السرب: صراع الخير والشر

ضمن العروض المسرحية للمهرجان، قدمت فرقة «تياترو» المسرحية عرضا بعنوان «السرب» تأليف مالك القلاف، واخراج محمد الكندري وبطولة عبدالعزيز النصار، وعلي الحسيني، وخالد السجاري، وسارة التمتامي وخليل دشتي، وليالي، وفهد البحري، بجانب مجموعة من الممثلين المشاركين والاستعراضيين.

بالبداية، المسرحية تناولت عدة قضايا، برؤية اخراجية مميزة، جعلت كل متلق يستلهم فكرته بحسب طريقته، وحسب الظرف الذي شعر به فيجده ضمن أحداث المسرحية، فالكاتب رمز بسرب «الجراد» الى الغزاة، فبشكل عام سرب الجراد يغزو بالفعل الأماكن، متنقلا من منطقة الى أخرى، ويعكر صفوها، وخاصة اذا كانت تلك المناطق أو المدن بها خيرات، ويعم بها السلام، والحب، والهدوء، لذلك فالشر لا يود مشاهدة الخير.

وتدور الأحداث على هذا السياق، صراع الخير والشر، والتحذير من الخطر المقبل على الوطن، لو استمرت حالة التشرذم، والانقسام، موجودة، وذلك من خلال «أذونيا»، التي لعبت دورها «ليالي»، وهي صاحبة مدينة، تحاول ان تنشر الحب بين أهلها، ليكون رابطا يوحدهم، فيمنع عنهم أي غزو، ليأتي سرب كبير من الجراد يعم المكان، فينقسم أهل المدينة الى فريقين، الأول المصلحون الذين وقفوا في وجه السرب، الى ان ماتوا دفاعا عن المدينة،

في حين ضعف الفريق الآخر، ولهث خلف مراده، وصار مع الجراد، فكانت رسالة وطنية من المؤلف والمخرج بأن لو اهتزت الثقة بين المقربين سواء أهل، أو أصدقاء، أو مواطنين، أو أصبحوا فريسة سهلة للعدو (الجراد) الذي دخل وغير مفاهيم، ونفوس بعض الضعفاء.

ولو تحدثنا عن العرض، وعناصر الجذب فيه، سنقول ان السينوغرافيا هي سر النجاح، التي أبرزت جمال لوحات سرب الجراد، وهو يغزو، ويعم أركان المدينة، فجاءت رائعة، مع الاضاءات التي تولى مهامها عبدالله النصار، وبدر شاكر، وكونت مزيجا ساحرا مع الموسيقى التي أعطتنا بدورها اندماجا مع حركة الاستعراضيين، وعززت تفاعلنا مع «تفننهم» في غزو الخشبة، فلم نشاهد مكانا «ميت» بل توزعوا بشكل جميل، والديكور أشعرنا وكأننا بينهم في تلك المدينة.

كما كان من عناصر الجذب أزياء فهد المذن، التي أبدع فيه، فجاءت دالة على كل شخصية، ومعبرة عنها، فالأبيض يعني عنصر الخير، والأسود والأبيض يرمز الى شخص متذبذب، والأسود عبر عن الخائن، الجاهز للغدر.

أما عن الأداء التمثيلي، فقد برع الأبطال في أداء أدوارهم، ونجح المخرج في ضبط ايقاعهم على الخشبة، فجاء متناغما، ملأ بهم الفراغ المسرحي بحرفية، ولاسيما رئيس الجراد «علي الحسيني» الذي كان أداؤه، مع زيه، والمكياج، رائعا جدا.. بالفعل منبع شر بالملامح والحركة.

وكان مسك الختام، المخرج محمد الكندري، الذي برع برؤيته، ونسق باحتراف المشاهد، مع جو مميز جدا من الاضاءة، والموسيقى، والاستعراض، وحركة الممثلين، بالفعل كانت لمساته جذابة.

أشادوا في الندوة النقاشية بالفرقة واعتبروها رافدا مهما للحركة المسرحية

المعقبون: المخرج والسينوغرافيا وراء تميز العرض

وبعد عرض مسرحية «السرب»، أقيمت ندوة نقاشية للعمل، حضرها فريق عمل المسرحية، بجانب عدد من النقاد، والممثلين، وأدارها وليد الدلح، والمعقب الرئيسي مؤيد حمزة الذي قال ان المخرج، والسينوغرافيا هما سر تميز العرض، معتبرا ان الشخصيات جاءت ثابتة..طيبة بامتياز، وشريرة بامتياز، من البداية الى النهاية.

وأضاف حمزة ان المخرج أدرك عيوب النص، وتوفق مع مصمم الديكور في تحريك النص، بفضل التجانس الذي حدث بينهما، ووافقه عدد كبير من المعقبين في ان الكندري استطاع بالفعل تحريك النص، واخفاء عيوبه، بمساعدة السينوغرافيا.

وبدوره، أشاد الدكتور فهد السليم بأداء فرقة «تياترو» المسرحية، مشيرا الى أنها خرجت من رحم المعهد العالي للفنون المسرحية، والكل يفتخر بها، مؤكدا ان المسرح الكويتي بخير، ومشاركات الشباب الناجحة بالمهرجان دليل على ذلك.

ومن جانبه، قال فايز العامر ان المخرج تفوق على فكر المؤلف، وكل فريق العمل كانوا أبطالا، معتبرا الفرقة رافدا من روافد العمل المسرحي بالكويت.

أما المؤلف مالك القلاف فقال بايجاز: «لم أجد بالسعودية مثل هذا الدعم الذي وجدته هنا، وهذا الأمر يعطيني دافعا للاجادة في المستقبل، مؤكدا أنه سيأخذ كل الانتقادات بعين الاعتبار.

 

المصدر “الوطن”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.