أكد المنسق العام لمنتدى الحوار للتعاون الآسيوي وزير خارجية مملكة تايلند سوربونغ توفشكشيكول ان وجود سكرتارية دائمة للمنتدى (أمانة عامة) يضمن استمرار أعماله وفق الرؤية الرامية الى تحقيق التعاون الآسيوي المشترك والتواصل بفاعلية أكبر.
وقال الوزير توفشكشيكول في كلمته خلال افتتاح الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي هنا اليوم ان وجود “اطار مؤسسي أكثر رسمية هو الخيار المتاح لحماية الذاكرة المؤسسية والتزويد بدليل الاجراءات التعاونية”.
وأضاف ان بلاده على استعداد لاستضافة الاجتماع الوزاري ال(14) في العام 2015 “ومن المقرر ان يعلن رئيس وزراء تايلند عن عقد مؤتمر القمة الثاني”.
وأعرب الوزير توفشكشيكول عن الأمل في أن يكون عام 2015 “العام الذي ستصل فيه مرحلة التكامل الاقليمي الى شكلها الجديد وظهور مجتمع آسيا” مبديا تطلعه الى أن يكون العقد الثاني من عمر منتدى حوار التعاون “هو الاساس لقرن آسيوي جديد”.
وأوضح ان تايلند تابعت خلال العقد الماضي التطور المستمر في عمل منتدى حوار التعاون الاسيوي “حيث نما عدد أعضاء المنتدى من 18 دولة الى 32 دولة ممن تمثل المناطق الاقليمية كافة في القارة الاسيوية” معربا عن سعادته بأن أصبحت أنشطة المنظمة “تغطي 20 مجالا للتعاون بين الدول الاعضاء بدءا بالاقتصاد وصولا الى الثقافة والتعليم والتكنولوجيا”.
وثمن دور الاعضاء الذين كانت لهم مساهمات بناءة خلال السنة الماضية بما فيها اقتراحات كوريا الجنوبية الخاصة بمجال تطوير تقنية المعلومات ومبادرة الصين الخاصة بتخفيض نسبة الفقر والمبادرة الكويتية المتعلقة بالتجارة والقطاع المالي كما رحب بمبادرة البحرين الخاصة بالتعاون في مجال الطاقة.
وأعرب عن اعتقاده بأن هناك الكثير ليتم تحقيقه من خلال التعاون على مستوى القارة كاملة “خصوصا انه ضمن أجواء عدم اليقين ازاء الوضع الاقتصادي العالمي فمن الواجب أن يكون الاقتصاد الآسيوي أقوى وأكثر حيطة لمواجهة التأثيرات الخارجية والمخاطر التي تحيط بالمنطقة من خلال ايجاد الحلول العملية لتخفيض التوتر وتعزيز التفاهم المشترك بين الدول الاعضاء”.
وقال الوزير توفشكشيكول انه خلال اجتماع وزراء خارجية المنتدى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك أخيرا “حددنا بعض الاولويات التي ستتم مناقشاتها في اجتماع الكويت الحالي حيث سنسلط الضوء على وجهة نظر تايلند لتعزيز التعاون والحوار بين الدول الاسيوية”.
واضاف “ولكي نحافظ على الازدهار في القارة فيجب علينا زيادة التعاون في المجالات التي نشترك فيها بالقوة والثبات.
واستعرض في كلمته مجالات التعاون التي تتمتع بها آسيا بالقوة متمثلة في مجالات تأمين الطاقة والغذاء “والتي من الممكن أن تكون أولى محطات التركيز في هذا المنتدى ونستطيع في البداية ان نتبادل المعلومات والخبرات بين الدول الاعضاء اضافة الى تحسين ادارة البنى التحتية واللوجستية في الدول الاسيوية بما يضمن الوصول السريع الى مصادر تمويل الطاقة والغذاء”.
وذكر انه “من المفيد أيضا للجميع قيام الدول الاعضاء المصدرة للنفط بالمساعدة على استقرار وثبات اسعار النفط وتأمينها وقيام الدول المنتجة للغذاء بالتركيز على الامن الغذائي للمنطقة عوضا عن التركز على انتاج الطاقة الحيوية”.
وفيما يخص البند الثاني من ضمن مجالات التعاون بين الوزير توفشكشيكول ان مستقبل منتدى حوار التعاون الاسيوي يعتمد على مدى قوة تواصل الاعضاء مع بعضهم بعضا “وليس فقط من خلال تواصل مشترك وتعزيز الترابط بيننا بل أيضا من خلال تسهيل التجارة والاستثمار وتحسين السياحة وتفهم افضل بين احتياجات شعوب المنطقة”.
واعتبر أن تحسين التواصل بين الدول الاعضاء “سيساعد على مواجهة التحديات من خلال الاستغلال الامثل لمصادرنا خصوصا فيما يختص بمصادر الطاقة والغذاء” مشيرا الى أن تايلند “ولهذه الاسباب قامت بتحضير ورقة بعنوان (تحسين التواصل بين اعضاء منتدى حوار التعاون الاسيوي) أملين منها أن تضع الخطوط العريضة لافاق التعاون المستقبلي بين الاعضاء”.
ودعا الاعضاء الى تقديم أفكارهم على هذه الورقة ودعوة المسؤولين في الدول الاعضاء الى اجراء المزيد من النقاش على تفاصيلها.
وعن الاقتراح الثالث أفاد بأن التعاون في القطاع المالي “يجب أن يكون من أولويات عمل المنطقة بشكل عام بما فيها ادراج الشركات في أسواق المال الاسيوية اضافة الى اتفاقيات لحماية الاستثمارات الاجنبية وتسهيل استثمارات الصناديق السيادية وصناديق التقاعد والصناديق الاستثمارية الخاصة والعامة علاوة على المشاركة في الخبرات والمعارف بمجال ادارة أسعار الصرف ومناقشة للسياسات المالية والمصرفية من قبل صانعي القرار اصحاب الخبرة.
وأكد الوزير توفشكشيكول ضرورة مناقشة الاعضاء لمبادرة (شي ماي متعددة الاطراف) التي تفتح المجال أمام شركاء ائتمانيين حكوميين آخرين في أوقات الازمات المالية.
واستذكر أنه في أولى ايام انطلاقة منتدى حوار التعاون الآسيوي تمت مناقشة سوق السندات الآسيوي الذي لاقى انتباها من الجميع (الدول الاعضاء وغير الاعضاء في المنتدى) مشددا على أنه “مع زيادة القوة الاقتصادية الآسيوية فقد أصبح من المناسب الآن اعادة النظر في هذه الفكرة”.
ورأى ان النقاط آنفة الذكر كافة “ليس بالامكان انجازها دون استمرارية ودون وجود ادارة اكثر تنظيما وعملية”.
وأعلن عن نية بلاده وبشكل سنوي استضافة المشاورات بينها (أي مملكة تايلند) بصفتها المنسق العام للمنتدى وقاطرة الدول الاعضاء فيه وذلك لمتابعة وتقييم الاتجهات قصيرة الاجل في مجال التعاون المشترك.
ودعا الوزير التايلندي الى عقد اجتماع يناقش هذه القضايا ويخرج بالتوصيات خلال الاجتماع الوزاري للمنتدى في شهر مايو المقبل. وأكد حرص بلاده واهتمامها الدائم في المنتدى الآسيوي نحو تحسين المزايا النسبية للدول وأن يكمل كل منها الآخر “وجعل آسيا أقوى” واصفا المنتدى بأنه منبر لبحث الحلول ومواجهة التحدايات المشتركة لذا “من الواجب مواصلة تعزيز حواراتنا أكثر والبحث عن تحسين التعاون”.
قم بكتابة اول تعليق