قال ممثل دولة الكويت في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) الدكتور فهد سالم الراشد ان الكويت نجحت في تحقيق هوية المواطن الكويتي العربية الاسلامية من خلال الاستعانة بنخبة من الخبراء العرب المختصين في اعداد المناهج التربوية التعليمية التي حرصت على اختيار امثلة متنوعة تتواءم والمراحل العمرية للفرد.
وقال الراشد في مداخلة بمؤتمر (العربية وهوية الامة) الذي بدأ اعماله هنا اليوم ان المناهج التربوية جاءت منسجمة بين الظاهر والمضمون ومتوازنة بين الخفة والرشاقة من ناحية والعمق والاصالة من ناحية اخرى وتعانقت الامثلة الدينية بالامثلة النثرية لتغرس المثل العربية في ذهن الطالب والقيم الروحية في سلوكه.
واضاف الراشد في المداخلة التي حملت عنوان (دور امثلة الكتب المدرسية في تعزيز الهوية والمحافظة على قواعد اللغة العربية) ان المناهج التعليمية بدولة الكويت كانت حفية بآيات الذكر الحكيم في بناء مجتمع متماسك في هويته العربية وفي كينونته المسلمة فالامثلة الدينية الواردة في المناهج التربوية التعليمية شكلت دعائم اساسية للهوية المسلمة.
وقال ان المناهج التربوية التعليمية بدولة الكويت نجحت في حسن تقسيم هذه العلاقات الواردة في القرآن الكريم بحسب المراحل العمرية للطالب وفق استيعابه وادراكه وفهمه ودعمتها بأمثلة نثرية من الواقع لربط الطالب ببيئته وتوطيد علاقته بأسرته.
واشار الراشد الى ان المناهج التربوية التعليمية بدولة الكويت حرصت على الاهتمام باللغة وبالتراكيب كما حرصت وزارة التربية على ترسيخ البعد القومي في نفوس ابنائها الطلاب فكانت رائدة في قطاع تطوير المناهج التربوية التعليمية الذي جعل لامثلته الواردة في الكتب المدرسية دورا فاعلا ورئيسا في ربط الماضي بالحاضر وبث روح التجديد فيها بين الفينة والاخرى.
وذكر ان المناهج التربوية التعليمية بدولة الكويت لم تكن بمنأى عن احترام ثقافة الاخر والاطلاع عليها والحرص على معرفتها بل اعدت لها دراسات منهجية واسعة المجال ذات افق رحبة استطاعت بامثلتها المنتقاة ان تسهم في صقل ثقافة الطالب الكويتي وتبرز هويته الاسلامية الثقافية.
واكد ان دولة الكويت لم تكن يوما منغلقة على نفسها بل كانت السباقة في كل ما يخدم العمل العربي والدولي المشترك فهي عضو مشارك وفعال في العديد من المنظمات العربية والدولية وهي عنصر نشط في الهيئات الاممية.
وفيما يتعلق بدور المرأة في المجتمع الكويتي قال “ان المجتمع الكويتي بهويته المسلمة وقوميته العربية اعطى المرأة حقها كما ورد في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الكريم فالمرأة الكويتية نموذجا تحتذي به المجتمعات الاخرى ولا أدل على ذلك من توزير المرأة في الكويت مرتين لوزارة التربية والتعليم العالي”.
واضاف ان 70 في المئة من المناصب الاشرافية بوزارة التربية تشغلها النساء وهو دليل على عناية الدولة بالمرأة وتقديرا لدورها الفعال في تربية النشء كما حرصت المناهج التربوية التعليمية بدولة الكويت على ان تكون صورة المرأة حاضرة في امثلتها المدرسية.
واشار الراشد الى ان دولة الكويت وفي خضم التحديات التي تواجه هوية الطفل العربي المسلم استطاعت وزارة التربية ان تفرد عدة امثلة في مناهجها التربوية التعليمية تنمي من قدرات الطفل وابداعه وتركز على اكتشاف هويته.
وقال الراشد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه سعى من خلال مداخلته في المؤتمر الذي ينظمه قسم اللغة العربية وادابها في كلية الاداب في الجامعة الاردنية بمشاركة عربية واسعة الى ابراز الدور المهم المنوط بقطاع تطوير المناهج التربوية والتعليمية في صقل سلوكيات الطالب وتهذيبها والاهتمام بالكتاب المدرسي كمعلم مساند للمعلم الاول الذي بدوره يمهد الطريق للمشاركة الوجدانية والتفاعل مع الاخر.
واضاف ان المداخلة بينت اهتمام دولة الكويت ممثلة بوزارة التربية في قطاع تطوير المناهج التربوية التعليمية وتوزيع امثلة الكتاب المدرسي من منظور الهوية الاسلامية ووفق ابعاد دينية ولغوية وقومية ووطنية واجتماعية وثقافية.
وذكر ان المناهج التربوية التعليمية بدولة الكويت اثبتت من خلال انتقائها لامثلة الكتاب المدرسي انها دولة راسخة الاركان متحدة في جبهتها الداخلية متماسكة في مجتمعها اصيلة في هويتها معتزة في معتقدها متعاونة في محيطها وقوميتها مشاركة في اعمالها العالمية والدولية وبهذا يكون قطاع تطوير المناهج التربوية التعليمية بدولة الكويت رائدا في انجازاته ومتألقا في مخرجاته التربوية التعليمية.
واشاد الراشد بدور الاردن في استضافة اعمال المؤتمر مثنيا على دور البعثة الدبلوماسية الكويتية لدى الاردن والمكتب الثقافي في تسهيل مهام الوفود التي تزور الاردن.
وكان مؤتمر (العربية وهوية الامة) بدأ أعماله هنا اليوم ويناقش على مدى ثلاثة ايام التحديات التي تواجه اللغة العربية ودورها في صياغة هوية الامة.
وقال ممثل الجزائر في المؤتمر الاستاذ الدكتور نور الدين صدار في كلمة باسم المشاركين ان اللغة العربية تواجه حملات شرسة تهدف الى القضاء على هوية الامة العربية والاسلامة التي صمدت امام المحن.
واكد اهمية المؤتمر في التصدي لموضوع الهوية واللغة والثقافة والتحديات وعلاقة اللغة بالهوية وسبل تعزيزها.
قم بكتابة اول تعليق