يسألني البعض عن موقفي من قضية البدون والأحداث الأخيرة التي حصلت للمتظاهرين في الأسبوع الماضي، ومن الطبيعي أنني أرفض التعامل السيئ مع أي شخص يريد أن يعبر عن رأيه في إطار القانون.
أما قضية البدون كقضية فأنا مع وجوب حلها بأسرع وقت ومنح المستحق منهم وإيجاد حل إنساني لمن لا يستحق حتى يتوقف البعض عن التكسب بها من خلال المطالبة بالحل أو برفض الحلول، فهناك من يرفض الحل للقضية لأنه يخاطب مجاميع يملأ قلبها الحسد ولا تريد أن تحل تلك القضية.
قبل فترة وفي الحكومة السابقة كان هناك شخص في احدى القنوات الإعلامية ينعت البدون بالمرتزقة ويطالب بتسفيرهم واجتثاثهم من الكويت وبعد أن تولى الشيخ جابر المبارك رئاسة الوزراء انقلب نفس الشخص وأخذ يتباكى على قضية البدون ليحرج الحكومة، ظنا منه أن الناس قد تناست مواقفه السابقة ضد القضية الإنسانية.
بعض النواب وبعض المتعاطين في الشأن الداخلي ممن يطمحون إلى أن يكونوا نوابا وخصوصا في المناطق التي فيها نسبة كبيرة من البدون ولهم صلات قربى بالكويتيين جبلوا على استغلال القضية للتكسب من أقارب البدون أو لتخدمه إعلاميا على أقل تقدير.
لقد ابتلي المستحقون من البدون بالمتكسبين بقضيتهم وأصبح بعض البدون الذين يعرفون أنهم لا يستحقون الجنسية يقومون بإثارة المشاكل من أجل التخريب على من يستحقها من باب الحسد لهم.
وليت أمر استغلال قضية البدون توقف عند هذا الأمر فقد وصل الأمر ببعض الكتاب الى أن يكتب مقالته هو لا يعرف عن البدون سوى الاسم حتى ان بعض المغردين في «تويتر» وجد قضيتهم مربحة بزيادة عدد المتابعين له.
قضية البدون تنطبق عليها مقولة «كلمة حق أريد بها باطل» فهي قضية إنسانية بحتة وحقة ولكن بعض المتعاطين فيها يريدون منها أن تخدم مصالحهم ويرون أنها مادة دسمة للتكسب بها من النواحي التي ذكرت بعضها والخافي أعظم.
أدام الله من دافع عن قضية البدون لأنها حق يجب أن يمنح لمن يستحق ولا دام من يريد أن يتكسب بها لتخدم مصالحه.
Saad.almotish@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق