اكد سفير دولة الكويت لدى مصر الدكتور رشيد الحمد ان الكويت كعادتها دائما لا تتوانى عن تلبية نداء الواجب عندما يدق ناقوس الخطر لدى اشقائها جاء ذلك في كلمة القاها السفير الحمد أمام المؤتمر الثقافي الذي نظمته المنظمة العالمية للكتاب (الافرو – اسيويين) بمناسبة انتصارات اكتوبر الليلة الماضية بحضور رئيس المنظمة الدكتور محمد مجدي مرجان وسفير الصين لدى مصر وممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والخارجية المصرية وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي.
واوضح السفير الحمد ان القيادة الكويتية بادرت الى حشد القوات وتسليح الجنود بأحدث المعدات وتوفير كل السبل من اجل الاسراع في الوقوف الى جانب اخوانهم على ارض المعركة في حرب اكتوبر 1973 ومد يد العون فاختلطت الدماء الكويتية بالمصرية.
وقال “اننا في الكويت لا نزال نتذكر بكل الفخر مشاركتنا الغالية والعزيزة في انتصارات اكتوبر” مبينا ان الكويت لم تكتف فقط بالمشاركة في فرحة شقيقتها مصر بالنصر بل شاركت في صنعه من خلال ملحمة اداها لواء كامل من الجيش الكويتي وهو لواء اليرموك.
واشار الى انه استشهد خلال هذه الحرب 42 جنديا من لواء اليرموك الكويتي الذين روت دمائهم رمال سيناء وامتزجت مع مياه قناة السويس.
ولفت الى ان الكويت شاركت ايضا في المعركة السياسية من خلال قرار وقف تصدير البترول الى الدول المؤيدة لاسرائيل وكان للكويت موقف واضح وتحرك ايجابي في الساحة الدولية لمناصرة الحقوق العربية واقناع العالم بادانة الاعتداءات الاسرائيلية.
وأضاف ان المشاركة الكويتية العسكرية لم تحدث فقط في حرب اكتوبر 1973 وانما بدأت منذ حرب 1967 التي سقط فيها اول شهيد كويتي على ارض مصر وهو العريف فلاح عبدالله العنزي بالاضافة الى مشاركة الكويت في حرب الاستنزاف.
وبين ان الدماء الكويتية التي روت ارض الفيروز وامتزجت بالدماء المصرية في ملحمة عربية خالدة سجلها التاريخ بأحرف من ذهب كانت تجسيدا للعلاقات الاخوية الوطيدة بين مصر والكويت.
واشار الى ان التاريخ كان على موعد آخر مع ملحمة مصرية – كويتية تمثلت في الدور المصري العظيم من خلال القوات المسلحة المصرية الباسلة التي شاركت بكل قوة وكان لها الدور الابرز في حرب تحرير الكويت عام 1991 لتبقى المشاركة المصرية بتحرير الكويت في قلوب واذهان الشعب الكويتي وقيادته وفي ذاكرة الامة وتاريخها طيلة الدهر.
وشدد على ان الماضي الناصع للعلاقات المصرية – الكويتية والحاضر المشرق لها يؤكد ان متانة وقوة العلاقات بين البلدين امر غير قابل للنقاش وان مستقبل العلاقات بين البلدين سيكون نحو مزيد من التعاون والتضافر.
ورأى الحمد ان العلاقات بين مصر والكويت تسير بشكل جيد نحو مزيد من التطور على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية وانها اكتسبت دفعة جديدة عقب ثورة 25 يناير تجلت في الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والمفاوضات التي تجري حاليا لتحديد المشروعات التي ستساهم الكويت في دعم الاقتصاد المصري عن طريق تنفيذها.
واشار في هذا الصدد الى ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية كان قد وقع منذ ثلاثة اسابيع مع الحكومة المصرية على اتفاقية قرض لتمويل مشروع انشاء محطتين للغاز الطبيعي في محافظتي القاهرة والجيزة.
واختتم السفير الحمد كلمته بالقول “كثيرة هي المعاني التي تتداعى الى الذهن في اجواء هذا النصر العظيم وفي مقدمتها ان ملحمة العبور الكبيرة في اكتوبر كانت بمثابة الغرس الطيب والبذرة الصالحة التي نمت على مدار سنوات طويلة واشتد عودها لتكشف عن تمام بزوغها واكتمال تحققها في الاونة الاخيرة”.
من جانبه ثمن رئيس المنظمة الدكتور محمد مجدي مرجان وممثلو وزارات الداخلية والخارجية والدفاع في كلماتهم الدعم العربي وخاصة دعم دولة الكويت لمصر خلال حرب اكتوبر مؤكدين انه من دون الدعم المادي والسياسي والعسكري ما كان لنصر اكتوبر ان يتحقق.
من ناحيته اكد سفير الصين لدى مصر سونج أي قوه خلال المؤتمر وقوف الصين الى جانب الحق العربي في تحرير اراضيه مشددا على دعم بلاده للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته وعاصمتها القدس.
وفي ختام المؤتمر قام الدكتور مرجان باهداء دروع تذكارية وشهادات تقدير لسفير دولة الكويت الدكتور رشيد الحمد وسفير الصين سونج قوه وممثلي وزارات الداخلية والخارجية والدفاع.
قم بكتابة اول تعليق