قدمت فرقة المسرح الجامعي مساء أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة عرضها «محطة 50» ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب، وهو من تأليف الكاتبة تغريد الداود واخرج نصار النصار وبطولة كل من عثمان الصفي وزينب خان ومبارك الرندي ومحمد عبدالعزيز وخالد الثويني ومساعد مخرج عبدالعزيز العنزي.
تعتمد فكرة العرض على تيمة «الانتظار» وتأثيرها على مجموعة من الشخصيات تمثل شرائح مختلفة من المجتمع لا يوجد بينها اي رابط او علاقة إلا أنهم تجمعوا في محطة للقطار للسفر إلى وجهة ما كل بحسب أفكاره وتوجهاته، فمنهم من يحب الفن ويعشقه وآخر في انتظار حبيبة مجهولة لا يعرفها، وامرأة تعيش في ذكرياتها وتسجلها وتعود إليها من وقت لآخر بالإضافة إلى حارس المحطة الموظف المتسلط الذي يعتقد انه يؤدى واجبه بينما هو يؤذي الآخرين بتجبره، ومعهم العامل الذي يقوم بتنظيف المحطة طوال اليوم.
لقد استطاع المخرج نصار النصار ان يقدم رؤيته في قالب كوميدي، وحظي بإعجاب حضور المسرحية عندما أثار مع المؤلفة عدة قضايا منها «ان القوانين وضعت لكي نسير عليها لا لكي نتخطاها ولحماية الحقوق لا لسلب الحريات» في رمزية لسيطرة فئة من المسؤولين على فئات متعددة من الشعب معتقدين أنهم يطبقون القوانين فيما هم يصادرون الحريات ويفتشون في الضمائر حتى ان الشعب ذاته تحول الى رقباء كل على الآخر، ليتحول مفهوم الحرية الى فوضى واستغلال.
ولعل أجمل ما في العرض هو النهاية المفتوحة التي تركت المجال أمام المتلقين للبحث في خيالهم عن النهاية التي تناسب أفكارهم، عندما تشاجر المسافرون على المحطة وفجأة اقترب منهم اعصار جعلهم يتوقفون في اشارة تحذيرية الى اهمية التغيير وعدم تجاوز القوانين.
كما برز اداء حارس المحطة وكان حضوره لافتا كما نضجت زينب خان عن تجربتها السابقة وأصبحت اكثر ثقة في تحركاتها على المسرح ونجحت في لفت الانظار اليها كذلك عامل النظافة حرك مشاعرنا حول مأساته باقتدار والعجوز الذي اضفى اجواء مرحة وخالد وسامي كل برع في دوره وكان هناك هارموني بين فريق العمل ودفعوا الصالة للتفاعل معهم.
قم بكتابة اول تعليق