«كشف وكيل ديوان الخدمة المدنية أن عدد الاجازات المرضية الممنوحة لموظفي الدولة لعام 2011 بلغ مليونين و86 ألف يوم بكلفة إجمالية بلغت 41 مليونا و725 ألفا، وبلغ عدد الموظفين المسجلين للمراجعات الطبية للعام نفسه 161418 موظفا». (الراي 2012/9/11).
161 ألف موظف حصلوا على اجازات طبية في سنة واحدة، طبعا بعض الموظفين حصل على اجازات متكررة وبعضهم مرة واحدة، وبعض الموظفين لم يحصل على إجازة طبية خلال العام وربما تحامل على نفسه لاداء واجباته الوظيفية وهو مريض لانه يعمل ارضاء لربه وبركة معاشه وليس خدمة لفلان وعلان..
هل يعقل في سنة واحدة اعطاء مليوني اجازة طبية للموظفين؟ أغلب موظفي الكويت مرضى او يتمارضون؟ كل هالبشر يستحقون هذا السيل الجارف من الطبيات؟ هل هذه آثار الاغذية الفاسدة مثلا ام آثار الظلم الوظيفي الذي يشكو منه صغار الموظفين بسبب الشللية والقبلية والطائفية والعنصرية.. ام بركات تلاعب بعض اطباء الصحة وربما «بيع» الطبيات كما يروى عن بعض المستشفيات الخاصة، حيث تستطيع بالهاتف ان تحصل على نموذج اجازة طبية مقابل خمسة دنانير لليوم الواحد؟
الاكيد ان كثيراً من الموظفين لا يرون في الوظيفة اي حق للدولة، فهم يبررون استيلاءهم على الراتب الشهري بانه نصيبهم من ميزانية الحكومة، وبعض الموظفين يحلل لنفسه اختلاس الراتب الشهري باي طريقة لانه يسمع عن الرشى في العمل الحكومي وبتلاعب بعض كبار القياديين في التنفع من مناصبهم، وبالتأكيد يرى في السياسيين قدوة قبيحة، فهم ليسوا بأحسن منه، وللاسف شعارهم بكل وقاحة «اخذ ما اتخذ» فمال الحكومة سبيل لا والي له.
من جانب آخر، فإن بعض المسؤولين في العمل الحكومي «عاهات» بشكل رسمي، فهم سيئو الخلق مع الموظفين او يتعاملون معهم بفوقية او لديهم تفرقة غير مبررة، فيكونون سببا لتمارض الموظفين وهروبهم من عملهم، ومن هنا ينبغى على كل وزارة ان تبحث عن اسباب «الطبيات» في قطاعاتها المختلفة..
حب الوطن عمل، حب الوطن اخلاص، حب الوطن فعل صادق لا بالاغاني والمسيرات، فيا من تدعي حب الكويت هل تخلص في وظيفتك..؟ والله الموفق.
* * *
• اضاءة تاريخية: العم عبدالله السعيد رحمه الله (1899 – 1994) اول من اقتنى سيارة في الجهراء وكان يتولى ابلاغ اهل الجهراء سنويا برؤية هلالي الأضحى ورمضان.
وليد عبدالله الغانم
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق