ابدى وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله حرص الكويت على تعزيز العلاقات مع البرازيل على مختلف الاصعدة، مشددا على وجود رؤى مشتركة وتفاهم بين الجانبين في جميع القضايا.
وفي تصريح للصحافيين، على هامش مشاركته مساء اول من أمس في احتفال السفارة البرازيلية الذي أقامته في فندق ميسوني السالمية بمناسبة العيد الـ 190 لاستقلال بلادها، أعرب الجارالله عن سعادته لمشاركة البرازيل في اليوم الوطني، مشيرا إلى ان المشاركة تأتي من منطلق حرصنا على تعزيز وتطوير العلاقات الموجودة اصلا والتي تتصف بالتميز وهي علاقات قديمة وتاريخية.
ولفت وكيل وزارة الخارجية إلى وجود تفاهم ورؤى مشتركة بين الكويت والبرازيل في القضايا السياسية على المستوى الدولي إضافة إلى التشاور الثنائي والتنسيق»، مشيرا إلى وجود زيارات متبادلة على مستوى مسؤولي البلدين، ومبينا ان «مجالات كبيرة للاستثمار متاحة في البرازيل، وقد دخلت الكويت وتعاملت معها منذ زمن».
واضاف ان «علاقاتنا الاقتصادية والتجارية مميزة ومتقدمة، ونحرص دائما على ان نعزز العلاقات وان يكون لنا لقاءات مستمرة على مستوى المسؤولين»، مجددا التأكيد على حرص الكويت على علاقات مميزة مع البرازيل وعلى رعاية هذه العلاقات».
بدوره، اعرب السفير البرازيلي روبيرتو عبدالله عن سعادته للاحتفال بالعيد الوطني الـ190 لبلاده في الكويت، مشيدا بالعلاقات التي تجمع الكويت والبرازيل والتي تأسست في العام 1968 وتلاها افتتاح سفارات متبادلة في العام 1975، مبديا تطلع بلاده لتفعيل هذه العلاقات أكثر، ومعربا عن الفخر والسعادة لمستوى التطور والزيادة الذي يشهده التبادل التجاري بين البلدين والذي يشهد ازديادا ملحوظا.
وفي كلمة له خلال الحفل، بين السفير عبدالله ان «يوم الاستقلال يعني الكثير للبرازيل وهو بصمة واضحة ويمثل اللحظة التي أصبحت فيها البلاد حرة مع بداية رحيل المستعمر البرتغالي وبداية حياتنا لنصبح أكبر سادس دولة اقتصادية عالميا»، مشددا على ان «عملية استقلال البرازيل كانت فريدة من نوعها في اميركا اللاتينية كوننا تخلصنا من حكم الامارة البرتغالية عبر الديبلوماسية وليس الحرب».
وتابع: «بهذه الحالة، اعطت البرازيل للمرة الاولى مفهوم الحرية بطريقة سلمية وبقي السلام حتى وقتنا الحاضر احد ابرز ميزات البلاد وشعبها».
وبين ان «تطلعنا للسلام كان دائما مرشد البرازيليين في السياسة الخارجية، وكمثال على ذلك تم تأسيس علاقاتنا الديبلوماسية مع الكويت 1968 ومنذ تلك الايام تعمل الدولتان بمشاركة فعالة وتطمح البرازيل الى تقويتها لما فيه مصلحة الشعبين».
وفي كلمة له نشرت بالمناسبة، بين السفير البرازيلي ان علاقاتنا مع الكويت إلى جانب انها ودية فهي فاعلة جدا، مشيرا إلى ان الكويت تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لبلادنا في المنطقة، فقد بلغ الميزان التجاري المتبادل العام الماضي 744 مليون دولار ولاحظنا انه خلال الاشهر الست الاولى من العام الحالي تجاوز التبادل حاجز الـ 850 مليون دولار».
وتابع: «خلال العقد الاخير ارتفعت صادرات البرازيل إلى المنطقة من 2،6 بليون دولار في العام 2006 الى 15 بليون دولار في العام 2011»، وموضحا ان «الروابط السياسية والثقافية ازدادت عمقا خلال السنوات القليلة الماضية وفي العام 2005 تقدمت البرازيل بعرض لاقامة منتدى تعاون مشترك بين الدول العربية والدول الاميركية الجنوبية يشمل الدول العربية الـ 22 اضافة الى 12دولة من جنوب اميركا وبعد اجتماع في البرازيل 2005 ومن ثم قطر 2009 شهد بداية الشهر الجاري انعقاد الدورة الثالثة لمؤتمر الاسبا في ليما البيرو».
واعتبر ان «تقوية العلاقات مع الدول العربية تطور طبيعي لبلد فتح خلال مراحله التاريخية أجواءه واراضيه الى المهاجرين، ففي البرازيل اعداد المتحدرين من اصول عربية بلغ ما يقارب الـ 14 مليون يشكلون ما نسبته 7 في المئة من مجمل السكان…. وأفخر بأن أكون واحدا منهم»، مشيرا الى ان «التأثير العربي يظهر جليا في جوانب مختلفة من المجتمع البرازيلي خصوصا الادب واللغة».
وأكد على انه «بمساعدة المهاجرين ليس العرب فقط، وانما أيضا الافارقة والاوروبيين والآسيويين، استطاعت البرازيل بناء اقتصاد قوي ليصبح أخيراً اكبر سادس اقتصاد عالمي»، مشيرا الى ان «البرازيل تعتبر ان اهم ما يواجهها الفقر واستطاعت خلال الفترة من 2003 الى 2005 من انتشال 20 مليون شخص من الفقر وزيادة 30 مليون نسمة الى الطبقة الوسطى».
وأردف مشيرا إلى ان «البرازيل اليوم احدى الدول التي تحرز نموا من مواردها الطبيعية والتنوع البيولوجي، وبالرغم من انها دولة غنية بالنفط ولديها تقنيات إلا انها تعتبر أول دولة في العالم في صنع اقتصاد الوقود الحيوي كما ان 90 في المئة من المعدات التي تصنع سنويا تسير على الغاز وقصب السكر كخيار صديق للبيئة».
وإذ لفت إلى انه «خلال السنوات المقبلة ستشهد البرازيل معظم الاحداث الرياضية ما يساهم في تقوية الاقتصاد، فسنستضيف في العام 2014 بطولة كأس العالم كما سنشهد في العام 2016 الالعاب الاولمبية الصيفية في ريو دي جنيرو»، بين ان «التحضيرات بما فيها الاستثمارات بلغت ما يزيد على 40 بليون دولار للبنى التحتية واقامة الحدث وهي فرصة رائعة للمستثمرين الكويتيين والسياح للتعرف على البرازيل في ظل وجود أربع رحلات سفر من الخليج إلى مطاري ريو دي جنيرو وسان باولو».
وختم قائلا «بينما تخطو البرازيل للدخول على المسرح العالمي، يسرني دعوتكم لزيارتنا والاستثمار لدينا، زورونا واختبروا بلاداً رائعة الجمال ومتعددة الالوان وفيها فرص ممتازة للاعمال التي تتوزع على اراضيها الحيوية والرائعة».
المصدر”الراي”
قم بكتابة اول تعليق