكال العنف ضد شعبها

القى حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كلمة في افتتاح مؤتمر القمة العربية في دورته العادية الثالثة والعشرين في بغداد اليوم هذا نصها..
بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس الاخ جلال الطالباني أصحاب الفخامة والسمو معالي الامين العام للامم المتحدة معالي الامين العام لجامعة الدول العربية معالي الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احييكم تحية اخوية صادقة ويسرني باسمي وباسم دولة الكويت حكومة وشعبا ان اتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لجمهورية العراق الشقيق قيادة وشعبا لاستضافتها قمتنا المباركة هذه وعلى ما حظينا به من كرم ضيافة وحسن وفادة.
كما اود ان اشيد بالجهود الحثيثة التي بذلها ويبذلها فخامة الاخ الرئيس جلال الطالباني والحكومة العراقية بقيادة دولة الرئيس نوري المالكي للترتيب الرفيع لهذه القمة وتوفير كافة سبل النجاح لها والحرص على كل ما من شأنه تعزيز عملنا العربي المشترك.
كما اقدر عاليا جهود الجيش العراقي ورجال وزارة الداخلية وكافة الاجهزة الامنية بتفانيهم لتوفير الاجواء الامنية اللازمة لضمان سلامة ونجاح هذا اللقاء الاخوي.
كما اعبر عن سعادتي البالغة منذ ان وطأت قدماي أرض العراق الشقيق لحضور هذه القمة بعد أن استعاد العراق حريته وكرامته وديمقراطيته عقب حقبة مظلمة وصعبة مرت عليه ليبدأ بعدها بمعاودة دوره المعهود في العمل العربي المشترك.
ان هذه القمة تشكل علامة طيبة في تاريخ عملنا العربي المشترك بانعقادها اليوم في جزء عزيز من وطننا العربي غاب عن الاسهام الفعلي في هذا العمل لسنوات طويلة ومثل بالامه ألما لنا جميعا ونحن مع الشعب العراقي الشقيق اليوم نسعى لتجاوز تلك الالام والجراح لنتمكن من خلال اصرارهم ودعمنا لهذا الاصرار على انعقاد القمة في بغداد لتحقيق اضافة قيمة لعملنا العربي المشترك أساسها الدور العراقي المميز والفاعل بكل ما يمثله من ثقل وتأثير على مسار هذا العمل.

— أصحاب الفخامة والسمو تنعقد أعمال قمتنا هذه في ظل استمرار الظروف الدقيقة التي يواجهها عالمنا العربي وما تفرضه هذه الظروف من تحديات ومسؤوليات علينا جميعا ولذلك فاننا مطالبون الان ومن بين أمور اخرى بمراجعة وتقييم ما تم اتخاذه من اجراءات للنهوض بعملنا العربي المشترك بما يحقق تطلعات شعوبنا في تحقيق الامن والرخاء والتقدم والازدهار.
اصحاب الفخامة والسمو شكلت الازمة السورية فيما سلف من الشهور محور اهتمام وجهود قادتها جامعة الدول العربية حيث تبلورت تلك الجهود عن خطة عمل اصدرها المجلس الوزاري للجامعة العربية ضمن قراره رقم 7444 وتبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة واننا نعتقد بان هذه الخطة ستكون في حال تطبيقها مخرجا لهذه الازمة وحقنا لدماء الاشقاء وحفاظا على سوريا من الانزلاق في اتون حرب اهلية سيدفع ثمنها الاشقاء من ارواحهم ومكتسباتهم التنموية.
ان اطالة امد الازمة لا يزيدها الا تعقيدا ومضاعفة في الخسائر البشرية والمادية التي يكون فيها الاشقاء في سوريا هم الخاسر الاول.
ومن هذا المنطق ندعو الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الى الاضطلاع بمسؤولياتها وتوحيد مواقفها للمساهمة الايجابية في حل هذه الأزمة.
ان الحكومة السورية مدعوة اليوم الى الاصغاء للغة العقل والحكمة ووقف كافة أشكال العنف ضد شعبها الأعزل كما أن التجاوب بفعالية مع جهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية السيد كوفي عنان الذي نتمنى لمساعيه كل التوفيق والنجاح سيسهم في الاسراع بحل هذه الأزمة وتجنب تبعاتها.
أصحاب الفخامة والسمو لا زالت العقلية الاسرائيلية وآلتها العسكرية تواصل قتلها لأبناء الشعب الفلسطيني وانتهاكها لأبسط قواعد حقوق الانسان في الوقت الذي لا زال العالم يقف متفرجا تجاه تلك الجرائم والانتهاكات اننا ندعو الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط ولاسيما اللجنة الرباعية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه تلك الجرائم والضغط على اسرائيل لحملها على الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ووقف الأنشطة الاستيطانية التي تدمر عملية السلام وازالة جدار الفصل العنصري وعدم السماح لاسرائيل بالمساس بوضع القدس الشريف.
ان السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق الا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
ويسرني أن أشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الأخ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة في سبيل تحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية والتي تم التوقيع عليها في الدوحة مؤخرا.
أصحاب الفخامة والسمو …
نجدد الدعوة لجمهورية ايران الاسلامية الصديقة الى الاستجابة للجهود الدولية الرامية الى التوصل لتسوية سياسية لبرنامجها النووي تحقق الأمن والاستقرار والاستجابة لمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدين حق ايران وكافة الدول باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفق معايير الوكالة كما نؤكد مجددا في هذا الصدد على دعوتنا الى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وتطبيق تلك المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها اسرائيل.
أصحاب الفخامة والسمو لا يسعني الا أن أكرر الشكر لفخامة الأخ الرئيس جلال الطالباني والى الحكومة والشعب العراقي الشقيق على ما أحاطنا به من عناية بالغة وحسن استقبال متمنين لهم كل التقدم والرخاء كما نشكر معالي الأمين العام الدكتور نبيل العربي والأخوة الأمناء العامين المساعدين وجهاز الأمانة العامة على ما قاموا به من جهود كبيرة ومقدرة لانجاح قمتنا هذه وفي متابعة تنفيذ قرارات القمم السابقة معربين في هذا الصدد عن ترحيبنا بالخطوات التي اتخذها الأمين العام للجامعة العربية بغية تفعيل دور الجامعة في مجال مسؤولياتها وترشيد أعمالها وسياساتها والتجاوب مع المتغيرات في المنطقة.
وفي الختام أتوجه الى الباري عز وجل أن يوفقنا وأن يسدد خطانا جميعا الى ما فيه خير أمتنا العربية ورفعتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.